Saturday, October 31, 2009

المعاصي تولد بعضها بعضا ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها

Photobucket


المعاصي تزرع أمثالها ، وتولد بعضها بعضا ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب [ ص: 56 ] الحسنة الحسنة بعدها ، فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها : اعملني أيضا ، فإذا عملها ، قالت الثالثة كذلك وهلم جرا ، فتضاعف الربح ، وتزايدت الحسنات .

وكذلك كانت السيئات أيضا ، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة ، وصفات لازمة ، وملكات ثابتة ، فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وأحس من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء ، حتى يعاودها ، فتسكن نفسه ، وتقر عينه .

ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة ؛ لضاقت عليه نفسه وضاق صدره ، وأعيت عليه مذاهبه ، حتى يعاودها ، حتى إن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ، ولا داعية إليها ، إلا بما يجد من الألم بمفارقتها .

كما صرح بذلك شيخ القوم الحسن بن هانئ حيث يقول :

وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها


وقال الآخر :

فكانت دوائي وهي دائي بعينه كما يتداوى شارب الخمر بالخمر


ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة تؤزه إليها أزا ، وتحرضه عليها ، وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها .

ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها ، حتى يرسل الله إليه الشياطين ، فتؤزه إليها أزا .

فالأول قوي جند الطاعة بالمدد ، فكانوا من أكبر أعوانه ، وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه

ابن الجوزي الجواب الكافي لمن سئل عن الدواء الشافي

الناس أهون ما يكون عليهم أحوج ما يكون إليهم

Photobucket


احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره

، ولقد صدق القائل

بين التذلل والتدلل نقطة في رفعها تتحير الأفهام ذاك التذلل شرك فافهم يا فتى بالخلف


فأعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق : إذا لم يحتاج إليهم بوجه من الوجوه ، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم : كنت أعظم ما يكون عندهم ، ومتى احتجت إليهم - ولو في شربة ماء - نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم ، وهذا من حكمة الله ورحمته ، ليكون الدين كله لله ، ولا يشرك به شيء .


ولهذا قال حاتم الأصم ، لما سئل فيم السلامة من الناس ؟ قال : أن يكون شيؤك لهم مبذولا وتكون من شيئهم آيسا ، لكن إن كنت معوضا لهم عن ذلك وكانوا محتاجين ، فإن تعادلت الحاجتان تساويتم كالمتبايعين ليس لأحدهما فضل على الآخر وإن كانوا إليك أحوج خضعوا لك . فالرب سبحانه : أكرم ما تكون عليه أحوج ما تكون إليه . وأفقر ما تكون [ ص: 40 ] إليه .


والخلق : أهون ما يكون عليهم أحوج ما يكون إليهم ، لأنهم كلهم محتاجون في أنفسهم ، فهم لا يعلمون حوائجك ، ولا يهتدون إلى مصلحتك ، بل هم جهلة بمصالح أنفسهم ، فكيف يهتدون إلى مصلحة غيرهم فإنهم لا يقدرون عليها ، ولا يريدون من جهة أنفسهم ، فلا علم ولا قدرة ولا إرادة . والرب تعالى يعلم مصالحك ويقدر عليها ، ويريدها رحمة منه وفضلا ، وذلك صفته من جهة نفسه ، لا شيء آخر جعله مريدا راحما ، بل رحمته من لوازم نفسه ، فإنه كتب على نفسه الرحمة ، ورحمته وسعت كل شيء ، والخلق كلهم محتاجون ، لا يفعلون شيئا إلا لحاجتهم ومصلحتهم ، وهذا هو الواجب عليهم والحكمة ، ولا ينبغي لهم إلا ذلك ، لكن السعيد منهم الذي يعمل لمصلحته التي هي مصلحة ، لا لما يظنه مصلحة وليس كذلك .

فهم ثلاثة أصناف : ظالم . وعادل . ومحسن . فالظالم : الذي يأخذ منك مالا أو نفعا ولا يعطيك عوضه ، أو ينفع نفسه بضررك . والعادل : المكافئ . كالبايع لا لك ولا عليك كل به يقوم الوجود ، وكل منهما محتاج إلى صاحبه كالزوجين والمتبايعين والشريكين . والمحسن الذي يحسن لا لعوض يناله منك .


فهذا إنما عمل لحاجته ومصلحته ، وهو انتفاعه بالإحسان ، وما يحصل له بذلك مما تحبه نفسه من الأجر ، أو طلب مدح - الخلق وتعظيمهم ، أو التقرب إليك ، إلى غير ذلك . وبكل حال : ما أحسن إليك إلا لما يرجو من الانتفاع . وسائر الخلق إنما يكرمونك ويعظمونك لحاجتهم إليك ، وانتفاعهم بك ، إما بطريق [ ص: 41 ] المعاوضة ; لأن كل واحد من المتبايعين والمتشاركين والزوجين محتاج إلى الآخر ، والسيد محتاج إلى مماليكه وهم محتاجون إليه ، والملوك محتاجون إلى الجند والجند محتاجون إليهم ، وعلى هذا بني أمر العالم ، وأما بطريق الإحسان منك إليهم . فأقرباؤك وأصدقاؤك وغيرهم إذا أكرموك لنفسك ، فهم إنما يحبونك ويكرمونك لما يحصل لهم بنفسك من الكرامة ، فلو قد وليت ولوا عنك وتركوك فهم في الحقيقة إنما يحبون أنفسهم ، وأغراضهم . فهؤلاء كلهم من الملوك إلى من دونهم تجد أحدهم سيدا مطاعا وهو في الحقيقة عبد مطيع وإذا أوذي أحدهم بسبب سيده أو من يطيعه تغير الأمر بحسب الأحوال ، ومتى كنت محتاجا إليهم نقص الحب والإكرام والتعظيم بحسب ذلك وإن قضوا حاجتك

شيخ الاسلام ابن تيمية كتاب الفتاوي المجلد الاول
.

Wednesday, October 28, 2009

القلق

Photobucket


طنش تعش تنتعش

، ومعنى ذلك أن لا تبالي بالحوادث والمنغصات، وقد سبق إلى ذلك أبو الطيب المتنبي، حيث يقول:
فعشت ولا أبالي بالرزايا لأن ما انتفعت بأن أبالي
وأنت إذا ذهبت تدقق خلف كل جملة وتبحث عن كل مقولة قيلت فيك وتحاسب كل من أساء إليك، وترد على كل من هجاك، وتنتقم من كل مَنْ عاداك، فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك واستقرار نفسك وهدوء بالك،

وسوف تعيش
ممزقاً قلقاً مكدراً، كاسف البال منغص العيش، كئيب المنظر سيئ الحال، عليك باستخدام منهج التطنيش، إذا تذكرت مآسي الماضي فطنش، إذا طرقت سمعك كلمة نابية فطنش، وإذا أساء لك مسيء فاعف وطنش، وإذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا فطنش، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل التنقير والتدقيق، بل عليك بمنهج القرآن:
(
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

سبّ رجل أبا بكر الصديق فقال أبو بكر: سبُّك يدخل معك قبرك ولن يدخل قبري، الفعل القبيح والكلام السيئ والتصرف الدنيء يُدفن مع صاحبه في أكفانه ويرافقه في قبره ولن يُدفن معك ولن يدخل معك،
قال العلامة عبد الرحمن بن سعدي: وأعلم أن الكلام الخبيث السيئ القبيح الذي قيل فيك يضر
صاحبه ولن يضرك، فعليك أن تأخذ الأمور بهدوء وسهولة واطمئنان ولا تُقِم حروباً ضارية في نفسك فتخرج بالضغط والسكري وقرحة المعدة والجلطة ونزيف الدماء، لقد علمتنا الشريعة الإسلامية أن نواجه أهل الشر والمكروه والعدوان بالعفو بالتسامح والصبر الجميل الذي لا شكوى فيه،

والهجر الجميل الذي لا أذى فيه، والصفح الجميل الذي لا عتب فيه،
إذا مررت بكلب ينبح فقل:
سلاما،
وإذا رماك شرير مارد بحجر فكن كالنخلة
أرمه بتمرها،
إن أفضل حل للمشكلة أن تنهيها من أول الطريق،
لا تصعّد مع من أراد
التصعيد،
انزع الفتيل تخمد الفتنة، صب على النار ماءً لا زيتاً لتنطفئ من أول وهلة، ادفع بالتي هي أحسن وتصرف بالأجمل وأعمل الأفضل وسوف تكون النتيجة محسومة لصالحك؛ لأن الله مع الصابرين ويحب العافين عن الناس وينصر المظلومين، إننا إذا فتحنا سجل المشكلات وديوان الأزمات ودفتر العداوات فسوف نحكم على أنفسنا بالإعدام، انغمس في عمل مثمر مفيد يشغلك عن الترهات والسفاهات والحماقات،

إذا رفع سفيهٌ صوته بشتمك فقل له:
سلام عليكم ما عندنا وقت، إذا نقل لك غبي تافه كلاماً قبيحاً من عدو فقل له: سلام عليكم ما سمعنا شيئاً، إذا تذكرت أنه ينقصك مال أو عندك أزمة أو عليك دين فتذكر النعم العظيمة والكنوز الكبيرة التي عندك من فضل الله من سمعٍ وبصر وفؤاد وعافية وستر وأمن ودين وذرية وغير ذلك لتجد أن الكفة تميل لصالحك، وأن المؤشر الأخضر يبشرك أن النتيجة تدل على أرباحك ونجاحك وفوزك، أفضل رد على النقّاد والحسّاد هي الأعمال الجليلة والصفات النبيلة والأخلاق الجميلة، أما المهاترات والسباب فهذا شأن كلاب الحارة، والله يقول في وصف النبلاء الأبرار: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ

ونعود إلى ه أبا الطيب المتنبي ليقول لنا:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ فلو ذهبنا نرمي الكلاب إذا نبحتنا بحجارة فسوف يرتفع سعر الحجارة ولا نستطيع شراءها،


ليس الغبي بسيد في قومه و لكن سيد قومه المتغابي


للدكتور عائض القرني

Monday, October 26, 2009

كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه

Photobucket


إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم وحافظ عليها بتقوى الإله, فإن الإله سريع النقم

Photobucket


البرامكة أسرة عاشت في عصر العباسيين وزراء، وكانوا يُطْلون قصورهم بماء الذهب، لكن هل أرضوا الله؟ ما عدلوا ولا خافوا الله، وكان كأس الخمر والفتيات والغانيات في قصورهم، وتر ونغم في قصورهم، فحذرهم أحد العلماء وقال لهم: انتبهوا إن النعم لا تقيد إلا بالشكر.

قال: قيدوها بالشكر، لكن لم يفعلوا، وفي لحظة من اللحظات أغضب الله عليهم أقرب الناس إليهم هارون الرشيد فاجتاحهم بالسيف، قتل شبابهم ضحى، وأخذ شيوخهم وقادهم وهم يتباكون إلى السجن، حبسهم حبساً عظيماً، وقد بكى خالد بن يحيى البرمكي في السجن سبع سنوات، وطالت أظفاره؛ وما وجد ما يقلم أظفاره بعد النعيم، وطال شاربه وما وجد مقصاً، وعميت عيناه، قال له أحد الناس وقد زاره في السجن: ما هذا البلاء يا خالد ؟ قال: دعوة مظلوم سرت بليل، غفلنا عنها وما غفل الله عنها..!

ينتقل بنا القرآن مباشرة إلى اليمن ، لنعيش قصة هائلة محزنة هناك، وقعت لأمة أعرضت عن منهج الله قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ. فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ:17].

قال ابن كثير وغيره من المفسرين: آتى الله كل رجل من سبأ بجانب بيته بستانين وجنتين، عن يمين وعن شمال، يخرج من بيته وبستان عن يمينه وبستان عن شماله، شجر متدلٍ ونعيم خالد، ظل وارف، وماء بارد، وطيور ترفرف، وحياة رغيدة، ولكن القلوب أعرضت عن منهج الله، مثلما يفعل الآن: بيوت وقصور وفلل وسيارات ورغد ومطاعم ومشارب، ولكن هناك من يفسد ويريد ألا ينكر عليه، ومن يفجر ويريد أن يسكت عنه، ومن يتخلع عن الدين، ويقيم المنكر ويستهزئ بالرسالة، ومن يعارض المسجد، ويقاطع لا إله إلا الله محمد رسول الله، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً [نوح:5-7].

فأعرضت قرية سبأ يقول ابن كثير : كانت المرأة تذهب بسلة على رأسها فتمتلئ السلة من الثمار التي تتساقط على السَّلة، ولكنهم ما قدروا هذه النعم، بل أعرضوا تماماً وفحشوا بأسلوبهم مع الله، بعض الناس يحارب الله جهراً؛ يقاطع المسجد، فلا يعرف الصلاة، ليله ونهاره غناء وتطبل

قرية سبأ أغضبوا الله، فما حاربهم الله بجيش أو أنزل عليهم ملائكة؛ لأنهم أصغر وأذل، قال بعض العلماء: يا ضعيف العزم! يا فقير الإرادة! أتحارب الله؟ الله لما حاربه نمرود بن كنعان ، أرسل له بعوضه فقتلته، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:73-74] ويقول سبحانه: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [سبأ:22] ويقول سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:41] أرسل الله عليهم فأر نقَّض عليهم جسرهم وسدهم


وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام:
{أن ثلاثة من بني إسرائيل } انظر إلى الشؤم واللؤم وانظر إلى حفظ النعم، وشكر الواحد الأحد، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم:28] ثلاثة من بني إسرائيل أقرع وأبرص وأعمى، أراد الله أن يبتليهم، فأرسل إليهم ملكاً،

فذهب إلى الأقرع، فقال: ماذا تريد؟ قال: أريد شعراً على رأسي يجمله، فقد قذرني الناس، فسأل الله أن يعطيه شعراً، فجمل الله رأسه بالشعر في لحظة، -إنما أمره إذا أراد شيئاً، أن يقول له: كن فيكون- قال: ماذا تريد من العطايا؟ قال: أريد الإبل، فدعا الله له فأعطاه الله ناقة فولدت حتى ملأت الواديان،

وذهب إلى الأبرص، قال: ماذا تتمنى؟ قال: أريد من الله أن يجمِّل جلدي ويذهب هذا العوار في جسدي لأكون جميلاً، فسأل الله فرد الله عليه جلده الجميل في لحظة، قال: ماذا تريد من المال؟ قال: أريد البقر، قال: فسأل الله أن يعطيه بقرة، فولدت حتى ملأت الوديان،

وذهب إلى الأعمى، قال: ماذا تريد؟ قال: أمنيتي أن يرد الله علي بصري لأرى، قال: اللهم رد عليه بصره، فعاد البصر:
ما بين غمضة عين وانتباهتهـا يغير الله من حال إلى حال

فرد عليه البصر في لحظة، قال: ماذا تريد؟ قال: الغنم، قال: اللهم ارزقه الغنم، فأعطاه الله شاة فولدت فملأت الوديان، ثم عاد المَلَك فحول الله صورته إلى صورة فقير -ولله الحكمة البالغة- فأتى هذا المَلَك صاحب المقامات الأُوَل، في صورة فقير عليه ثياب بالية.

فذهب إلى الأبرص أو الأقرع وقال: أنا فقير منقطع، انقطعت بي السبل والحبال، فلا مغني إلا الله، أعطني مما عندك، قال هذا الأقرع: الحقوق كثيرة، والمال ورثته كابراً عن كابر، ولا عندي لك شيء، قال: كأنك كنت أقرع قبل؟ قال: لا. المال ورثته كابراً عن كابر، -يعني ورثته بجدارة- قال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت عليه، فسلب الله نعمه، فعاد إلى حالته الأولى.

وذهب إلى الأبرص، وقال: أنا فقير منقطع فأعطني مما أعطاك الله -أو كما قال- قال: ما عندي شيء، والحقوق كثيرة، قال: كأنك كنت من قبل أبرص فقيراً؟ قال: لا. ورثت المال كابراً عن كابر، قال: إن كنت كاذباً، فصيرك الله إلى ما كنت عليه، فرده الله القهقرى وعاد إلى حاله، ثم سار إلى الأعمى -وكان الأعمى عاقلاً، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، رأى نعم الواحد الأحد فشكرها:

إذا كان شكري نعمة الله نعمةً فأين يطاق الشكر أم كيف يشكر

إذا كان شكرك نعمة على النعمة، فكيف تشكر نعمة الواحد الأحد.

للشيخ الدكتور عائض القرني


Sunday, October 25, 2009

وحيدةٌ

انعكاسات الطلاق


"وحيدةٌ.. وليس بالأمر الجديد عليّ.. فحين كنت متزوجة كنت وحيدة أيضاً!
حمّلوني نتيجة الخلع وأنني السبب في تفكك الأسرة ودمارها وفي تشريد الأبناء وانعكاسات الطلاق عليهم.. كأنني من أراد ذلك وسعى له سعيه! ودمار حياتي من المسؤول عنه؟! وشتات روحي.. وفَقدي للاستقرار والحب والحنان والسكن؟! هل أنا من نسفتهم من زواجي أيضاً؟!! قد أخذت القرار بنفسي لأُنهي مآسٍ استفحلت.. ولكني لم أختر أن يعشعش الخصام بيننا ولم أشأ أن يكون ذلك البيت مسكناً دون سكن!!
لستُ أنانية.. ولكني بشر.. ولكلٍّ طاقة تقوى على التحمل وقد عيل صبري! حاولت الاستمرار فتحطمت الآمال على صخرة الخلافات..
قد حذفت تلك الأيام الملوّثة بالألم، المُفعمةِ بالوجع.. ولكنني أرزح تحت نير الوحدة والحاجة.. أموت موتاً بطيئاً دون أن يشعر بي أي أحد!
أتوق لأجد روحاً تضمّني.. وأحلم أن هناك بين هذه الجموع مَن تهفو روحه إليّ وتنتظر لقائي.. هل يُعقل أنه لا يوجد بين مليار وملايينه الثلاثة "رجل" واحد لي؟! أضع رأسي على صدره في الليالي الموحِشة ليقتل الصقيع في جنبات الحياة؟!
هل هو كثير ما أطلب؟ سكنٌ وسكينة! هل أخطأت إذ تمنيت قلباً يسكنني وأسكنه؟ ألا أستحق؟ ألستُ بروح؟!!
قرأت كلاماً في إحدى مقالاتك لمحمد قطب "يقول إنسان لنفسه: إنني أحس في أعماقي بحنين إلى الجنس الآخر، ورغبة قوية في اللقاء بأحد أفراده، والامتزاج معه، والإفضاء إليه، والإتحاد الكامل معه حتى كأننا شخص واحد لا شخصان منفصلان".. هذا ما أريد.. لست بفاسقة ولكنني إنساااان من خلق الله الكثير ولي نفس الرغبات وعندي فطرة زرعها الله تعالى في ذاتي وهي تحتاج ارتواء!
قدرتي على التحمل قد تلاشت.. فار تنور مشاعري وصبري غاض.. لن أسخط بل راضية.. أريد أن أكون قوية أكثر ولكن فَقَد الصبر النطق في حضرة الحاجة!
يتصارع عقلي مع قلبي.. يواجهه بالواقع: كل شيءٍ في هذه الحياة رزق.. والحب رزق.. والزوج رزق.. والوِفاق رزق.. والله جل وعلا قد اختار الأفضل.. وما إن يعلو صوت العقل حتى يُخرِسه القلب: أنا مكلوم!
أكره كلمة مطلقة.. تحرقني.. تغصِّصني بريقي.. أكره نظرات المجتمع وأفكاره الغريبة تجاه المطلقات.. أكره تقرّب العابثين لغاية آنيّة.. أشعر أحياناً أنني قطعة لحم يحوم حولها ذباب كثير لأنها مكشوفة! وهذا مؤلِمٌ مؤلِم!
أكره طريقة تفكيرهم! حتى هو.. والد أولادي المخلوع.. حين رحل قال لي: ستبقين خادمة للأولاد فلن يرتبط رجل بمطلقة معها عيال! وأنا سأتزوج فتاة عزباء صغيرة وأعيش حياتي كما أريد!
آلمتكِ.. سامحيني.. ولكني متعبةٌ متعبة.. قد فقدتُ الأمل أن أجد سكني.. وأحاول التعايش مع هذا الألم.. ولكني أشك في قدرتي.. وأخاف الفتنة.. والله المستعان!"..
طويتُ الرسالة.. ولم أستطع أن أمنع الدموع من بوحٍ آخر..
خططتُ لها كلمات وتساءلت هل سَتَفي؟!
"أخيتي في الله.. الدنيا دار ابتلاء.. وممر للآخرة موحِش.. فتزوّدي بالصبر والرضا والقناعة ما تحتاجينه للطريق.. "والحياة" هناك.. عند ربٍ كريم في جنّاتٍ أُعِدّت للقانعين الحامدين.. "وبشِّر الصابرين"..
ولتتفكري في غاية هذا الابتلاء.. فهو والله رِفعة للمؤمن فلا يكون البلاء إلا للتمحيص والتثبيت والتطهير!
ولله جل وعلا حِكمة في كل شيء.. وفي منعه لزوجٍ صالح –إلى الآن- حكمة لا ندركها بعقلنا القاصر.. واسمعي لقول الحسن البصري رحمه الله تعالى إذ يقول "لا تكرهوا البلايا الواقعة والنقمات الحادثة.. فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ولَرُبَّ أمرٍ تؤثِره فيه عطبك".. وأخيّة.. "عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله خير"!
ثمّ.. أنطلب الغالي بالرخيص؟ مهرها النفوس وما أدراكِ ما هيّأ لكِ ربي جل وعلا جزاء صبرك وإيمانك به؟..
إياك والاستسلام.. إياك ورمي السلاح.. واجهي قدرك واثبتي..
فقدتِ السكن؟ تملّكتكِ الرغبة والحاجة؟! ولكنكِ رُزقتِ الولد والعلم والأهل والصحة والعقل وما ربي جل وعلا أعلم به مني.. أَوَتَتخيّلين أنّ الله تعالى مُعطي مَن أحب كل ما يحب؟! فأين أنتِ مِن "وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا".. وأين أنتِ مِن "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل".. وأين أنتِ مِن "إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع".. وهل تعتقدين أن الابتلاء سيكون فيما لا نحب ولا نريد ولا نحتاج ولا نرغب؟! أيُعقَل؟! فتبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً! وبوركَ فيمَن رضي وشكر..
خلعتِ.. ومررتِ بتجربة أَخْرَسَت الفرح في عمرك.. لا تَرْكَني.. بل انخرطي في مجتمعك.. أرشِدي ووجِّهي كي لا تقع غيرك بما وقعتِ فيه.. كوني اليد الحانية للكثيرات اللواتي يحتجن كلمة أو نصيحة أو لمسة عطف.. ولكن إياك أن تستسلمي! وحين تجدين ثمرة ما تحصدينه من اهتمام بالآخرين وبما تقدّمينه للمجتمع فستسعدين.. لا شك أنك سترتاحين وربما شغلتكِ هذه المشاريع التي تصبّي مجهودكِ فيها لخدمة الأمّة عن آلامكِ واحتياجاتك النفسية.. ستقلّ صدقيني.. لن تموت ولكنها لا بد ستقلّ!
وإياك والميل لكلام المجتمع.. سيحرقك ولن يفيد.. واعلمي أن الله جل وعلا إن قدّر لك الزواج فسيرزقك برجل واعٍ ليس مجبولاً على الانصياع لتقاليد بالية ولهواجس وضيعة.. فإن لم يأتِ هذا الرجل فمعكِ الله جل وعلا.. ومن وجد الله جل وعلا فماذا فَقَد؟! هل سنبكي طول عمرنا على حرماننا من كائن وفي قلبنا المكوِّن جلّ وعلا؟!
لستِ وحدكِ من يعاني أخيّتي.. بل معكِ الآلاف.. قد يكنّ مطلّقات.. وقد يكنّ ثيّبات أو أرامل.. وقد يكنّ فتيات فاتهنّ قطار الزواج وما زلن ينتظرن.. وقد يكنّ متزوجات ويحلمن بالسكن! وكلٌّ يُمتحَن فهل تنوين الرسوب في الحياة أخيّة؟!
نصيحة أخيرة حبيبة.. إياكِ أن تسمحي لأي رجل مهما كان ملائكياً أن يدخل حياتك إلا من باب بيتِ أهلك.. فالكثيرون يريدون المساعدة ولكنهم عند تقاطع للطريق يختارون الرحيل.. يزرعون ويسقون هنا ويحصدون في ناحية أُخرى.. يقتحمون ليساعدوا.. ثم حين يحق الحق يمضون.. وكل ما يكون منهم "اعتذار".. فتتكسر النصال على النصال!
وبالنسبة لشريحة كبيرة المطلّقة هي "دون" في حين أنها في معظم الأحيان شفافة رقيقة تكسرها أي كلمة أو نظرة بعد أن كسرها الطلاق.. فاحذري السماح لأي أحد أن يخدشك!..
أريدك قوية.. بإيمانك وثباتك وتحدّيك وإصرارك.. فلا تجزعي وانطلقي في حياةٍ هي كما ذكرت لك.. دار مرور.. وانثري وروداً على الجراح.. وتبسمي لها.. فهي طريقك إلى الجنّة بإذن الله جل وعلا.. "إن" صبرتِ!
.. أفتبخلين؟!

سحر المصري (المصريون) : بتاريخ 25 - 10 - 2009

إنه لا يرزق إلا الله، ولا يعطي ولا يمنع إلا الله

Photobucket

سئل ابن تيمية شيخ الإسلام في المجلد العاشر من فتاويه سأله أبو القاسم المغربي قال: دلني على أعظم وصية توصيني بها، وعلى أعظم كتاب بعد القرآن، وعلى أحسن عمل بعد الفرائض، وعلى باب للمهنة والرزق كي أمتهنه -والشاهد باب الرزق- قال ابن تيمية : أما الرزق فأعظم ما يحصِّل الرزق الثقة بالله والتوكل عليه، وطلب الرزق منه، فإنه لا يرزق إلا الله، ولا يعطي ولا يمنع إلا الله.

فهذه أول وصية في قضية المكاسب: التوكل على الله والدعاء وحسن الظن بالله وأنه يدبرك سبحانه وتعالى أحسن من تدبيرك لنفسك.فقال شيخ الإسلام : (وأما أرجح المكاسب، فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به، وذلك لأنه ينبغي للمهتم بأمر الرزق؛ أن يلجأ فيه إلى الله ويدعوه كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم)

الظالم يجزي في الدنيا قبل الاخرة و لابد ان ظلمه يعود عليه

Photobucket

جاء في الصحيحين من رواية ابن عباس لما أرسل معاذاً إلى اليمن قال: {وإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب }^ وفي السنن في الحديث الحسن قال صلى الله عليه وسلم: {ثلاثة لا ترد دعوتهم: -ومنهم- والمظلوم يرفع الله دعوته فوق الغمام، ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }^.

سجن هارون الرشيد أبا العتاهية الشاعر وكان مظلوماً فأرسل له رقعة يقول فيها:

إلى الديان يوم العرض نمضي وعند الله تجتمع الخصوم

فأخرجه وبكى هارون الرشيد من هذه الرقعة.


أتى ابن هاني الشاعر الفاجر الأندلسي فقال لأحد السلاطين:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار

سبحان الله!

فابتلاه الله بمرض -فعقوبة الظالم تقع في الدنيا- حتى كان يتململ ويعوي وينبح كالكلب على فراشه وأخذ يبكي ويخاطب رب العزة ويقول:

أبعين مفتقر إليك نظرتني فأهنتني وقذفتني من حالق
لست الملوم أنا الملوم لأنني علقت آمالي بغير الخالق

وهذا جزاء من ظلم عباد الله.

ذكر ابن كثير والذهبي في السير أن أحد السلاطين قدم عليه عالم من العلماء، فتقدم هذا العالم فقال كلمة الحق عند هذا السلطان، وقد صح بذلك الحديث: {أفضل الحهاد كلمة حق عند سلطان جائر }^ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان ظالم فقال كلمة حق فقتله }^ فقام هذا العالم أمام هذا السلطان، فتكلم أمامه، فغضب السلطان فضربه على وجهه كفاً حتى أجلسه، فقال العالم: قطع الله يدك، فما مضى عليه شهر إلا وأخذ وعزر وقطعت يده وعلقت بباب الطاق في مدخل بغداد .


وذكر الذهبي وابن كثير في ترجمة ابن الزيات الوزير العباسي الذي شارك في الحلف الابتداعي ضد إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل صاحب التوجيه والتربية والهدى المستقيم، فكان ابن الزيات يستهزئ بتعاليم أهل السنة وشارك في سجن الإمام أحمد ، فكان الإمام يدعو في الثلث الأخير من الليل ويرفع يده إلى الحي القيوم على ابن الزيات يقول: اللهم احبسه في جسمه، قال الذهبي : فأصيب ابن الزيات في جسمه فشلَّ جسمه وأدخله الواثق في فرن وعذبه فأخذ يزوره علماء أهل السنة بعد موت الإمام أحمد ، قالوا: والله ما زرناك عواداً ولكن أتيناك شامتين، أتينا نشمت بك، يا أيها المبتدع الضال، يا رأس العمالة والضلالة، لقد أصابتك دعوة إمام أهل السنة والجماعة .


وأما أحمد بن أبي دؤاد القاضي المبتدع، الذي يقول عنه الذهبي : أحمدنا: أحمد بن حنبل وأحمد أهل البدعة: أحمد بن أبي دؤاد القاضي والوزير الكبير، فدعا عليه الإمام أحمد أن يعطيه الله أول جزاءه في الدنيا، فشل نصفه والنصف الآخر بقي مرتعشاً يقول: والله لو قرض نصفي بالمقاريض ما أحسست، ولو وقع الذباب على النصف الآخر لكأن القيامة قامت عليّ.

إن الظلم شأنه عظيم يوم يظلم الظالم فلا يجد له ناصراً ولا ولياً من دون الله، والظلمة على مر التاريخ كثيرون، ومن أعظم من ظلم أهل المبادئ والأسس وأهل الأهداف والدعوات، وعلى رأس القائمة سعيد بن المسيب ، طالب منه بنو أمية أن يبايعهم ليكون الملك وراثياً فرفض وقام في وجه هذا، وأنكر البدع المضللات في المدينة ، فجلد مائة جلدة، على ماذا؟ وحمل على جمل وطيف به في المدينة عجيب!! أسعيد بن المسيب سعيد الزهد والحديث والعبادة يحمل على جمل؟! أفجر أم سرق أم شرب الخمر؟! أسكر وانتهك المحرمات؟! لا والله. حمل على جمل وطيف به في المدينة .

علو في الحياة وفي الممات بحقٍ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا وفود نداك أيام الصلات
كأنك واقف فيهم خطيباً وهم وقفوا قياماً للصلاة

فبقي اسمه مسجلاً في سجل الخالدين وورثة الأنبياء والرسل.

ومن الظلم الذي تعرض له أرباب الدعوات الأصيلة والأهداف الجليلة: سعيد بن جبير ما أخذ مالاً ولا سفك دماً ولا اعتدى على فرج حرام، ولا انتهك المحرمات، لكنه يريد أن تبقى لا إله إلا الله محمد رسول الله عالية فوق الرءوس، استدعاه الحجاج ، واسمعوا للمناظرة الحارة بين هذا العالم والفاجر السفاك الحجاج .

يقول الذهبي في ترجمة الحجاج : نبغضه ونعتقد أن بغضه من أوثق عرى الدين، يقول في السير : له حسنات لكن انغمرت حسناته في بحار سيئاته.

وذكر في تحفة الأحوذي للمباركفوري المناظرة الحارة بين هذا العالم وهذا السفاك، فقال: دخل سعيد بن جبير على الحجاج فقال له: ما اسمك؟ سبحان الله! لا تعرف اسم سعيد بن جبير الذي تلألأ به البخاري ومسلم ، والترمذي وأبو داود والمسند ؟! لا تعرف اسماء الخالدين الذين سجلت أسماؤهم في صفحات من نور في الصدور؟!

من تلظي لموعه كان يعمى كاد من شهرة اسمه لا يسمى

قال: ما اسمك؟

قال: اسمي سعيد بن جبير .

قال: بل أنت شقي بن كسير.

قال: هكذا سمتني أمي.

قال: شقيت أنت وشقيت أمك.

قال: الشقي من شقي في بطن أمه.

قال الحجاج : والله لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.

قال سعيد : لو كان ذلك عندك لاتخذتك إلهاً من دون الله.

قال الحجاج : علي بالعود، فأتي بعود وجارية فضرب العود والناي في مجالس اللاهين اللاغين الذين لا يعرفون القرآن ولا يعرفون حدثنا، ولا يعرفون الكلام الذي يرسخ في القلوب ويغرس في النفوس، غنت الجارية واندفعت تغني والعود يضرب فبكى سعيد قال الحجاج : أهو الطرب؟

قال: لا والله. ليس بالطرب، لكن جارية سخرت في غير ما خلقت له، سبحان الله! الجارية خلقت لتعبد الله فسخرت للغناء، وعود قطع من شجرة في غير ما خلق له.

قال الحجاج : عليّ بالذهب والفضة، فأتي بالذهب والفضة فنثر بين يدي سعيد ، أسعيد بن جبير يريد ذهباً وفضة؟ أيريد دراهم ودنانير؟ لا. إنه يريد رضا الله وجنة عرضها السموات والأرض، فنثر الذهب والفضة، وقال: خذ من هذا.

قال سعيد : يا حجاج ! إن كنت أخذت هذا لتتقي به من غضب الله ومن نار أعدها الله لأعدائه، فقد والله أحسنت، وإن كنت أخذته للدنيا فهو متاع قليل، عما قليل يفارقك وتفارقه.

قال الحجاج : يا سعيد ! اختر أي قتلة تريد، فوالله لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس.

قال سعيد : -وهو يتبسم- يا حجاج ! اختر لنفسك أي قتلة تريد أن تقتلني، فوالله الذي لا إله إلا هو لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة.

قال الحجاج : خذوه إلى غير القبلة.

قال سعيد : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115]^.

قال: أنزلوه إلى الأرض.

قال: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ [طه:55]^.

قال: اذبحوه.

قال: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، اللهم لا تسلط الحجاج على أحد بعدي.

سمع أهل الإسلام بمقتل سعيد بن جبير فاهتزت الدنيا، وقامت المساجد تصلي عليه، مولى من الموالي لكنه صاحب علم وزهد وعبادة وتوهج وتربية، وقيام ليل وإخلاص، فلما قتل قام الحسن البصري أو غيره فاستقبل القبلة، وقال: يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج ، يا قاصم الجبابرة! اقصم الحجاج ، يا قاصم الجبابرة! اقصم الحجاج ، فأخذ الحجاج بعد مقتل سعيد بن جبير شهراً يخور كما يخور الثور، يقول: والله ما مرت عليّ ليلة من الليالي إلا كأني أسبح في دمه، والله ما مر عليّ ليلة إلا كأن القيامة قامت، وقد رأيت عرش الله بارزاً للناس، وقد قتلني بكل إنسان مسلم قتلته مرة إلا سعيد بن جبير فقد أوقفني الله على الصراط فقتلني به سبعين مرة.

وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [إبراهيم:42-47]^.

الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد حدث الظلم في تاريخ الإنسان، قال ابن تيمية : إن الله ينصر من يعدل ولو كان كافراً، وإن الله يخذل من يظلم ولو كان مؤمناً، والظلم ظلمات بعضها فوق بعض، يقول المتنبي ولكن لا نوافقه:

للشيخ الدكتور عائض القرني


Friday, October 23, 2009

احنا فين من ذكر الله سبحانه و تعالي ؟::::ذكر الله دواء، ذكر الله قوة:::9

Photobucket

كان السلف رضوان الله عليهم يعلمون أن الذكر سبب قوتهم، يعلمون أن الذكر سبب صمودهم بعد رحمة الله وتثبيته.

قال ابن القيم: وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية: مرةً صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب انتصاف النهار، ثم التفت إليّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغد هذا الغداء لسقطت قوتي.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [عليكم بذكر الله، فإنه شفاء، ذكر الله دواء، ذكر الله قوة]. قال عمر: [وإياكم وذكر الناس فإن ذكر الناس داء].

وقال عبيد بن عمير: [إن أعظمكم هذا الليل -يعني إن عجزتم وقصِرتُم وقصَّرتم دون اغتنام هذا الليل وما فيه من البركات في الأسحار- إن أعظمكم هذا الليل أن تكابدوه، وبخلتم على المال أن تنفقوه وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه، فأكثروا من ذكر الله عز وجل].

وقال الربيع بن أنس عن بعض أصحابه: [علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لم تحب شيئاً إلا أكثرت ذكره] وهذا مشاهدٌ في بشر هذا الزمان وفي كل زمان، فإن من أحب شيئاً أكثر ذكره. من أحب الأسهم والسندات أشغل الناس في المجالس بالحديث عنها، ومن أحب العملة أشغل الناس بالحديث عن الدولار والين، ومن أحب العقار أشغل الناس في المجالس بالحديث عن الأسعار والأمتار، ومن أحب المزارع أشغل الناس عن الأدوات الزراعية والسؤال عنها، ومن أحب ربه يقين المحبة لم يفتر لسانه وقلبه عن ذكر الله جل وعلا.

للشيخ سعد البريك



داوم و ما حتندم ان الله لا يخلف الميعاد ابدا

لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم



احنا فين من ذكر الله سبحانه و تعالي ؟::::بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ:::8

Photobucket


القلوب مهما علقتها بلذائذ الدنيا فلن تطمئن أبداً

الصالحون إذا اجتمعوا ذكروا الله، والفجرة إذا اجتمعوا تذاكروا ما يقربهم من الشيطان، ذكر الصالحين تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل، وذكر المعرضين غناء ومجون وسفه وغيبة ونميمة وفحش.

يقول الأول:

إذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحياناً فننتكس

يقول: يا رب! قلوبنا إذا مرضت تداوت بذكرك فصحت، أما قلوب اللاغين فتمرض من كثرة اللغو فلا تحيا ولا تصح أبداً.

قال سبحانه: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] والقلوب مهما علقتها بلذائذ الدنيا فلن تطمئن أبداً، تعلق بعض الناس بالمناصب، وبعضهم بالقصور، وبعضهم بالأموال، وبعضهم بالأولاد، ولكن لم تصح قلوبهم ولا طابت، وما انشرحت صدورهم أبداً؛ لأن الله يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )[طه:124-126] ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الأحزاب:41-42]

يقول ابن القيم رحمه الله: كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر الله دائماً، نفسه ذكر، وكلامه ذكر، وأفعاله ذكر، يذكر ربه في الليل والنهار، قلبه معلق مع الله وهو مع الناس، وهو يتبسم، وهو يقاتل، وهو يفتي، وهو يعظ، وهو يأكل، وهو يشرب، وهو ينام، وكل حياته عليه الصلاة والسلام ذكرٌ لله تعالى، قال الله: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162].

كان دائماً مع الله، وله ميزة وخصيصة عليه الصلاة والسلام أنه إذا نام لا ينام قلبه، أما نحن فقلوبنا تنام إذا نمنا، ولذلك لا ينتقض وضوءه صلى الله عليه وسلم إذا نام، وفي الصحيح أنه قام لصلاة الفجر؛ فقدم له الماء فقال: {يا عائشة إنها تنام عيناي ولا ينام قلبي

} فهذه من خصائصه عليه الصلاة والسلام أنه حيٌ سواء نام أم لم ينم.

نامت الأعين إلا مقلة تذرف الدمع وترعى مضجعك
للشيخ عائض القرني

داوم و ما حتندم ان الله لا يخلف الميعاد ابدا

لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم




 

Sample Text

أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا



إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بتقوى الإله
فإن الإله سريع النقم

لسانك لا تذكر بها عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فقل يا عين للناس أعين

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله


فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *

وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *

هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها *

لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً *

يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ








My Blog List

Powered by Blogger.

Dreams Of An Inspired Mind: Muslim-ized

john cena
Subscribe to Feed


مدونة أفلا يتدبرون القرآن

john cena

My Blog List

Blog Archive