بسم الله الرحمن الرحيم
{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}
فمن عمل السوء جوزي به ، والجزاء يختلف كبرا وصغرا عِظما وهُونا، قربا وبعدا، قال تعالى ( قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ) ، فقد يكون الجزاء قسوة القلب وربما حرمان الرزق وأحيانا ألوان الأمراض، ومع الأسف نفسر ذلك كله تفسيرات مادية في غفلة واضحة عن السبب الحقيقي لهذه العقوبات، قال تعالى ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )
الذنوب كثيرة والاستغفار قليل !! ذنوب بالليل!! وذنوب بالنهار!! بعض في السر والأكثر علانية !! نقع في الكبائر قبل الصغائر ، يزل اللسان وتخون العينان وتخطئ الجوارح والأركان ولا نحس بهذا كله. إن التعامل مع الذنوب جرأة قاتلة، وتهور مدمر وانحدار خطير. بل هذه الذنوب فواتير مؤجلة ولا بد أن تستوفى في يوم من الأيام، قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه ( واعلموا أن البر لا يبلى وأن الذنب لا ينسى ) . وإن رُمت الحقيقة وأردت النجاة فانظر في حال الذين قرح أجفانهم طول السهر وقرقر بطونهم طول الصيام، تجد أحدهم نسي القرآن بسبب ذنب وقع فيه ، لكننا لما كثرت ذنوبنا لم ندر من أين نؤتى. آه على ذنوب مضت وانقضت ذهبت لذاتها وبقيت تبعاتها
لقد أشفق الصحابة الكرام ر ضي الله عنهم من سوء عاقبة الذنب وخافوا الانتقام من الملك الحق، لما نزل قوله تعالى ( من يعمل سوءا يجز به ) شق ذلك عليهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سددوا وقاربوا ، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها ) رواه أحمد ومسلم وغيرهما