Showing posts with label رب انك ما انزلت الي من خير فقير. Show all posts
Showing posts with label رب انك ما انزلت الي من خير فقير. Show all posts

Monday, December 6, 2010

to be loved by him -رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير

Photobucket

woman was made from the rib of the man 
she was not created from his head to  top him 
Nor from his feet to be stepped upon 
She was made from his side to be close to him 
From beneath his arm to be protected by him 
Near his heart to be loved by him 

Sunday, October 31, 2010

ليس أشقى ممن يعيش لا يدري لم جاء ? ولم يذهب ? ولم يعاني ما يعاني في الحياة ?

Photobucket



أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

تطمئن بإحساسها بالصلة بالله , والأنس بجواره , والأمن في جانبه وفي حماه . تطمئن من قلق الوحدة , وحيرة الطريق . بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير . وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضر ومن كل شر إلا بما يشاء , مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء . وتطمئن برحمته في الهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة:

(ألا بذكر الله تطمئن القلوب). .

ذلك الاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم , فاتصلت بالله . يعرفونها , ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلا الآخرين الذين لم يعرفوها , لأنها لا تنقل بالكلمات , إنما تسري في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام , ويحس أنه في هذا الوجود ليس مفردا بلا أنيس . فكل ما حوله صديق , إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه .

وليس أشقى على وجه هذه الأرض ممن يحرمون طمأنينة الأنس إلى الله . ليس أشقى ممن ينطلق في هذه الأرض مبتوت الصلة بما حوله في الكون , لأنه انفصم من العروة الوثقى التي تربطه بما حوله في الله خالق الكون . ليس أشقى ممن يعيش لا يدري لم جاء ? ولم يذهب ? ولم يعاني ما يعاني في الحياة ? ليس أشقى ممن يسير في الأرض يوجس من كل شيء خيفة لأنه لا يستشعر الصلة الخفية بينه وبين كل شيء في هذا الوجود . ليس أشقى في الحياة ممن يشق طريقه فريدا وحيدا شاردا في فلاة , عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين .

وإن هناك للحظات في الحياة لا يصمد لها بشر إلا أن يكون مرتكنا إلى الله , مطمئنا إلى حماه , مهما أوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد . . ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله , فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم


لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم

لا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله اكبر

استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم



Thursday, February 25, 2010

ماذا تعلمت (2)::: سامح نفسك ليس هناك من لا يخطئ

Photobucket

النائمون فقط هم الذين لا يرتكبون الأخطاء أبدا
انجفار كامبرد - مؤسس محلات إيكيا



أول ما تؤذي به عدوك إصلاحك لنفسك واجتهادك في علاج ما يعرفك به
الإمام ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر




حينما سامحت نفسي
علي ما ارتكبت من اخطاء في الماضي والقرارات الخاطئة التي اتخذتها قديما اثرت علي حياتي بشكل كبير في المستقبل ...و عاهدت نفسي علي ان لا يكون بقلبي مكان للندم والحزن على الماضى ...وجدت نظرتي لنفسي قد تغيرت ...

لقد بدات صورتي الذاتية فى التحسن ... وارتفع مستوى ادائي .... وزاد نشاطي ... وزاد حبي وتقديري لنفسي...

وزاد اقبالي على الحياة بكل حماس ....و اصبحت انسان سعيد الحمد لله



Tuesday, November 17, 2009

سبحان الله اغرب ما قرأت فعلا::: في كل شدة عطاء وفي كل بلية نعمة‏:::التمسك بالامل في رحمة الله

Photobucket



أقرأ في بريد الجمعة بعض القصص التي تدعونا للتمسك بالأمل في رحمة الله إلي ما لا نهاية‏,‏ مهما تشتد الأحزان
والآلام‏..‏

وكان من آخر ما قرأت من هذا النوع رسالة اللحظة السحرية التي روت فيها سيدة فاضلة قصتها مع اليأس من الزواج والإنجاب في البداية‏,‏ ثم مع الأمل الذي تحقق لها من حيث لاتدري ولا تحتسب‏..‏ فباتت بفضل من الله في نعمة وهناء ورزقها الله سبحانه وتعالي ثلاثة توائم‏..‏ لتنجب خلفة العمر دفعة واحدة‏,‏ حيث سيتعذر عليها الإنجاب بعد ذلك لأسباب صحية‏,‏

ولقد دفعتني هذه الرسالة لأن أروي لك قصة سيدة من قريباتي المقربات تكبرني بعدة سنوات وتحمل شهادة جامعية وتتمتع بجمال أخاذ‏,‏

وبالرغم من جمالها فلقد تعثرت خطواتها علي طريق السعادة طويلا إذ تزوجت وهي في العشرين لبضع سنوات ثم طلقت لعدم الإنجاب‏,‏

ثم تزوجت من شخص آخر لسنوات أخري وطلقت لنفس السبب‏..‏ ونصحها الأطباء بألا تسعي للانجاب مرة أخري لأن طريقه مسدود أمامها ولا أمل لها فيه‏..‏

وانطوت السيدة الشابة علي نفسها وراحت تجتر أحزانها وآمالها الحسيرة‏,‏ فساقت إليها الأقدار مهندسا يكبرها بعشرين عاما كان متزوجا وفشل في زواجه لعدم الإنجاب ولعدم صبر زوجته السابقة عليه‏,‏ إلي أن يؤتي العلاج ثماره معه‏,‏ فوجد كل منهما في الآخر ضالته‏..‏

وتزوجا وكل منهما مقتنع في أعماقه بألا أمل له في الانجاب‏..‏ لكنه لا بأس من الأخذ بالأسباب ولو من باب شغل النفس عن أفكارها وهواجسها بزيارات للأطباء وخضوع للفحوص وإجراء للتحاليل إلخ‏..‏ ولأن تخصص الزوج دقيق فقد أتيحت له فرص عديدة للسفر إلي الخارج واصطحب زوجته دائما معه إلي هذه الرحلات‏,‏ وفي كل رحلة يعرضان نفسيهما علي المراكز المتخصصة في علاج العقم ويجريان الفحوص ويتلقيان العلاج بلا طائل‏.‏


ومضت عشر سنوات كاملة علي حياتهما معا علي هذا النحو‏..‏ وبعد ذلك لاح لهما ولأول مرة أمل ضعيف في الإنجاب عن طريق الإخصاب الصناعي أو الأنابيب‏,‏ وكان في ذلك الوقت يقيمان في دولة أوروبية متقدمة فخاضا التجربة وفشلت‏..‏

وخاضاها مرة ثانية وفشلت أيضا‏..‏

وكرراها للمرة الثالثة فكتب لها النجاح وبدأت بشائر الحمل تظهر علي السيدة وطار الزوجان فرحا‏..‏ وترقبا مولودهما السعيد بلهفة من ينتظره بشوق منذ عشرين عاما‏..‏

وخطرت لهما فكرة أن يكون مولد الطفل المرتقب في الرحاب الطاهرة‏..‏ فسافرا من الدولة الأوروبية إلي الأراضي المقدسة‏..‏ وأديا العمرة‏..‏ وأقاما في جوار الحرم الشريف ينتظران موعد الولادة إلي أن جاء ووضعت الأم مولودها وقرت به أعين الأب والأم‏..‏ وقررا أن يرجعا للاستقرار في مصر‏..‏ ويكفا عن التجوال والترحال ليوفرا لابنهما الحياة العائلية الهادئة‏,‏ ورجعا بالفعل إلي بلدهما وأقام الرجل مشروعا خاصا له الي جانب عمله في تخصصه الدقيق‏.‏


ومضت الأيام رخية هانئة إلي أن اقترب عيد ميلاد الابن الوحيد الثامن وبدأ الأبوان يستعدان للاحتفال به وفي عزمهما أن يكون الاحتفال هذا العام أكبر من كل مرة سابقة‏.‏

وقبل الموعد المنتظر بيومين خرج الطفل الصغير يلهو بدراجته في الشوارع المحيطة بمسكنه فإذا بسيارة مسرعة تصدم الطفل‏..‏ وتقتل الفرحة في حياة أبويه وسعادتهما وتقضي علي كل شيء جميل في دنياهما‏.‏

وكان الابتلاء شديدا ياسيدي‏...‏ فاسودت جدران المسكن وانطفأت أنواره وخيم عليه الظلام والكآبة‏.‏

وتجمعنا نحن الأهل والأصحاب نواسي الزوجين ولا يجرؤ أحدنا علي الحديث عن العوض أو الإبدال المذكور في القرآن‏..‏ إذ من أين يأتي العوض أو الابدال‏,‏ وقد كان إنجاب هذا الطفل الفقيد ثمرة جهود استمرت عشرين سنة‏..‏ وكان مولده معجزة لا تتكرر‏..‏ لهذا فقد دار حديث المواساة كله حول الأبرار الصغار وكيف يشفعون لآبائهم وأمهاتهم عند رب العرش العظيم‏..‏ وكيف يراغم الطفل البرئ الملائكة عند باب الجنة لايريد أن يدخلها إلا وفي يده أبوه وأمه‏,‏ إلخ‏.‏

ثم انسحب الجميع وتركوا الزوجين الحزينين لأحزانهما وآلامهما‏..‏ وبدأت الزوجة تشكو من الأمراض والآلام الجسدية‏..‏ واستشارت طبيبها فأخضعها لفحوص عديدة‏,‏

ثم أعلنها بأنها حامل‏!‏ وصرخت السيدة باكية وظنت أن طبيبها يحاول تخفيف مأساتها عنها بأن يعلقها بأمل مستحيل في الإنجاب‏,‏ لكي ترتفع معنوياتها وتتخفف من أحزانها وصارحته بذلك‏,‏ وقالت له إنه من المستحيل أن تحمل مرة أخري‏,‏ لأن حملها الأول كان معجزة وتم عن طريق الأنابيب بعد عذاب طويل‏..‏ فأجابها الطبيب بهدوء إنه لادخل له بما حدث في الماضي‏..‏ ولايسمح لنفسه بأن يعلق مريضا بأمل موهوم‏,‏ حتي ولو كان ذلك بدافع التخفيف عنه‏,‏ وإنما هو أمام فحوص علمية ونتائج موثوق بها تؤكد له ما يقول‏,‏ وفي البداية وفي النهاية فإن إرادة الله لا يستعصي عليها شيء‏.‏


وانصرفت الزوجة ذاهلة‏..‏ وظلت علي ذهولها بضعة أسابيع إلي أن اكتمل الحمل وظهرت عليها أعراضه‏,‏ وبعد شهور أخري جاء المولود إلي الحياة مصداقا لقوله تعالي فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما‏81‏ الكهف‏,‏ وكان من عجائب صنع الله أن يكون الفارق الزمني بين رحيل الطفل الأول ومجئ الثاني هو تسعة أشهر و‏15‏يوما علي وجه التحديد‏.‏

وسرعان ما أضيئت أنوار البيت المظلم من جديد‏..‏ وتجمعنا حول الزوجين مرة أخري فشتان كان الفارق بين تجمعنا لديهم هذه المرة وبين تجمعنا السابق في منزلهم قبل‏9‏ أشهر‏,‏ ودار الحديث هذه المرة بلا حرج عن العوض والإبدال ورحمة الله بالمحزونين‏,‏ وأكد لنا الأبوان عزمهما علي مواصلة مشروع دار الأيتام الذي كانا قد بدآه عقب وفاة ولدهما الأول شكرا وحمدا وعرفانا‏..‏ ولكيلا ينسيهما تعويض السماء لهما عما انتوياه وهما في غمرة الأحزان‏..‏

وباركنا عزمهما‏..‏ وأيدناهما فيه‏..‏ ورجونا لهما السعادة والأمان‏..‏ وإني لأكتب لك اسمي هذين الزوجين ورقم هاتفهما إذا أردت التأكد من وقائع هذه القصة الغريبة‏,‏ كما أكتب لك اسمي ورقم تليفوني لنفس هذا الغرض‏.‏ ليس فقط لكيلا يساورك الشك فيما رويته لك‏..‏ ولكن أيضا لأن هناك فصلا آخر من فصولها قد يصعب عليك تصديقه‏.‏ ولهذا فإني أريدك أن تتصل بهذين الزوجين وتتأكد منه‏..‏ أما هذا الفصل الأخير فهو أن الله سبحانه وتعالي لم يكتف بتعويضهما وإبدالهما خيرا بمن فقدا‏..‏ وإنما أهدي إليهما أيضا طفلا ثانيا‏..‏ بعد تسعة أشهر أخري من ميلاد الطفل الذي أعاد لهما الأمل في الحياة‏..‏
وجاء هذا الطفل الثاني أيضا بلا عمليات جراحية ولا علاج ولا إخصاب‏,‏ فأصبح في حديقتهما زهرتان جميلتان عوضا لهما عن الزهرة المفقودة‏..‏ وسبحان من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون‏..‏ وأرجو أن تزيد هذه القصة من إيمان قرائك بأن رحمة الله قد تجئ في أي وقت لمن يشاء حين يشاء ومن ثقتهم بأن إرادة الله لاتقف دونها الحوائل والسدود‏.‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏


ومنذا يساوره أي شك في ذلك يا سيدي؟
إن قدرة الله سبحانه وتعالي لم تكن يوما موضع اختبار‏..‏ ورحمته التي وسعت كل شيء لا تضيق بمن يظنون في غمرة اليأس والقنوط ألا مخرج لهم مما يكابدون‏,‏ غير أننا مأمورون بالصبر علي ما نكره‏..‏ والتعلق بالأمل دوما في رحمة الله أن يحقق لنا ذات يوم ما نرجوه لأنفسنا ولو طال بنا الانتظار‏.‏
ولقد لاحظ بعض المفسرين أن الله سبحانه وتعالي لم يأمر رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالاقتداء بأسلافه من الرسل في خلق بذاته إلا في الصبر علي ما لاقوا من شدائد وواجهوه من محن‏,‏ وأنه سبحانه وتعالي قد قرن أمره لرسوله بالصبر في أكثر من موضع بالقرآن بأمره له أن يسبح بحمد ربه كما في الآية الكريمة واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم الطور‏48,‏ وقيل في تفسير ذلك إن التسبيح هنا يحمل معنيين جليلين‏,‏ الأول هو تنزيه الله سبحانه وتعالي عن أن يفعل شيئا عبثا أو أن يصدر عنه ما لايليق بكماله وكرمه وحكمته‏..‏ فإذا ابتلي بعض عباده بما يشق عليهم احتماله في حينه فلحكمة يعلمها هو وإن خفيت علي أفهامهم‏,‏ وأما المعني الآخر فهو أن له سبحانه وتعالي في كل شدة عطاء وفي كل بلية نعمة‏..‏ فكأنما نبادر بالتسبيح والحمد في ذروة الشدة عسي أن يعجل الله لنا بالكشف عن عطائه المحجوب وراء هذا الابتلاء علي غرار مايقال عن الألطاف الإلهية التي يقول الواصلون إنها ذلك التدبير الالهي الذي قد يأتينا أحيانا بما نكره ليحقق لنا فيما بعد ما نحب‏,‏ فيكون اختيار الله لنا حين يجئ أفضل مما اخترناه نحن لأنفسنا‏..‏ وأشمل فضلا وكرما‏.‏
ولا عجب في ذلك إذ ألم تشهد حياة كثيرين منا مواقف معينة بكينا أمامها وأسفنا علي ما فاتنا فيها‏,‏ وضاقت صدورنا باحتمالها‏,‏ ثم لم تلبث الأيام أن أثبتت لنا أنها لم تكن سوي مقدمة لخير عميم أراده الله لنا‏..‏ وقصرت آمالنا حتي عن التطلع إليه؟

وألم تراودنا في بعض مراحل العمر آمال رغبنا بشدة في أن نحققها لأنفسنا‏,‏ وشعرنا بالحسرة لعجزنا عن بلوغها‏,‏ ثم مضت بنا رحلة الحياة فإذا بنا نسلم لأنفسنا بأننا لو كنا قد بلغنا تلك الآمال في حينها‏,‏ لحالت بيننا وبين ما أرادته لنا السماء فيما بعد من خير أعم وأبقي؟
لهذا المعني نفسه‏..‏ قال ابن عطاء الله السكندري في حكمته الشهيرة‏:‏ لا تطالب ربك بتأخر مطلبك‏..‏ ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك‏.‏ يقصد‏:‏ لا تحاسب ربك عن تأخر تحقيق مطلبك منه‏..‏ وإنما حاسب نفسك أنت عن تأخر أدبك في الطلب منه‏..‏ أي تأخرك في الاعتماد عليه فيما تريده لنفسك وتأخرك في النهوض إلي الطاعات لكي يحقق لك آمالك وقلة صبرك علي ما تريد منه‏..‏ وتعجلك له‏.‏
فعطاؤه سوف يجئ حين يئن الأوان وليس قبله‏..‏
وأفضل العبادة انتظار الفرج‏.‏

وفي هذه القصة التي رويتها لنا جاء عطاء الإنجاب للزوجين اللذين تلهفا عليه طويلا بعد عشرين عاما من السعي المتصل إليه‏..‏ وبعد زيجتين فاشلتين للزوجة وأخري مماثلة للزوج فتأمل رحمة ربك بهما في ألا يطيل عليهما الانتظار هذه المرة حين فقدا زهرتهما الوحيدة ويئس الجميع من كل أمل في التعويض‏,‏ فلا تمضي أسابيع علي محنتهما حتي يقول لهما ربهما إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا المعارج‏6‏ و‏7,‏ فتحمل الزوجة المذهولة ويرزقهما ربهما بطفل آخر بغير علاج ولا جراحات ولا أنابيب ولا انتظار لسنوات مريرة‏..‏ لأنه قد رأي برحمته أن يعجل لهما العزاء والتعويض والإبدال‏..‏
وإذ لا تبلغ بهما أقصي آمالهما من ربهما ودعاؤهما إليه بعد ذلك أكثر من أن يحفظ عليهما طفلهما الذي أنعم به عليهما هذا‏..‏ ويسعدان به‏..‏ يقول لهما ربهما مرة أخري‏:‏ فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين الحجر‏97‏ لأن عطائي بلا حدود‏..‏ وكرمي فوق ما يجنح إليه أقصي الخيال‏,‏ ولا عجب أيضا في ذلك‏,‏ وهو القائل جل شأنه وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله يونس‏10.‏
فماذا يدعونا إذن إلي التشكك في وقائع هذه القصة ياسيدي‏,‏ وكل ذلك عليه هين سبحانه وتعالي‏.‏
إنني أصدق كل ما رويت لنا فيها دون حاجة إلي الاتصال بطرفيها‏..‏ وأشكرك علي إطلاعنا عليها ورغبتك الكريمة في أن يستف بها الآخرون والسلام‏.‏


بـريــد الأهــرام,عبد الوهاب مطاوع
41584 ‏السنة 124-العدد 2000 اكتوبر 13 ‏15 من رجب 1421 هـ الجمعة



سبحان الله

رب انك ما انزلت الي من خير فقير,







Wednesday, November 11, 2009

ما أقبح التزهيد من واعظ يزهد الناس ولا يزهد

Photobucket


ما أقبح التزهيد من واعظ يزهد الناس ولا يزهد


لو كان في تزهيده صادقا


أضحى وأمسى بيته المسجد


إن رفض الناس فما باله


يستفتح الناس ويسترقد


الرزق مقسوم على من ترى



يسقى له الأبيض والأسود




__________________________________________

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم


فابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم


فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم



ألا إن نصر الله قريب

Photobucket

كما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها ; ولهذا قال تعالى : ( ألا إن نصر الله قريب )

وفي حديث أبي رزين : " عجب ربك من قنوط عباده ، وقرب غيثه فينظر إليهم قنطين ، فيظل يضحك ، يعلم أن فرجهم قريب


رب انك ما انزلت الي من خير فقير .

Saturday, November 7, 2009

الجاهل يشكو الله إلى الناس

Photobucket

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه فإنه لو عرف ربه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم‏.‏ ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته، فقال‏:‏ يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك، وفي ذلك قيل‏:‏

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما * * * تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم



والعارف إنما يشكو إلى الله، وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس ،فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه، ناظر إلى قول الله تعالى‏:‏ ‏ «‏وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم» «‏وما أصابكم من سيئة فمن نفسك» «‏أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم»

‏سورة الشورى، الآية 30‏‏، وقوله ‏ ‏النساء‏:‏ 79‏‏، وقوله‏:‏ ‏ ‏آل عمران‏:‏ 165‏ فالمراتب ثلاثة ‏:‏أخسها أن تشكو الله إلى خلقه، وأعلاها أن يشكو نفسك إليه، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه‏.‏

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

Friday, November 6, 2009

كم طامعٍ في حاجة لا ينالها * وكم آيسٍ منها أتاه بشيرها وقد تغدر الدنيا فيمسي غنيّها * فقيراً ويغنى بعد عسرٍ فقيرها


Photobucket


إذا يسّر اللّه الأمور تيسّرت * ولانت قواها واستقاد عسيرها

فكم طامعٍ في حاجة لا ينالها * وكم آيسٍ منها أتاه بشيرها

وكم خائفٍ صار المخيف ومقترٍ * تموّل والأحداث يحلو مريرها

وقد تغدر الدنيا فيمسي غنيّها * فقيراً ويغنى بعد عسرٍ فقيرها

وكم قد رأينا من تكدّر عيشة * وأخرى صفا بعد انكدارٍ غديرها

في إعراض الله عن عبده

Photobucket

كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه، وولد لا يعذره، وجار لا يحمله، وصاحب لا ينصحه، وشريك لا يوافقه، وعدو لا ينام عن معاداته، ونفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى مُرد في ضياع دنيا، وشهوة غالبة، وشيطان مزين، فكل هؤلاء أعداؤه، فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة. ولا تظن أن الشيطان غلب، ولكن الولي أعرض، فالشيطان ضعيف، وإنما غلب لأن الله قد أعرض عن العبد

ابن الجوزي الفوائد

الدنيا آلامها متوالية من لذاتها وأحزانها

Photobucket

إن الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج،فلا ترض بالدياثة. والدنيا كجيفة، وطلابها كلاب، فمن أحب الدنيا فليجعل من نفسه كلباً، وكل رجل إما أن يكون من أهل الجنة أو من أهل النار، فإن كان من أهل الجنة فكيف تحسده على الدنيا؟! إذ كم تساوي الدنيا عند الله بالنسبة إلى الجنة؟! وإن كان من أهل النار فكيف تحسده على هذا المآل الذي سوف ينزع منه مهما كانت دنياه؟!

فالسير في طلب الدنيا سير في أرض مسبعة، والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح، فالمفروح به منها هو عين المحزون عليه، فآلامها متوالية من لذاتها وأحزانها (بمعني ان اوقات كثير نعتقد ان حدوث شئ في حياتنا زواج خطوبة منصب هو السعادة و فيه الراحة و لكن يتضح انه سبب للحزن و الهم و الغم) . إن طائر الطبع يرى الحبة، وعين العقل ترى الشَّرَك، غير أن عين الهوى عمياء لا ترى. والذين يؤمنون بالغيب هم الذين غضوا أعينهم عن الشهوات: أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[البقرة:5] وهؤلاء يقال لهم: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ [المرسلات:46]. ......

الفوائد ابن الجوزي

Monday, November 2, 2009

عش ملكاً او مت كريماً لا تقبل الذل ابداً:::لا تقنع بما دون النجومِ 1

Photobucket

علو الهمة ألا تقف دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الفانية. فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان؛ فإن الآفات قواطع وجواذب، وهي لا تعلو إلى المكان العالي فتجتذب منه، وإنما تجتذب من المكان السافل، فعلو همة المرء عنوان فلاحه، وسفول همته عنوان حرمانه.

ابن القيم

Sunday, November 1, 2009

خواطر من القرأن الكريم :::والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر




وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ

سورة الشورى : 30


أنه ما أصاب العباد من مصيبة في أبدانهم وأموالهم وأولادهم وفيما يحبون ويكون عزيزا عليهم، إلا بسبب ما قدمته أيديهم من السيئات، وأن ما يعفو اللّه عنه أكثر، فإن اللّه لا يظلم العباد، ولكن أنفسهم يظلمون
.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا عمرو بن عبدالله الأودي حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن هو البصري قال في قوله تبارك وتعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" قال لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر".

وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا عمرو بن علي حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: دخل عليه بعض أصحابه وقد كان
ابتلي في جسده فقال له بعضهم إنا لنبأس لك لما نرى فيك قال فلا تبتئس بما ترى فإن ما ترى بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ثم تلا هذه الآية "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير


وحدثنا أبي حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني حدثنا جرير عن أبي البلاد قال: قلت للعلاء بن بدر "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال فبذنوب والديك.".

Saturday, October 31, 2009

المعاصي تولد بعضها بعضا ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها

Photobucket


المعاصي تزرع أمثالها ، وتولد بعضها بعضا ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب [ ص: 56 ] الحسنة الحسنة بعدها ، فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها : اعملني أيضا ، فإذا عملها ، قالت الثالثة كذلك وهلم جرا ، فتضاعف الربح ، وتزايدت الحسنات .

وكذلك كانت السيئات أيضا ، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة ، وصفات لازمة ، وملكات ثابتة ، فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وأحس من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء ، حتى يعاودها ، فتسكن نفسه ، وتقر عينه .

ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة ؛ لضاقت عليه نفسه وضاق صدره ، وأعيت عليه مذاهبه ، حتى يعاودها ، حتى إن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ، ولا داعية إليها ، إلا بما يجد من الألم بمفارقتها .

كما صرح بذلك شيخ القوم الحسن بن هانئ حيث يقول :

وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها


وقال الآخر :

فكانت دوائي وهي دائي بعينه كما يتداوى شارب الخمر بالخمر


ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة تؤزه إليها أزا ، وتحرضه عليها ، وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها .

ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها ، حتى يرسل الله إليه الشياطين ، فتؤزه إليها أزا .

فالأول قوي جند الطاعة بالمدد ، فكانوا من أكبر أعوانه ، وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه

ابن الجوزي الجواب الكافي لمن سئل عن الدواء الشافي

الناس أهون ما يكون عليهم أحوج ما يكون إليهم

Photobucket


احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره

، ولقد صدق القائل

بين التذلل والتدلل نقطة في رفعها تتحير الأفهام ذاك التذلل شرك فافهم يا فتى بالخلف


فأعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق : إذا لم يحتاج إليهم بوجه من الوجوه ، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم : كنت أعظم ما يكون عندهم ، ومتى احتجت إليهم - ولو في شربة ماء - نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم ، وهذا من حكمة الله ورحمته ، ليكون الدين كله لله ، ولا يشرك به شيء .


ولهذا قال حاتم الأصم ، لما سئل فيم السلامة من الناس ؟ قال : أن يكون شيؤك لهم مبذولا وتكون من شيئهم آيسا ، لكن إن كنت معوضا لهم عن ذلك وكانوا محتاجين ، فإن تعادلت الحاجتان تساويتم كالمتبايعين ليس لأحدهما فضل على الآخر وإن كانوا إليك أحوج خضعوا لك . فالرب سبحانه : أكرم ما تكون عليه أحوج ما تكون إليه . وأفقر ما تكون [ ص: 40 ] إليه .


والخلق : أهون ما يكون عليهم أحوج ما يكون إليهم ، لأنهم كلهم محتاجون في أنفسهم ، فهم لا يعلمون حوائجك ، ولا يهتدون إلى مصلحتك ، بل هم جهلة بمصالح أنفسهم ، فكيف يهتدون إلى مصلحة غيرهم فإنهم لا يقدرون عليها ، ولا يريدون من جهة أنفسهم ، فلا علم ولا قدرة ولا إرادة . والرب تعالى يعلم مصالحك ويقدر عليها ، ويريدها رحمة منه وفضلا ، وذلك صفته من جهة نفسه ، لا شيء آخر جعله مريدا راحما ، بل رحمته من لوازم نفسه ، فإنه كتب على نفسه الرحمة ، ورحمته وسعت كل شيء ، والخلق كلهم محتاجون ، لا يفعلون شيئا إلا لحاجتهم ومصلحتهم ، وهذا هو الواجب عليهم والحكمة ، ولا ينبغي لهم إلا ذلك ، لكن السعيد منهم الذي يعمل لمصلحته التي هي مصلحة ، لا لما يظنه مصلحة وليس كذلك .

فهم ثلاثة أصناف : ظالم . وعادل . ومحسن . فالظالم : الذي يأخذ منك مالا أو نفعا ولا يعطيك عوضه ، أو ينفع نفسه بضررك . والعادل : المكافئ . كالبايع لا لك ولا عليك كل به يقوم الوجود ، وكل منهما محتاج إلى صاحبه كالزوجين والمتبايعين والشريكين . والمحسن الذي يحسن لا لعوض يناله منك .


فهذا إنما عمل لحاجته ومصلحته ، وهو انتفاعه بالإحسان ، وما يحصل له بذلك مما تحبه نفسه من الأجر ، أو طلب مدح - الخلق وتعظيمهم ، أو التقرب إليك ، إلى غير ذلك . وبكل حال : ما أحسن إليك إلا لما يرجو من الانتفاع . وسائر الخلق إنما يكرمونك ويعظمونك لحاجتهم إليك ، وانتفاعهم بك ، إما بطريق [ ص: 41 ] المعاوضة ; لأن كل واحد من المتبايعين والمتشاركين والزوجين محتاج إلى الآخر ، والسيد محتاج إلى مماليكه وهم محتاجون إليه ، والملوك محتاجون إلى الجند والجند محتاجون إليهم ، وعلى هذا بني أمر العالم ، وأما بطريق الإحسان منك إليهم . فأقرباؤك وأصدقاؤك وغيرهم إذا أكرموك لنفسك ، فهم إنما يحبونك ويكرمونك لما يحصل لهم بنفسك من الكرامة ، فلو قد وليت ولوا عنك وتركوك فهم في الحقيقة إنما يحبون أنفسهم ، وأغراضهم . فهؤلاء كلهم من الملوك إلى من دونهم تجد أحدهم سيدا مطاعا وهو في الحقيقة عبد مطيع وإذا أوذي أحدهم بسبب سيده أو من يطيعه تغير الأمر بحسب الأحوال ، ومتى كنت محتاجا إليهم نقص الحب والإكرام والتعظيم بحسب ذلك وإن قضوا حاجتك

شيخ الاسلام ابن تيمية كتاب الفتاوي المجلد الاول
.

Wednesday, October 28, 2009

القلق

Photobucket


طنش تعش تنتعش

، ومعنى ذلك أن لا تبالي بالحوادث والمنغصات، وقد سبق إلى ذلك أبو الطيب المتنبي، حيث يقول:
فعشت ولا أبالي بالرزايا لأن ما انتفعت بأن أبالي
وأنت إذا ذهبت تدقق خلف كل جملة وتبحث عن كل مقولة قيلت فيك وتحاسب كل من أساء إليك، وترد على كل من هجاك، وتنتقم من كل مَنْ عاداك، فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك واستقرار نفسك وهدوء بالك،

وسوف تعيش
ممزقاً قلقاً مكدراً، كاسف البال منغص العيش، كئيب المنظر سيئ الحال، عليك باستخدام منهج التطنيش، إذا تذكرت مآسي الماضي فطنش، إذا طرقت سمعك كلمة نابية فطنش، وإذا أساء لك مسيء فاعف وطنش، وإذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا فطنش، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل التنقير والتدقيق، بل عليك بمنهج القرآن:
(
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

سبّ رجل أبا بكر الصديق فقال أبو بكر: سبُّك يدخل معك قبرك ولن يدخل قبري، الفعل القبيح والكلام السيئ والتصرف الدنيء يُدفن مع صاحبه في أكفانه ويرافقه في قبره ولن يُدفن معك ولن يدخل معك،
قال العلامة عبد الرحمن بن سعدي: وأعلم أن الكلام الخبيث السيئ القبيح الذي قيل فيك يضر
صاحبه ولن يضرك، فعليك أن تأخذ الأمور بهدوء وسهولة واطمئنان ولا تُقِم حروباً ضارية في نفسك فتخرج بالضغط والسكري وقرحة المعدة والجلطة ونزيف الدماء، لقد علمتنا الشريعة الإسلامية أن نواجه أهل الشر والمكروه والعدوان بالعفو بالتسامح والصبر الجميل الذي لا شكوى فيه،

والهجر الجميل الذي لا أذى فيه، والصفح الجميل الذي لا عتب فيه،
إذا مررت بكلب ينبح فقل:
سلاما،
وإذا رماك شرير مارد بحجر فكن كالنخلة
أرمه بتمرها،
إن أفضل حل للمشكلة أن تنهيها من أول الطريق،
لا تصعّد مع من أراد
التصعيد،
انزع الفتيل تخمد الفتنة، صب على النار ماءً لا زيتاً لتنطفئ من أول وهلة، ادفع بالتي هي أحسن وتصرف بالأجمل وأعمل الأفضل وسوف تكون النتيجة محسومة لصالحك؛ لأن الله مع الصابرين ويحب العافين عن الناس وينصر المظلومين، إننا إذا فتحنا سجل المشكلات وديوان الأزمات ودفتر العداوات فسوف نحكم على أنفسنا بالإعدام، انغمس في عمل مثمر مفيد يشغلك عن الترهات والسفاهات والحماقات،

إذا رفع سفيهٌ صوته بشتمك فقل له:
سلام عليكم ما عندنا وقت، إذا نقل لك غبي تافه كلاماً قبيحاً من عدو فقل له: سلام عليكم ما سمعنا شيئاً، إذا تذكرت أنه ينقصك مال أو عندك أزمة أو عليك دين فتذكر النعم العظيمة والكنوز الكبيرة التي عندك من فضل الله من سمعٍ وبصر وفؤاد وعافية وستر وأمن ودين وذرية وغير ذلك لتجد أن الكفة تميل لصالحك، وأن المؤشر الأخضر يبشرك أن النتيجة تدل على أرباحك ونجاحك وفوزك، أفضل رد على النقّاد والحسّاد هي الأعمال الجليلة والصفات النبيلة والأخلاق الجميلة، أما المهاترات والسباب فهذا شأن كلاب الحارة، والله يقول في وصف النبلاء الأبرار: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ

ونعود إلى ه أبا الطيب المتنبي ليقول لنا:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ فلو ذهبنا نرمي الكلاب إذا نبحتنا بحجارة فسوف يرتفع سعر الحجارة ولا نستطيع شراءها،


ليس الغبي بسيد في قومه و لكن سيد قومه المتغابي


للدكتور عائض القرني

Monday, October 26, 2009

كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه

Photobucket


إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم وحافظ عليها بتقوى الإله, فإن الإله سريع النقم

Photobucket


البرامكة أسرة عاشت في عصر العباسيين وزراء، وكانوا يُطْلون قصورهم بماء الذهب، لكن هل أرضوا الله؟ ما عدلوا ولا خافوا الله، وكان كأس الخمر والفتيات والغانيات في قصورهم، وتر ونغم في قصورهم، فحذرهم أحد العلماء وقال لهم: انتبهوا إن النعم لا تقيد إلا بالشكر.

قال: قيدوها بالشكر، لكن لم يفعلوا، وفي لحظة من اللحظات أغضب الله عليهم أقرب الناس إليهم هارون الرشيد فاجتاحهم بالسيف، قتل شبابهم ضحى، وأخذ شيوخهم وقادهم وهم يتباكون إلى السجن، حبسهم حبساً عظيماً، وقد بكى خالد بن يحيى البرمكي في السجن سبع سنوات، وطالت أظفاره؛ وما وجد ما يقلم أظفاره بعد النعيم، وطال شاربه وما وجد مقصاً، وعميت عيناه، قال له أحد الناس وقد زاره في السجن: ما هذا البلاء يا خالد ؟ قال: دعوة مظلوم سرت بليل، غفلنا عنها وما غفل الله عنها..!

ينتقل بنا القرآن مباشرة إلى اليمن ، لنعيش قصة هائلة محزنة هناك، وقعت لأمة أعرضت عن منهج الله قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ. فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ:17].

قال ابن كثير وغيره من المفسرين: آتى الله كل رجل من سبأ بجانب بيته بستانين وجنتين، عن يمين وعن شمال، يخرج من بيته وبستان عن يمينه وبستان عن شماله، شجر متدلٍ ونعيم خالد، ظل وارف، وماء بارد، وطيور ترفرف، وحياة رغيدة، ولكن القلوب أعرضت عن منهج الله، مثلما يفعل الآن: بيوت وقصور وفلل وسيارات ورغد ومطاعم ومشارب، ولكن هناك من يفسد ويريد ألا ينكر عليه، ومن يفجر ويريد أن يسكت عنه، ومن يتخلع عن الدين، ويقيم المنكر ويستهزئ بالرسالة، ومن يعارض المسجد، ويقاطع لا إله إلا الله محمد رسول الله، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً [نوح:5-7].

فأعرضت قرية سبأ يقول ابن كثير : كانت المرأة تذهب بسلة على رأسها فتمتلئ السلة من الثمار التي تتساقط على السَّلة، ولكنهم ما قدروا هذه النعم، بل أعرضوا تماماً وفحشوا بأسلوبهم مع الله، بعض الناس يحارب الله جهراً؛ يقاطع المسجد، فلا يعرف الصلاة، ليله ونهاره غناء وتطبل

قرية سبأ أغضبوا الله، فما حاربهم الله بجيش أو أنزل عليهم ملائكة؛ لأنهم أصغر وأذل، قال بعض العلماء: يا ضعيف العزم! يا فقير الإرادة! أتحارب الله؟ الله لما حاربه نمرود بن كنعان ، أرسل له بعوضه فقتلته، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:73-74] ويقول سبحانه: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [سبأ:22] ويقول سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:41] أرسل الله عليهم فأر نقَّض عليهم جسرهم وسدهم


وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام:
{أن ثلاثة من بني إسرائيل } انظر إلى الشؤم واللؤم وانظر إلى حفظ النعم، وشكر الواحد الأحد، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم:28] ثلاثة من بني إسرائيل أقرع وأبرص وأعمى، أراد الله أن يبتليهم، فأرسل إليهم ملكاً،

فذهب إلى الأقرع، فقال: ماذا تريد؟ قال: أريد شعراً على رأسي يجمله، فقد قذرني الناس، فسأل الله أن يعطيه شعراً، فجمل الله رأسه بالشعر في لحظة، -إنما أمره إذا أراد شيئاً، أن يقول له: كن فيكون- قال: ماذا تريد من العطايا؟ قال: أريد الإبل، فدعا الله له فأعطاه الله ناقة فولدت حتى ملأت الواديان،

وذهب إلى الأبرص، قال: ماذا تتمنى؟ قال: أريد من الله أن يجمِّل جلدي ويذهب هذا العوار في جسدي لأكون جميلاً، فسأل الله فرد الله عليه جلده الجميل في لحظة، قال: ماذا تريد من المال؟ قال: أريد البقر، قال: فسأل الله أن يعطيه بقرة، فولدت حتى ملأت الوديان،

وذهب إلى الأعمى، قال: ماذا تريد؟ قال: أمنيتي أن يرد الله علي بصري لأرى، قال: اللهم رد عليه بصره، فعاد البصر:
ما بين غمضة عين وانتباهتهـا يغير الله من حال إلى حال

فرد عليه البصر في لحظة، قال: ماذا تريد؟ قال: الغنم، قال: اللهم ارزقه الغنم، فأعطاه الله شاة فولدت فملأت الوديان، ثم عاد المَلَك فحول الله صورته إلى صورة فقير -ولله الحكمة البالغة- فأتى هذا المَلَك صاحب المقامات الأُوَل، في صورة فقير عليه ثياب بالية.

فذهب إلى الأبرص أو الأقرع وقال: أنا فقير منقطع، انقطعت بي السبل والحبال، فلا مغني إلا الله، أعطني مما عندك، قال هذا الأقرع: الحقوق كثيرة، والمال ورثته كابراً عن كابر، ولا عندي لك شيء، قال: كأنك كنت أقرع قبل؟ قال: لا. المال ورثته كابراً عن كابر، -يعني ورثته بجدارة- قال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت عليه، فسلب الله نعمه، فعاد إلى حالته الأولى.

وذهب إلى الأبرص، وقال: أنا فقير منقطع فأعطني مما أعطاك الله -أو كما قال- قال: ما عندي شيء، والحقوق كثيرة، قال: كأنك كنت من قبل أبرص فقيراً؟ قال: لا. ورثت المال كابراً عن كابر، قال: إن كنت كاذباً، فصيرك الله إلى ما كنت عليه، فرده الله القهقرى وعاد إلى حاله، ثم سار إلى الأعمى -وكان الأعمى عاقلاً، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، رأى نعم الواحد الأحد فشكرها:

إذا كان شكري نعمة الله نعمةً فأين يطاق الشكر أم كيف يشكر

إذا كان شكرك نعمة على النعمة، فكيف تشكر نعمة الواحد الأحد.

للشيخ الدكتور عائض القرني


 

Sample Text

أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا



إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بتقوى الإله
فإن الإله سريع النقم

لسانك لا تذكر بها عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فقل يا عين للناس أعين

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله


فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *

وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *

هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها *

لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً *

يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ








My Blog List

Powered by Blogger.

Dreams Of An Inspired Mind: Muslim-ized

john cena
Subscribe to Feed


مدونة أفلا يتدبرون القرآن

john cena

My Blog List