Showing posts with label مجموعة قصص واقعية اعجبتني. Show all posts
Showing posts with label مجموعة قصص واقعية اعجبتني. Show all posts

Sunday, February 14, 2010

قل الحمد لله(3)::: ربَّ أمـرٍ تـتـقيـه *** جـرَّ أمـراً تـرتضـيه خـفي المحـبوب منـه *** وبـدا المكـروه فيــه

Photobucket


أنا طبيب وأستاذ ورئيس أقسام الجراحة بإحدي كليات الطب الإقليمية‏..‏ ومن أصدقاء هذا الباب‏..‏ وقد قرأت رسالة قسوة الكلمات للشاب الطيب الذي أصيب بالمرض الخطير وأجريت له جراحة وتحسنت حالته والحمد لله واستشار طبيبه في أن يتزوج فنصحه بأن يفعل وفي أقرب وقت‏,‏ وكتب إليك يسألك‏:‏ هل يصارح من سوف يتقدم إليها بتاريخه المرضي‏..‏ أم يكتمه عنها خوفا من الأثر السلبي المتوقع لإطلاعها عليه‏..

‏ كما أشار في رسالته إلي قسوة طبيب كان يتعامل معه في بداية مرضه ومصادمته له بأشياء عن مرضه كادت تقتل فيه الأمل في الحياة‏,‏ وتسد عليه أبواب الرحمة لولا أن اتجه إلي طبيبه الحالي الذي أعاد الأمل إلي نفسه وبشره بإمكان الشفاء وأجري له الجراحة ومضت عشرة أشهر بعدها‏..‏ وحتي الآن لم يشك من أي ألم والحمد لله‏..‏

وأريد أن أطلب من كاتب هذه الرسالة أن يهدأ بالا وأن يطمئن قلبه برحمة الله الواسعة والتي إن بلغت ظلالها أحدا من عباده فإن كل ماهو مستحيل يصبح هينا بأمر الله وكل مايعتبر من ضروب الخيال يصبح هو الحقيقة ذاتها وليسمح لي بأن أروي له هذه القصة الحقيقية من واقع تجربتي العملية في ممارسة مهنة الجراحة‏..‏


فقد ترددت علي عيادتي الخاصة في عام‏1991‏ سيد في حوالي الثلاثين من عمرها وكانت في ذلك الحين متزوجة منذ خمس سنوات ولم تكن قد أنجبت بعد‏,‏ وقد جاءتني تشكو من ورم في رقبتها وبمجرد الفحص الاكلينيكي له ظهرت أمامي الصورة التي لا تخطئها عين الجراح وهي صورة أورام الغدد الليمفاوية فقمت بأخذ عينة من الورم وأظهرت نتيجة التحاليل إصابتها فعلا بورم الغدد الليمفاوية‏.‏



وقمت بتحويلها إلي أحد المراكز المتخصصة لتلقي العلاج الكيماوي وراحت بعد ذلك تتردد علي عيادتي في فترات متباعدة إلي أن سافرت الي خارج البلاد عامي‏1993‏ و‏1994‏ وبعد عودتي الي أرض الوطن وفي أحد أيام سنة‏1996‏ وخلال قيامي بالكشف علي مريضة بعيادتي كانت معها سيدة لم أعرفها لأول وهلة‏,‏

وبعد انتهاء الكشف علي المريضة فوجئت بهذه السيدة المرافقة للمريضة تسألني ألا تتذكرني فأجبتها بالنفي وإذا بها هي نفس السيدة التي أخذت منها العينة منذ خمس سنوات والتي تركتها تستكمل علاجها الكيماوي

فنظرت إليها باهتمام فرأيتها قد ازداد وزنها النصف تقريبا ووجهها يشع فرحة وسرورا‏,‏

وعرفت منها أنها قد داومت علي العلاج الكيماوي بانتظام وإذا بها خلال تلقي العلاج الكيماوي يشاء لها الله سبحانه وتعالي أن تحمل وأن تنجب طفلا سليما معافي بالرغم من تناولها العلاج الكيماوي وإذا بالحمل يتكرر مرة ثانية بعد ذلك وتلد طفلا آخر سليما بعد أن كانت قبل المرض عقيما لا تلد‏!‏



ما كانت تعاني أيضا من آلام الروماتويد حتي أنها قبل مرضها كانت شبه قعيدة لا تقوي علي القيام بأعمال المنزل فإذا بها بعد العلاج الكيماوي لورم الغدد الليمفاوية تشفي تماما من مرض الروماتويد‏,‏

وسبحان الله العظيم وهي الآن وبعد مرور عشر سنوات تعيش حياة سعيدة هانئة وكل ذلك بفضل رحمة الله التي تغمدتها ولهذا فإني أقول لكاتب رسالة الشاب إن الموت والحياة هو سر عظيم من أسرار الخالق وأنه أبدا لا يموت العليل ولا يحيا الصحيح المعافي‏,‏ ولو كان الأمر كذلك ماكان هناك سر من أسرار الله وإنما قد يموت السليم وقد يعيش العليل والله تعالي يقول‏:‏ وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت‏.‏


فامض ياصديقي في حياتك واستكمل علاجك وعش بالأمل في رحمة الله الواسعة وأعمل بنصيحة محرر هذا الباب ففيها كل الخير إن شاء الله وإنني أدعو أصدقاء بريد الجمعة للدعاء لك في هذا الشهر الكريم‏..‏ فالله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وقد أمرنا الله تعالي بالدعاء ووعدنا بالإجابة وقال ربكم أدعوني استجب لكم‏..‏ والله معك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏


ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏

ويخلق ما لاتعلمون صدق الله العظيم‏..‏ أكانت تتصور هذه السيدة وهي مهمومة بأمر مرضها وعلاجها‏..‏ أن هذه المحنة المرضية نفسها هي مقدمة الإذن الإلهي لها بأن تحمل بعد طول انتظار وتنجب طفلا صحيحا معافي‏..‏ ثم تحمل مرة أخري ويضاعف لها ربها العطاء ضعفين فتشفي من مرضها بأمره وترزق بطفل آخر سليم وتبرأ من آلام الروماتويد المزمنة‏..‏ وتتحرك بإذن ربها حرة طليقة من قيود المرض والألم والعناء‏..‏ أوليست هذه هي الألطاف الإلهية التي تقول لنا في بعض الأحيان ماالحزن إلا مقدمة للسرر وأن من صبر واحتسب واستمسك بإيمانه بربه وتعلق قلبه بالأمل الدائم في رحمته التي وسعت كل شيء سبحانه له حسن المآل؟
إنني أشكرك علي هذه الرسالة الجميلة التي تفوح بعطر الإيمان وعبق الأمل وتحمل البشري لكل مهموم بأمره فما يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون‏..‏ وأرجو أن يشاركك الأمنيات الخيرة للشاب كاتب رسالة قسوة الكلمات‏,‏ وللسيدة الفضلي بطلة هذه القصة الجميلة ولكل من يتطلعون إلي السماء بقلوبهم وأنظارهم ينتظرون البشري بانكشاف الغمة‏..‏ وتفريج الكروب‏..‏ والسلام



عبد الوهاب مطاوع

‏السنة 125-العدد41654
الجمعة -22ديسمبر2000











ربَّ أمـرٍ تـتـقيـه *** جـرَّ أمـراً تـرتضـيه
خـفي المحـبوب منـه *** وبـدا المكـروه فيــه





اللهم لك الحمد و لك الشكر عدد ورق الشجر و عدد حبات المطر, اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرِّضـا.. لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

اللهم لك الحمد و لك الشكر
اللهم لك الحمد و لك الشكر
اللهم لك الحمد و لك الشكر
اللهم لك الحمد و لك الشكر
اللهم لك الحمد و لك الشكر
اللهم لك الحمد و لك الشكر



Tuesday, November 17, 2009

سبحان الله اغرب ما قرأت فعلا::: في كل شدة عطاء وفي كل بلية نعمة‏:::التمسك بالامل في رحمة الله

Photobucket



أقرأ في بريد الجمعة بعض القصص التي تدعونا للتمسك بالأمل في رحمة الله إلي ما لا نهاية‏,‏ مهما تشتد الأحزان
والآلام‏..‏

وكان من آخر ما قرأت من هذا النوع رسالة اللحظة السحرية التي روت فيها سيدة فاضلة قصتها مع اليأس من الزواج والإنجاب في البداية‏,‏ ثم مع الأمل الذي تحقق لها من حيث لاتدري ولا تحتسب‏..‏ فباتت بفضل من الله في نعمة وهناء ورزقها الله سبحانه وتعالي ثلاثة توائم‏..‏ لتنجب خلفة العمر دفعة واحدة‏,‏ حيث سيتعذر عليها الإنجاب بعد ذلك لأسباب صحية‏,‏

ولقد دفعتني هذه الرسالة لأن أروي لك قصة سيدة من قريباتي المقربات تكبرني بعدة سنوات وتحمل شهادة جامعية وتتمتع بجمال أخاذ‏,‏

وبالرغم من جمالها فلقد تعثرت خطواتها علي طريق السعادة طويلا إذ تزوجت وهي في العشرين لبضع سنوات ثم طلقت لعدم الإنجاب‏,‏

ثم تزوجت من شخص آخر لسنوات أخري وطلقت لنفس السبب‏..‏ ونصحها الأطباء بألا تسعي للانجاب مرة أخري لأن طريقه مسدود أمامها ولا أمل لها فيه‏..‏

وانطوت السيدة الشابة علي نفسها وراحت تجتر أحزانها وآمالها الحسيرة‏,‏ فساقت إليها الأقدار مهندسا يكبرها بعشرين عاما كان متزوجا وفشل في زواجه لعدم الإنجاب ولعدم صبر زوجته السابقة عليه‏,‏ إلي أن يؤتي العلاج ثماره معه‏,‏ فوجد كل منهما في الآخر ضالته‏..‏

وتزوجا وكل منهما مقتنع في أعماقه بألا أمل له في الانجاب‏..‏ لكنه لا بأس من الأخذ بالأسباب ولو من باب شغل النفس عن أفكارها وهواجسها بزيارات للأطباء وخضوع للفحوص وإجراء للتحاليل إلخ‏..‏ ولأن تخصص الزوج دقيق فقد أتيحت له فرص عديدة للسفر إلي الخارج واصطحب زوجته دائما معه إلي هذه الرحلات‏,‏ وفي كل رحلة يعرضان نفسيهما علي المراكز المتخصصة في علاج العقم ويجريان الفحوص ويتلقيان العلاج بلا طائل‏.‏


ومضت عشر سنوات كاملة علي حياتهما معا علي هذا النحو‏..‏ وبعد ذلك لاح لهما ولأول مرة أمل ضعيف في الإنجاب عن طريق الإخصاب الصناعي أو الأنابيب‏,‏ وكان في ذلك الوقت يقيمان في دولة أوروبية متقدمة فخاضا التجربة وفشلت‏..‏

وخاضاها مرة ثانية وفشلت أيضا‏..‏

وكرراها للمرة الثالثة فكتب لها النجاح وبدأت بشائر الحمل تظهر علي السيدة وطار الزوجان فرحا‏..‏ وترقبا مولودهما السعيد بلهفة من ينتظره بشوق منذ عشرين عاما‏..‏

وخطرت لهما فكرة أن يكون مولد الطفل المرتقب في الرحاب الطاهرة‏..‏ فسافرا من الدولة الأوروبية إلي الأراضي المقدسة‏..‏ وأديا العمرة‏..‏ وأقاما في جوار الحرم الشريف ينتظران موعد الولادة إلي أن جاء ووضعت الأم مولودها وقرت به أعين الأب والأم‏..‏ وقررا أن يرجعا للاستقرار في مصر‏..‏ ويكفا عن التجوال والترحال ليوفرا لابنهما الحياة العائلية الهادئة‏,‏ ورجعا بالفعل إلي بلدهما وأقام الرجل مشروعا خاصا له الي جانب عمله في تخصصه الدقيق‏.‏


ومضت الأيام رخية هانئة إلي أن اقترب عيد ميلاد الابن الوحيد الثامن وبدأ الأبوان يستعدان للاحتفال به وفي عزمهما أن يكون الاحتفال هذا العام أكبر من كل مرة سابقة‏.‏

وقبل الموعد المنتظر بيومين خرج الطفل الصغير يلهو بدراجته في الشوارع المحيطة بمسكنه فإذا بسيارة مسرعة تصدم الطفل‏..‏ وتقتل الفرحة في حياة أبويه وسعادتهما وتقضي علي كل شيء جميل في دنياهما‏.‏

وكان الابتلاء شديدا ياسيدي‏...‏ فاسودت جدران المسكن وانطفأت أنواره وخيم عليه الظلام والكآبة‏.‏

وتجمعنا نحن الأهل والأصحاب نواسي الزوجين ولا يجرؤ أحدنا علي الحديث عن العوض أو الإبدال المذكور في القرآن‏..‏ إذ من أين يأتي العوض أو الابدال‏,‏ وقد كان إنجاب هذا الطفل الفقيد ثمرة جهود استمرت عشرين سنة‏..‏ وكان مولده معجزة لا تتكرر‏..‏ لهذا فقد دار حديث المواساة كله حول الأبرار الصغار وكيف يشفعون لآبائهم وأمهاتهم عند رب العرش العظيم‏..‏ وكيف يراغم الطفل البرئ الملائكة عند باب الجنة لايريد أن يدخلها إلا وفي يده أبوه وأمه‏,‏ إلخ‏.‏

ثم انسحب الجميع وتركوا الزوجين الحزينين لأحزانهما وآلامهما‏..‏ وبدأت الزوجة تشكو من الأمراض والآلام الجسدية‏..‏ واستشارت طبيبها فأخضعها لفحوص عديدة‏,‏

ثم أعلنها بأنها حامل‏!‏ وصرخت السيدة باكية وظنت أن طبيبها يحاول تخفيف مأساتها عنها بأن يعلقها بأمل مستحيل في الإنجاب‏,‏ لكي ترتفع معنوياتها وتتخفف من أحزانها وصارحته بذلك‏,‏ وقالت له إنه من المستحيل أن تحمل مرة أخري‏,‏ لأن حملها الأول كان معجزة وتم عن طريق الأنابيب بعد عذاب طويل‏..‏ فأجابها الطبيب بهدوء إنه لادخل له بما حدث في الماضي‏..‏ ولايسمح لنفسه بأن يعلق مريضا بأمل موهوم‏,‏ حتي ولو كان ذلك بدافع التخفيف عنه‏,‏ وإنما هو أمام فحوص علمية ونتائج موثوق بها تؤكد له ما يقول‏,‏ وفي البداية وفي النهاية فإن إرادة الله لا يستعصي عليها شيء‏.‏


وانصرفت الزوجة ذاهلة‏..‏ وظلت علي ذهولها بضعة أسابيع إلي أن اكتمل الحمل وظهرت عليها أعراضه‏,‏ وبعد شهور أخري جاء المولود إلي الحياة مصداقا لقوله تعالي فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما‏81‏ الكهف‏,‏ وكان من عجائب صنع الله أن يكون الفارق الزمني بين رحيل الطفل الأول ومجئ الثاني هو تسعة أشهر و‏15‏يوما علي وجه التحديد‏.‏

وسرعان ما أضيئت أنوار البيت المظلم من جديد‏..‏ وتجمعنا حول الزوجين مرة أخري فشتان كان الفارق بين تجمعنا لديهم هذه المرة وبين تجمعنا السابق في منزلهم قبل‏9‏ أشهر‏,‏ ودار الحديث هذه المرة بلا حرج عن العوض والإبدال ورحمة الله بالمحزونين‏,‏ وأكد لنا الأبوان عزمهما علي مواصلة مشروع دار الأيتام الذي كانا قد بدآه عقب وفاة ولدهما الأول شكرا وحمدا وعرفانا‏..‏ ولكيلا ينسيهما تعويض السماء لهما عما انتوياه وهما في غمرة الأحزان‏..‏

وباركنا عزمهما‏..‏ وأيدناهما فيه‏..‏ ورجونا لهما السعادة والأمان‏..‏ وإني لأكتب لك اسمي هذين الزوجين ورقم هاتفهما إذا أردت التأكد من وقائع هذه القصة الغريبة‏,‏ كما أكتب لك اسمي ورقم تليفوني لنفس هذا الغرض‏.‏ ليس فقط لكيلا يساورك الشك فيما رويته لك‏..‏ ولكن أيضا لأن هناك فصلا آخر من فصولها قد يصعب عليك تصديقه‏.‏ ولهذا فإني أريدك أن تتصل بهذين الزوجين وتتأكد منه‏..‏ أما هذا الفصل الأخير فهو أن الله سبحانه وتعالي لم يكتف بتعويضهما وإبدالهما خيرا بمن فقدا‏..‏ وإنما أهدي إليهما أيضا طفلا ثانيا‏..‏ بعد تسعة أشهر أخري من ميلاد الطفل الذي أعاد لهما الأمل في الحياة‏..‏
وجاء هذا الطفل الثاني أيضا بلا عمليات جراحية ولا علاج ولا إخصاب‏,‏ فأصبح في حديقتهما زهرتان جميلتان عوضا لهما عن الزهرة المفقودة‏..‏ وسبحان من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون‏..‏ وأرجو أن تزيد هذه القصة من إيمان قرائك بأن رحمة الله قد تجئ في أي وقت لمن يشاء حين يشاء ومن ثقتهم بأن إرادة الله لاتقف دونها الحوائل والسدود‏.‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏


ومنذا يساوره أي شك في ذلك يا سيدي؟
إن قدرة الله سبحانه وتعالي لم تكن يوما موضع اختبار‏..‏ ورحمته التي وسعت كل شيء لا تضيق بمن يظنون في غمرة اليأس والقنوط ألا مخرج لهم مما يكابدون‏,‏ غير أننا مأمورون بالصبر علي ما نكره‏..‏ والتعلق بالأمل دوما في رحمة الله أن يحقق لنا ذات يوم ما نرجوه لأنفسنا ولو طال بنا الانتظار‏.‏
ولقد لاحظ بعض المفسرين أن الله سبحانه وتعالي لم يأمر رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالاقتداء بأسلافه من الرسل في خلق بذاته إلا في الصبر علي ما لاقوا من شدائد وواجهوه من محن‏,‏ وأنه سبحانه وتعالي قد قرن أمره لرسوله بالصبر في أكثر من موضع بالقرآن بأمره له أن يسبح بحمد ربه كما في الآية الكريمة واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم الطور‏48,‏ وقيل في تفسير ذلك إن التسبيح هنا يحمل معنيين جليلين‏,‏ الأول هو تنزيه الله سبحانه وتعالي عن أن يفعل شيئا عبثا أو أن يصدر عنه ما لايليق بكماله وكرمه وحكمته‏..‏ فإذا ابتلي بعض عباده بما يشق عليهم احتماله في حينه فلحكمة يعلمها هو وإن خفيت علي أفهامهم‏,‏ وأما المعني الآخر فهو أن له سبحانه وتعالي في كل شدة عطاء وفي كل بلية نعمة‏..‏ فكأنما نبادر بالتسبيح والحمد في ذروة الشدة عسي أن يعجل الله لنا بالكشف عن عطائه المحجوب وراء هذا الابتلاء علي غرار مايقال عن الألطاف الإلهية التي يقول الواصلون إنها ذلك التدبير الالهي الذي قد يأتينا أحيانا بما نكره ليحقق لنا فيما بعد ما نحب‏,‏ فيكون اختيار الله لنا حين يجئ أفضل مما اخترناه نحن لأنفسنا‏..‏ وأشمل فضلا وكرما‏.‏
ولا عجب في ذلك إذ ألم تشهد حياة كثيرين منا مواقف معينة بكينا أمامها وأسفنا علي ما فاتنا فيها‏,‏ وضاقت صدورنا باحتمالها‏,‏ ثم لم تلبث الأيام أن أثبتت لنا أنها لم تكن سوي مقدمة لخير عميم أراده الله لنا‏..‏ وقصرت آمالنا حتي عن التطلع إليه؟

وألم تراودنا في بعض مراحل العمر آمال رغبنا بشدة في أن نحققها لأنفسنا‏,‏ وشعرنا بالحسرة لعجزنا عن بلوغها‏,‏ ثم مضت بنا رحلة الحياة فإذا بنا نسلم لأنفسنا بأننا لو كنا قد بلغنا تلك الآمال في حينها‏,‏ لحالت بيننا وبين ما أرادته لنا السماء فيما بعد من خير أعم وأبقي؟
لهذا المعني نفسه‏..‏ قال ابن عطاء الله السكندري في حكمته الشهيرة‏:‏ لا تطالب ربك بتأخر مطلبك‏..‏ ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك‏.‏ يقصد‏:‏ لا تحاسب ربك عن تأخر تحقيق مطلبك منه‏..‏ وإنما حاسب نفسك أنت عن تأخر أدبك في الطلب منه‏..‏ أي تأخرك في الاعتماد عليه فيما تريده لنفسك وتأخرك في النهوض إلي الطاعات لكي يحقق لك آمالك وقلة صبرك علي ما تريد منه‏..‏ وتعجلك له‏.‏
فعطاؤه سوف يجئ حين يئن الأوان وليس قبله‏..‏
وأفضل العبادة انتظار الفرج‏.‏

وفي هذه القصة التي رويتها لنا جاء عطاء الإنجاب للزوجين اللذين تلهفا عليه طويلا بعد عشرين عاما من السعي المتصل إليه‏..‏ وبعد زيجتين فاشلتين للزوجة وأخري مماثلة للزوج فتأمل رحمة ربك بهما في ألا يطيل عليهما الانتظار هذه المرة حين فقدا زهرتهما الوحيدة ويئس الجميع من كل أمل في التعويض‏,‏ فلا تمضي أسابيع علي محنتهما حتي يقول لهما ربهما إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا المعارج‏6‏ و‏7,‏ فتحمل الزوجة المذهولة ويرزقهما ربهما بطفل آخر بغير علاج ولا جراحات ولا أنابيب ولا انتظار لسنوات مريرة‏..‏ لأنه قد رأي برحمته أن يعجل لهما العزاء والتعويض والإبدال‏..‏
وإذ لا تبلغ بهما أقصي آمالهما من ربهما ودعاؤهما إليه بعد ذلك أكثر من أن يحفظ عليهما طفلهما الذي أنعم به عليهما هذا‏..‏ ويسعدان به‏..‏ يقول لهما ربهما مرة أخري‏:‏ فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين الحجر‏97‏ لأن عطائي بلا حدود‏..‏ وكرمي فوق ما يجنح إليه أقصي الخيال‏,‏ ولا عجب أيضا في ذلك‏,‏ وهو القائل جل شأنه وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله يونس‏10.‏
فماذا يدعونا إذن إلي التشكك في وقائع هذه القصة ياسيدي‏,‏ وكل ذلك عليه هين سبحانه وتعالي‏.‏
إنني أصدق كل ما رويت لنا فيها دون حاجة إلي الاتصال بطرفيها‏..‏ وأشكرك علي إطلاعنا عليها ورغبتك الكريمة في أن يستف بها الآخرون والسلام‏.‏


بـريــد الأهــرام,عبد الوهاب مطاوع
41584 ‏السنة 124-العدد 2000 اكتوبر 13 ‏15 من رجب 1421 هـ الجمعة



سبحان الله

رب انك ما انزلت الي من خير فقير,







Sunday, October 4, 2009

الرزق من عند الله تبارك وتعالى


ذكر ابن رجب أن ابن عقيل ذهب إلى مكة ، وكان من الصالحين الكبار الذين يعلمون أن الرزق من عند الله تبارك وتعالى، قال ابن عقيل : فانقطعت نفقتي وما وجدت شيئاً آكله قال: فطفت، فلما انتهيت من الطواف والسعي رجعت ألتمس أكلاً فما وجدت شيئاً، فذهبت إلى ضواحي مكة ، فبينما أنا أبحث في التراب، إذا عقد من جوهر كل جوهرة تساوي مئات الألوف من الدنانير -عقد من جوهر- قال: فأخذته وفرحت به فذهبت، فلما أصبحت في الحرم، إذا منادٍ ينادي: من وجد العقد فليأت به، قال: الله المستعان! فذهب به، فقال لصاحبه: ما علامته؟ قال: كذا وكذا كما في الحديث {اعرف عفاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة } قال: فوجد الوصف نفسه، فأخذ هذا العقد بجواهره، فو الله ما أعطاني منه درهماً، وبعض الناس لئيم.

قال: فذهب به فلما انتهيت من حجي ذهبت فركبت البحر، فانكسر بي القارب -بعض الابتلاءات تتوالى على المؤمن- قال: فركبت خشبة، فأخذت بي الريح تلعب بي يمنة ويسرة مدة، فازداد الجوع جوعاً والظمأ ظمأً والخوف خوفاً، لكن ذلك تمحيص.

قال: ثم ألقتني الخشبة إلى جزيرة من الجزر في البحر، فدخلت الجزيرة، فوجدت فيها قرية، فدخلت مسجد القرية، فتناولت مصحفاً، فأتى أهل القرية، فقالوا: أتقرأ؟ قلت: نعم، قالوا: علمنا القرآن ونعطيك أجراً، قلت: نعم.

أعلمكم القرآن، قال: فأخذت ورقة فكتبت، قالوا: وتكتب؟ قال: أكتب، قالوا: علم أبناءنا الكتابة بأجر، قلت: نعم. أعلم أبناءكم الكتابة بأجر.

فلما مضى ردح من الزمن، قالوا: معنا ابنة يتيمة صالحة عابدة كان أبوها من الصالحين، نريد أن نزوجك إياها، فتزوجها، قال: فلما رأيتها رأيت العقد الذي وجدته في مكة في نحرها، قلت: ما هذا العقد؟

قالت: هذا عقد كان أبي اشتراه بماله كله، كل ما يملك في الحياة جعله في هذا العقد، قلت: ألهذا العقد قصة؟

قالت: قد ضاع مرة من المرات في مكة ، فوجده رجل من الصالحين، فأعطاه أبي، فكان أبي بعد كل صلاة يقول: اللهم ارزق ابنتي رجلاً صالحاً كالذي رد عليّ العقد، قال: أنا صاحب العقد، وقد أجاب الله دعوة والدك.

Thursday, September 10, 2009

لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها :::علو الهمة











  • علو الهمة كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

((فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة


  • فقه سلفنا الصالح عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا ومصيرها
  • ولقد حفلت تراجمهم بأخبار تشهد بعلو همتهم

فعن وكيع قال: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه أكثر من ستين سنة، فما رأيته يقضي ركعة

وقال أبو زرعة: "كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث"، وقال: "حفظت مائتي ألف حديث، كما يحفظ الإنسان:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: "إن لي نفسا تواقة، لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلي الجنة


" لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها ". (أثر )


يقول الإمام ابن الجوزي:

"قد رأيت عموم الخلق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً إن طال الليل فبحديث لا ينفع أو بقراءة كتاب فيه غزل وسمر.
وإن طال النهار فبالنوم وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق.. ورأيت النادرين من الناس قد فهموا

معنى الزمان وتهيؤوا للرحيل، فالله الله في مواسم العمر، والبدار البدار قبل الفوات، ونافسوا الزمان

لا تقل أبداً .... أنا فاشل




" الفشل " .. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها ، واستبدلتها بجملة " أنا لم أوفق "

لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنه محظوظ ، وأن حياته مليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما يتمناه !

لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " ..
لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيره وشره .

" الفشل " مظهر خارجي للعمل ، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي ، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في عرفهم " فشل"

وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " .

ولكن .. أين ما وراء الظواهر ؟

أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي ؟

فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ، هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح .
ومن نرثي اليوم لفشله ، قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندرك هذا .

عندما كنت أقرأ في سيرة الصحابي " زيد بن حارثة " حِـب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تعلمت كيف لا أصدر حكمي على الأمور بظاهرها ، أو أجعلها مقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي .

عندما أراد الصحابي زيد – رضي الله عنه - الزواج ، ولما كانت منزلته الكبيرة عند النبي – صلى الله عليه وسلم - يشهد لها الجميع ، فقد خطب له النبي – صلى الله عليه وسلم - ابنة عمته زينب – رضي الله عنها وأرضاها – فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة ، رغم فارق النسبين .. فقلت في نفسي :

إنهما مثالا لأنجح زوجين ، فهو ربيب النبي – عليه صلوات ربي وسلامه - ويملك ما يجعله مثال الزوج الصالح في نظر أي امرأة ..
وهي إبنة الحسب والنسب العفيفة الشريفة ذات الأخلاق الكريمة – ولست أهلاً لأزيد من الثناء عليها رضي الله عنها .
ومع ذلك ، انفرط عقد زواجهما ، وانفصلا بالطلاق !

فهل يمكنني أن أصف زيداً بأنه " فاشل " ؟
وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها " فاشلة " ؟


أليس الطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري ؟

إذاً حسب المقاييس التي اتفق الجميع عليها ، هما " فاشلان " – وحاشا لله أن يكونا كذلك .

فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالإنفصام .. ليبدأ بعدها رباط أقوى وأسمي لكل منهما .

فقد كان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت على الجميع ، وهي إبطال التبني ، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب لسيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – بحكم تبنيه له . .وكان يُدعى " زيد بن محمد " .

ولأن الله أنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها ، وقد تعارف الجميع على جواز التبني ، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء أبيه بعد موته .
طلق زيدٌ زينب ... فأمر الله – تبارك وتعالى – نبيه أن يتزوجها ..

. فأدرك المسلمون أن التبني محرم ، والدليل زواج نبيهم بطليقة من نسبه إليه

الله أكبر !

وها هي زينب قد تحولت في نظر النساء – وأنا منهن – ! إلى امرأة محظوظة " ناجحة " !

وتزوج زيدٌ من امرأة أخرى ، وأنجبت منه " أسامة بن زيد بن حارثة " – حب ِ ابن حبِ رسول الله صل! ى الله عليه وسلم .. ونجح في تربية " أسامة " الصحابي القائد لجيش يضم كبار الصحابة ، وهو في الخامسة عشرة من عمره !! .

فأين تقييم " الفشل " و " النجاح " في ما حدث ؟!


ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر :

يتقدم طالبان لامتحان القبول لمعهد العلوم المصرفية !
ينجح الأول في امتحان القبول وبتفوق ، ويعود لأهله يُبشرهم بهذا " النجاح " ،
بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريع على تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ، رغم أنه بذل أقصى ما بوسعه! ..

ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل "
فقد إصيب بالإحباط ، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم .

الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن .. بمرتب كبير ، مكنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة ..

وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع .. فاكتسب منه خبرة ومهارة أهلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات .
حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة .. وعاش حياته برضى وقناعة .. ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائية .

في رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح " !؟

هل هو الأول ، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخله ومخرجها ؟

أم هو الثاني ، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه ، وصرفها في إسعاد أهل بيته ؟!

لو كنت مكان الأول ، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول ..
و لو كنت مكان الثاني " الفاشل " لحمدت ربي على عدم توفيقي في الإمتحان ، .. " فشلي " .

إن ما يحدث لنا ، إنما هو ابتلاءات من الله ، أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان .

قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين ، وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك ، قل الحمد لله ..
فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك ، فقد كفـّر الله بها خطاياك ، وأثابك على ألم الشوكة ... أفلا تقول الحمد لله ؟


تتقدم لطلب وظيفة فتـُرفض ويُـقبل غيرك رغم استحقاقك لها ، قل الحمد لله ..
فعمل ٌ أفضل منه ينتظرك ، وهو أصلح لك من الأول . وقد يكون رئيسك فيه أطيب خلقاً ، أو تجد فيه صحبة طيبة ، أو يكون محل العمل أكثر قرباً لمسكنك فتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة ... أفلا تقول الحمد لله ؟

تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها ، فتعترض أمورك عوائق ، قل الحمد لله ..
فزوجتك الصالحة تتنظرك ، لتلد لك أبناءاً أصحاء ، ربما ما كانت الأولى ستلد لك مثلهم ! ... أفلا تقول الحمد لله ؟

تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة والوجاهة ، ولكنك تفوّت موعد الطائرة ، فتـفقد صفقتك .. قل الحمد لله ..
فربما خسرت صفقة تجلب لك مالاً ، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك ، فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من ذوي الص! فقات اللاهثين خلف جمع المال ! .. أفلا تقول الحمد لله ؟

لا تقل " فشلت " .. بل قل .. " لم يوفقني الله " .. والحمد لله على كل حال

لا تقل " أنا فاشل " .. بل قل .. " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب .. وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب

لا تقل " أنا لاأملك شيئاً " .. بل قل .. " الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه " .. والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب

لا تقل " أنا لاشيئ " بل .. أنت شيئ .. كما أنا شيئ .. والآخر شيئ
فاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيئ .وأنت شيئ .. أنت في نظري كل شيئ

يا عاقد الحاجبين ..

ابتسم من فضلك ، ولا تحزن ..

وعاود الكرة .. واستخر ربك في كل خطوة تخطوها .. وارض بما قسمه الله لك من نتيجة أمرك ..

ولا تقل بعد اليوم " أنا فاشل " .. بل قل :

" أنا ناجح " بإيماني ..

" أنا ناجح " بطموحي لإرضاء ربي ..

" أنا ناجح " لحبي لنبيي ..

" أنا ناجح " لأني مسلم .. وهذا يكفيني .

Friday, August 28, 2009

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا...الحياة ديون والزمن دوار


أنا مهندسة شابة علي قدر من الجمال نشأت في أسرة متوسطة وكنت أول طفلة في عائلتي فتمتعت بعطف الأسرة وتدليلها الزائد لي‏,‏ حتي تعودت أن آمر فأطاع وإلا غضبت وتعذر إرضائي إلا بصعوبة شديدة‏,‏ كما ساعدني علي هذا الدلال كذلك تفوقي الدراسي والتحاقي باحدي كليات القمة‏,‏

وخلال فترة الدراسة تعرفت علي معيد شاب يكبرني بخمس سنوات‏,‏ فأحببته بجنون وفرضت حوله أسوارا من الممنوعات والمحظورات خوفا من ان تأخذه مني فتاة أخري أو يرحل عن الحياة‏,‏ ابتداء من تعليماتي المشددة له بألا يعبر الطريق إلا اذا كان خاليا‏,‏ الي تحريمي عليه ان يتبسط في الحديث مع اي فتاة أو زميله له في العمل الحكومي أو في المكتب الاستشاري الذي يعمل به في المساء‏,‏ وياويله مني لو فاجأته في المكتب فوجدته يتحدث مع زميلة له‏,‏ إذن فهي النار التي لا يطفئها سوي تركه للعمل في هذا المكتب نهائيا‏,‏ مهما كان دخله منه‏.‏ وتكررت هذه القصة كثيرا حتي لم يعد يستقر في اي مكتب سوي بضعة شهور واحيانا أسابيع‏,‏ وحتي رفضته بعض المكاتب لعدم استقراره في العمل

وعلي هذا النحو مضت فترة خطبتي له ثم تزوجنا وتكررت مواقف الشك فيه والغيرة عليه‏,‏ فكنت أشك في كل اتصال تليفوني يتلقاه‏..‏ وكل ورقة أجدها في جيبه أو حقيبته ولا أفهم فحواها‏,‏ وأحاصره حين يرجع من عمله مرهقا بالأسئلة والاستجوابات المضنية إلي ما لا نهاية‏.‏

وأنجبت طفلة جميلة‏..‏ والحال مازال علي ما هو عليه‏,‏ ثم زاد شكي فيه حين أبلغني بعض الزملاء انه شوهد يسير في الشارع في احد الايام مع زميلة له في آخر مكتب هندسي قبله للعمل فيه‏..‏ ولاحقته بالتحريات واستجواب زملائه في المكتب حتي هيأ لي شيطاني انه لابد أن يكون قد أخطأ مع هذه الزميلة‏,‏ فافتعلت معه مشاجرة عنيفة وأخذت طفلتي وعدت الي بيت أهلي‏,‏ وبغير أي محاولة للتفاهم معه بدأت في شن حربي الشرسة ضده‏,‏
ابتداء من رفع دعوي قضائية ضده واتهامه بتبديد أثاثي الي رفع دعاوي النفقة‏,‏ الي تشويه سمعته في عمله بالمكتب الهندسي وعمله الحكومي الي اتهامه بكل مالا يخطر علي البال من اتهامات‏,‏ وكل ذلك وهو لا يكف عن محاولة اعادتي الي بيته مرة أخري واسترضائي والتفاهم معي‏,‏ لكني كنت قد تحجرت امام مطلب واحد هو الطلاق والحصول علي كل حقوقي بلا تنازل عن اي شيء مهما كان ولم أترك وسيلة مادية او معنوية لايذاء زوجي إلا واستخدمتها وكل ذلك وهو صابر ويكتفي بالدفاع عن نفسه ومحاولة دفع الاتهامات الظالمة عنه دون أي محاولة لايذائي‏.‏

وخلال انهماكي في قيادة هذه المعركة الضارية ضد زوجي تقرب الي كثيرون من الزملاء يريدون الزواج مني بعد نجاحي في الحصول علي الطلاق‏,‏ فقوي ذلك من شوكتي وزادني اصرارا علي مواصلة الحرب حتي النصر‏!‏

واخيرا حصلت علي الطلاق وفزت بالاحكام القضائية التي أردتها‏..‏ وتلقيت التهاني من الأهل والصديقات‏,‏ وشعرت بنشوة النصر‏..‏ وبدت أفكر في المستقبل فانتظرت انقضاء فترة العدة لكي أبدأ في اختيار واحد من الذين يحومون حولي ويرغبون في الزواج مني للارتباط به‏,‏ وبدأت أقارن بين مميزات كل منهم وعيوبه‏..‏ وأفكر بعمق في ذلك لكيلا اكرر التجربة الفاشلة في حياتي‏,‏ ولكي أحصل علي أفضل الشروط والظروف لحياتي الجديدة‏..‏ وبدأت أتهيأ لاستقبال عروض الزواج والمفاضلة بينها‏.‏

فاذا بالذين كانوا يتنافسون علي الفوز بي خلال انشغالي بالمعركة الطاحنة‏,‏ يبتعدون عني واحدا بعدالآخر بمجرد حصولي علي الطلاق‏..,‏ واذا بأحدهم يقولها لي بصراحة إنه كان يريد صداقتي فقط وليس الزواج مني‏,‏ اذ ماذا يجبره علي الزواج من مطلقة ولديها طفلة‏!‏

وبعد عشرة شهور فقط من حصول علي الطلاق رحل أبي فجأة عن الحياة رحمه الله وسامحه فيما جناه علي‏..‏ إذ لم ينهني يوما عن شيء مما فعلته ولم يفتح عيني علي حقائق الحياة التي أدركها بخبرته‏,‏ وبدلا من أن يرشدني للحق والعدل في معركتي مع زوجي كان يساعدني عليه بحيل وأفكار شيطانية‏.‏

ومضي العام تلو العام‏..‏ فضمد زوجي السابق جراحه ورمم حياته التي حطمتها له تحطيما وتزوج من أخري
وتحسنت احواله المادية تدريجيا حتي استطاع شراء شقة جديدة وسيارة جديدة وقام بأداء فريضة الحج مع زوجته مرتين وانجب منها البنين‏,‏

اما أنا فلقد طردني أخي من شقة ابي لكي يتزوج فيها وانتهي بي المطاف لان أحيا وحيدة مع طفلتي التي تبلغ من العمر الآن تسع سنوات في شقة صغيرة بالايجار‏,‏ وقد أصيبت ابنتي بحالة من الاكتئاب والتبول اللاإرادي وتعذبني دائما بتساؤلاتها المريرة‏..‏ لماذا يكون لكل صديقاتها آباء وهي وحدها بينهن التي بلا أب‏.‏ وذلك بالرغم من أن اباها يراها مرتين كل اسبوع ويصطحبها معه الي المصيف والرحلات القصيرة‏.‏

وإني أكتب لك هذه الرسالة لكي اقول لكل انسانه علي وشك الانفصال عن زوجها‏,‏ انني وبكل كبريائي أقبل الآن ان يعود الي زوجي ولو ضربني كل يوم‏,‏ وأقبل به ولو عرف امرأة مختلفة كل يوم‏,‏ وأقبل به كذلك ولو رفض حتي ان يكلمني أو يجالسني‏,‏ لكي أحس فقط بالأسرة‏,‏ وبأننا أب وأم واطفال‏,‏ واناشد كل زوجة وكل زوج ان يعبرا علي شركة الحياة وان يسعي كل منهما لحل مشكلاته بالصبر والتفاهم والامل في المستقبل‏..‏ وانصح كل زوجة بإن تقرب زوجها منها وان تعبر علي مالا يرضيها منه الآن لانه قد يتحسن للافضل في الغد‏..‏ فان لم يتحقق ذلك فهذا أفضل لها كثيرا من الوحدة والندم اللذين اتجرع مرارتهما الآن‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏

يشغلني دائما حين أقرأ رسالة مماثلة لرسالتك هذه سؤال غريب أتأمله طويلا ولا أصل عادة الي جواب شاف له ـ وهو‏:‏ لماذا يحتاجه الانسان دائما إلي ان تنزل به النازلات كثيرا ما يدرك خطأ مواقفه السابقة التي طالما اصر عليها من قبل واستمسك بها ورأي أنها الحق‏..‏ الذي لا يأتيه الباطل من شماله أو يمينه‏,‏ وكم من السنين يحتاجه المرء لكي يكتشف أخطاءه ويري خطل مواقفه السابقة فينهض لإصلاح الأخطاء وأداء الحقوق لمن ظلمهم خلال اعتزازه بنفسه وقوته واقتناعه المطلق بصحة موقفه‏.‏

إن السعداء من البشر هم الذين تهديهم حكمتهم الي اكتشاف أخطائهم والتسليم بها بلا مكابرة في المدي الزمني القريب الذي يسمح لهم بالاعتذار عنها وإصلاح آثارها بغير أن يخسروا الكثير‏,‏ والتعساء منهم هم من لا يرون الحق حقا إلا بعد أن يتعذر عليهم إصلاح الأخطاء وتدارك المواقف‏,‏ فيدفعون الضرائب الباهظة من حياتهم وأمانهم‏..‏ وسعادتهم‏.‏

ونحن كثيرا ما نقول لأنفسنا انه لو رجعت بنا الأيام الي الوراء لما فعلنا كذا وما استمسكنا بكذا وكذا من مواقفنا السابقة وآرائنا‏,‏ ونحن نحن نفس البشر حين استمسكنا بهذه المواقف ودافعنا عنها باستماتة في وجه الآخرين‏,‏ ونحن نحن البشر حين أدركنا الآن كم كنا جهلاء وحمقي وقصار النظر حين صممنا آذاننا عن كل نصيحة وتصورنا ان موقفنا أو اختيارنا هو الحق الذي لا يدانيه حقه‏,‏ وأن الآخرين هم المخطئون الذين لا شبهة في خطلهم وخطئهم‏,‏ فما الذي تغير فينا وغير من مواقفنا وأفكارنا وآرائنا؟ إنها تجربة الأيام وحكمة السنين التي تضنن غالبا بدورتها علي من لم يدفع ثمنها الغالي من حياته وتجاربه‏.‏

فهل كنت تتصورين ذات يوم يا سيدتي وأنت تقودين المعركة الطاحنة ضد زوجك في المحاكم وترفضين كل محاولات الصلح أو التفاهم إنه سوف يجيء اليوم الذي تعترفين فيه بجنايتك علي نفسك وزوجك وطفلتك‏,‏ وبخطأ موقفك من شريك الحياة من البداية الي النهاية ومادام الحال هكذا‏..‏ وما كان يبدو لنا هو الصواب الذي لا يأتيه الخطأ من فوقه أو تحته‏,‏ قد يصبح بعد بضع سنوات هو عين الخطأ نفسه ونشعر بالندم المرير عليه ـ‏,‏ فلماذا لا يبدي أحدنا وهو في عنفوان تمسكه برأيه وموقفه أي استعداد لمراجعة نفسه وتأمل مواقفه ومواقف الآخرين ومحاولة تحري العدل فيها‏.‏
ولماذا نتهلل للخلاف من أول بادرة فنقفز علي الفور الي مياهه العميقة ونخوض المعارك الضارية ضد من اختلفنا معهم بلا أي اعتبار لسابق مودتنا لهم أو مودتهم لنا أو لما يربطنا بهم من روابط إنسانية‏.‏

لقد كتبت رسالتك هذه يا سيدتي وأنت في حالة صدق مع النفس‏,‏ حبذا لو استشعرها الانسان دائما لكي يعترف بأخطائه ويتعلم دروسها ويبرأ من حقوق من ظلمهم خلال معاركه الضارية معهم‏..‏
فلقد ادركت انك وأنت من أحببت زوجك السابق بجنون كما تقولين‏,‏ قد حطمته حياتك معه بغيرتك المفرطة عليه‏,‏ وشكوكك الدائمة فيه واعتيادك بأثر تنشئتك الخاطئة وتدليلك المفرط ان تأمري فيستجاب لك بلا مناقشة‏,‏ فلعلك قد تعلمت الآن درس التجربة الذي يقول إن الحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة الزوجية ونجاحها مالم يرافقه الفهم وحسن الإدراك والاتزان والانصاف وحسن المعاشرة واتحاد الأهداف‏,‏ ولعلك ادركت الآن أيضا ان الحياة ديون‏,‏ وأننا نحاول دائما ان نحتمي من ظلم الايام لنا‏,‏ بألا نظلم أحدا ولا نفتري علي أحد‏,‏ وبألا تدركنا نشوة النصر الظالم علي من نعرف جيدا في قرارة انفسنا حقيقة ظلمنا له وأنه لم يكن يستحق منا بعض ما فعلنا به‏..‏ فلا عجب إذن يا سيدت ان تعوض الحياة زوجك عن ظلمك له‏,‏ وأن تبدله زوجة أخري ترعي مودته وتحرص عليه‏,‏ ويحيا معها آمنا مستقرا‏,‏ ولا عجب أيضا ان يبدله الله من حياته التي تعترفين بانك قد نجحت في تحطيمها ماديا ومعنويا‏,‏ حياة جديدة أفضل وأنجح وأوفر ثمرة‏.‏

كما لعلك ايضا قد تعلمت أهم دروس هذه التجربة وهو الفارق الهائل بين من يحومون حول امرأة متزوجة بهدف الفوز بها كصديقة‏,‏ وبين من يرغبون حقا وصدقا في الارتباط بها والزواج منها‏..‏

فلقد فات عليك للأسف إدراك هذا الفارق فقويت شوكتك علي زوجك الذي لم يكن يرغب في فراقك حتي اللحظة الأخيرة‏,‏ بهؤلاء الذين تخلوا عنك بمجرد ان زال عنك قيد الزوجية‏.‏
ولو أنك أمعنت النظر الآن في الأمر كله‏,‏ لأدركت ان أحد اسباب نفور هؤلاء الرجال من التفكير فيك كزوجة بمجرد انتصارك الشامل في معركتك الضارية ضد زوجك السابق‏,‏ هو هذه المعركة نفسها‏!‏ ولا غرابة في ذلك لأن من تخوض مثل هذه المعركة بالحق والباطل ضد من أحبته من قبل بجنون وأنجبت منه طفلة صغيرة‏,‏ وتستخدم فيها كما تقولين الأفكار والحيل الشيطانية التي يساعدها بها والدها ضده‏,‏ من تفعل ذلك يا سيدتي لا يأمن غالبا الرجل للارتباط بها اذا اقترب منها خلال قيادتها لهذه المعركة ولمس عن قرب ضراوة عداوتها ولدد خصومتها حتي ولو كان غارقا في حبها فلعل ذلك يكون ايضا أحد دروس تجربتك التي تدعين الآخريات والآخرين الي الاستفادة بها فلا يفجر احدهم في الخصومة فينفر منه من يحيطون به خوفا من ان تطولهم سهامه ذات يوم وهو من خبروا عنه انه لا يرعي حقا ولا ينفر من باطل‏.‏
وختاما فإني أشكرك علي صدقك مع نفسك وعلي رغبتك المخلصة في ان تضعي تجربتك أمام الآخرين ليستفيدوا بدروسها ويتفادوا اشواكها وأرجو لك ولطفلتك الصغيرة ان تعوضكما الحياة عما تعانيان وتمسح علي جراحكما وتبدل من أمركما خيرا بإذن الله‏..‏ والسلام‏.‏

عبد الوهاب مطاوع بريد الجمعة ٦ اغسطس ١٩٩٩

الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية



لا تكونى رخيصة اخيتي

أن الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية ويشعر بأنه يستطيع أن يأمن علي شرفه وعرضه معها‏..‏


أكتب إليك هذه الرسالة وقد بلغ بي اليأس قمته‏,‏ فأنا طالبة جامعية عمري‏22‏ عاما وعلي درجة عالية من الجمال‏,‏ مما جعل كل من حولي وأمي بصفة خاصة يكيلون دائما المديح لجمالي‏..‏ حتي أدار الغرور رأسي ولم تكتف أمي بالاشادة بجمالي في كل مناسبة‏,‏ وانما راحت تدفعني أيضا إلي إظهار مفاتني وتشجعني علي ارتداء الملابس الساخنة‏!‏ وانني أعلن الآن مايدور في رأسك عني وأعرف أنك لابد تتساءل وأين أبي من كل ذلك؟‏..‏ وأجيبك بأنه منفصل عن أمي ويعمل باحدي الدول العربية ويرسل إلينا كل شهر مبلغا يغطي احتياجاتنا‏.‏

وعلي الرغم من جمالي وارتدائي للملابس المغرية إلا أنني كنت حريصة علي المحافظة علي نفسي‏,‏ ثم أحببت إنسانا يعمل عملا مرموقا‏,‏ وأحبني‏,‏ ودعاني إلي تغيير طريقة ملابسي ومكياجي وارتداء الحجاب فاسجبت له وكنت علي استعداد لأن أغير كل حياتي من أجله في مقابل ماشعرت به معه من حنان الأب الذي افتقده منذ صغري‏,‏ وبالفعل فقد أصبحت أكثر التزاما‏,‏ وحدثني هو عن رغبته في التقدم لخطبتي عند عودة أبي في اجازته‏,‏ وبعد فترة أبلغني باعتراض أهله الشديد علي ارتباطه بي للفارق الكبير بين العائلتين‏,‏ ثم تزوج من فتاة من أسرة صديقة لعائلته‏,‏ وشعرت بصدمة قوية هزت وجداني‏,‏ وأدركت أنه لم يكن حبا بل أي شيء آخر‏,‏

ورجعت لسابق عهدي في ارتداء الملابس إياها والماكياج وإظهار مفاتني ولاحظت فجأة خلال ذلك إعجاب أستاذي في الكلية الذي تعدي الخمسين من عمره بي ولفت نظري إليه ماقالته بعض زميلاتي أمامي من أنه لايرفع عينيه عني طوال المحاضرة وكأنني الطالبة الوحيدة في المدرج‏..‏ ثم حدث أن سلمت إليه في مكتبه بحثا كان قد طلبه من تلاميذه‏,‏ فأبدي اهتمامه الشديد بي ورغبته في مساعدتي‏,‏ وألح علي في حضور حفل الكلية السنوي‏,‏ ولم أكن أنوي حضوره‏,‏ فذهبت إليه والتقيت به فيه وقدمني إلي زوجته وأشاد بي أمامها‏,‏ ونوه بحبه الكبير لها‏!‏
واقترب الامتحان فتوجهت إليه في مكتبه لأسأله عن بعض ماغمض علي فهمه من المنهج‏,‏ فرحب بي بحرارة وشرح لي كل ما أردته ثم صمت وراح يتفحصني باهتمام شديد ثم قال لي انه كان يتمني لو أنني قد ظهرت في طريقه منذ‏15‏ عاما‏!‏ وسألني عن رقم تليفوني فأعطيته له وهممت بالانصراف فصافحني بحرارة واحتوي يدي بين يديه في حنان‏,‏ وانصرفت وقد شعرت بأنني قد استرددت بعض كرامتي التي أهدرت في حبي الأول‏,‏ وبعد انتهاء الامتحانات بدأ أستاذي يتصل بي تليفونيا بالساعات‏,‏ وفي بعض الأحيان كان يطلبني فترد عليه أمي ولا تنزعج من اتصاله بي باعتباره بمثابة أبي‏!‏

وفي الفصل الدراسي الثاني كنت قد أصبحت صديقة لزوجته بناء علي رغبته وتدبيره‏,‏ واعترف لك أنني كنت أشعر بسعادة خفية وأنا أتعامل مع زوجته وأشعر أنها مخدوعة في وفي زوجها‏,‏ كما أعترف لك بأنني أحببت هذا الشعور الداخلي بالانتصار عليها‏,‏ بل وبالسخرية الداخلية منها حين كانت تحدثني عن حب زوجها لي‏,‏ وأنا أعلم تماما أنه يحبني ويتحرق شوقا للارتباط بي وجاء اليوم الذي انتظرته منه وفاتحني في الزواج‏..‏ لكنني صدمت بأنه يعرض علي الزواج العرفي فرفضت ذلك بحدة‏,‏ وكنت قد علمت من زوجته أن أقل ضغط تمارسه عليه يجعله يستجيب لطلباتها‏,‏ فلقد قررت أن أستفيد من هذه الخبرة‏,‏ وانقطعت عن الذهاب إلي الكلية والرد علي اتصالاته التليفونية‏,‏ فجن جنونه وراح يسأل عني كل الصديقات‏,‏ واكتفيت بهذا القدر من الضغط عليه وعدت للكلية فوجدته ملهوفا علي‏,‏ وكان أول مافعله هو أن طلب الخروج معي‏,‏ وفي السيارة التي ركبتها معه بعد شيء من التردد انهمرت دموعه وطلب مني ألا أتخلي عنه‏..‏ وأعلن استعداده للزواج الشرعي مني ولكن بشكل سري‏.‏ وقبلت بذلك وتم زواجنا شرعيا في السر واستأجر شقة خارج المدينة التي نقيم فيها‏,‏

وبدأت أخرج من بيتي في الصباح بدعوي الذهاب إلي الكلية ثم أتوجه إلي هذه الشقة ويأتي هو إلي لنمارس حياتنا الزوجية في هذا العش البعيد وانتهي العام الدراسي وبدأ عام جديد وأنا أتصور أن علاقتنا سرية‏,‏ إلا أنني اكتشفت أن جميع أساتذة الكلية يعلمون بارتباطه بي‏,‏ وانه يتباهي بينهم بصولاته وجولاته معي‏,‏ كما علمت كذلك أن زوجي العزيز قد بدأ يكرر نفس اللعبة مع طالبة جميلة أخري لديه لا ترغب في الزواج منه لكنها لاتمانع في التساهل معه مقابل رعايته لها دراسيا‏!..‏ وما دفعني لأن أكتب إليك هذه الرسالة رغم علمي بما سوف ينالني منك من لوم شديد وربما أيضا الشعور تجاهي بالاحتقار‏,‏ هو أنني الآن حامل في شهري الثالث وقد فكرت بجدية في اجهاض نفسي ووافقني زوجي علي ذلك‏,‏ لكني أرجع فأري ذلك ذنبا عظيما‏..‏ وأتساءل علي الناحية الأخري لو أنني احتفظت بالجنين كيف سأواجه زوجة أستاذي التي أصبحت الآن بمساعدته صديقة لأمي‏,‏ وتعتبرني ابنة لها‏,‏ وكيف سأتصرف مع أمي وماذا أقول لها ولكل من حولي‏..‏ صحيح أنني زوجة شرعية‏..‏ لكن زوجي قد هددني بأنه اذا أعلنت زواجي منه فسوف ينكر أبوته لطفلي‏..‏ فماذا أفعل؟‏..‏ وفي النهاية فإن لدي نصيحة لكل الأمهات ألا يفعلن مع بناتهن مافعلته أمي معي‏,‏ فلقد دفعتني بغير قصد إلي الطريق الشائك‏,‏ واطمأنت إلي ذئب وضعتني معه في غرفة واحدة‏!‏


ولكاتبة هذه الرسالة المزعجة أقول‏:‏

أرجو ألا تكوني قد اخترت إبلاغ زوجة أستاذك بزواجك الشرعي منه عن طريق نشر رسالتك هذه في بريد الجمعة‏,‏ فالحق انني قد شككت في ذلك لبعض الوقت ولهذا فقد تعمدت التعمية علي ملامح شخصيتك وشخصية أستاذك ونوع دراستك لكيلا تستخدمي بريد الجمعة في تحقيق بعض أغراضك‏..‏ ويبقي بعد ذلك أن أناقش رسالتك وأن أرد علي تساؤلاتك محاولا بقدر الإمكان تحييد مشاعري تجاهك‏,‏ وأبدأ بأن أقول لك انه ليس لديك ماتخشينه كثيرا من أمك اذا علمت بما أوقعت نفسك فيه من الارتباط برجل متزوج يكبرك بحوالي‏35‏ عاما في زواج سري لايختلف كثيرا عن علاقة العشق لافتقاده ركن الاشهار‏,‏ وهو من أركان الزواج الشرعي الأساسية‏,‏ ذلك أن من تحث ابنتها علي اظهار مفاتن جسدها وتحضها علي ارتداء ماتسمينه بالملابس الساخنة‏,‏ لن يتجاوز غالبا رد فعلها لحمقك وتهورك واندفاعك إلي الارتباط بأستاذك المتزوج بغير علمها حدود اللوم الهاديء لك علي عدم اشراكها معك في تبريرك للارتباط بهذا الرجل وربما أبدت ـ ولها الحق في ذلك ـ أسفها لتجاهلك لها في هذا الأمر كله من البداية‏,‏ مع أنها لو علمت به وشاركت فيه في الوقت المناسب لربما كانت قد استطاعت أن تحصل لك علي شروط أفضل للزواج والارتباط بهذا الرجل‏!!‏ أما خشيتك من مواجهة الآخرين بما فعلت فلا معني لها أيضا ولا هي هم حقيقي لك ينبغي التوقف عنده‏,‏ لأن من تفعل مافعلت في سنها الصغيرة هذه لايتعذر عليها مواجهة أحد بما فعلت‏,‏ والمضي قدما فيه مرفوعة الرأس وكأنها لم تأت أمرا إدا ولم تفعل ماتستحق اللوم عليه‏!..‏ يبقي بعد ذلك مايستحق التحسب له بالفعل وهو أن تعرف زوجة أستاذك بزواجك منه سرا‏,‏ وتكتشف خديعتها الكبري فيمن كانت تعدها بمثابة الابنة الشابة لها‏,‏ وخديعتها الأكبر في زوجها الأستاذ الجامعي الوقور الذي لايتواني عن التنويه بحبه لها في كل مناسبة‏,‏ كما فعل معك في حفل الكلية‏,‏ فهذا هو الهم الحقيقي الوحيد الذي ينبغي أن تتحسبي له في هذه القصة المؤسفة كلها‏,‏ والحق أنني لا أقصد بهذا الهم حرجك الإنساني معها ولا احساسك تجاهها بالذنب‏,‏ أو شعورك الشديد بالخجل منها والاشفاق عليها‏,‏ لأنك والحمد لله لاتعانين من مثل هذه المشاعر الترفية التي يشقي بها آخرون من البشر‏,‏ وانما أقصد به تحسبك لما سوف يترتب علي انكشاف أمر زواجك من زوجها من زوابع وعواصف في حياته العائلية‏,‏ وما سوف يتعرض له هو من ضغوط إنسانية شديدة من زوجته وأهله قد تفلح في النهاية في دفعه للتخلص من ارتباطه بك‏,‏ وهو مايستحق أن تستعدي له بالفعل من الآن‏,‏ وخاصة وقد أثبتت لك التجربة أن زواجه منك لم يكن تتويجا لحب حقيقي قهار لايملك معه ارادته‏,‏

وانما كان كما أتصور استجابة متسرعة لرغبة حسية عارمة فيك والوسيلة الوحيدة التي أتيحت له لقضاء وطره منك بعد أن تعذر عليه قضاؤها بغير الزواج منك‏,‏ بدليل انه وقد نال منك مأربه وهدأت رغبته فيك قد بدأ يكرر نفس اللعبة مع زميلة أخري لك أكثر تساهلا معه منك وأقل تدبيرا وتخطيطا‏,‏ فلعله قد نقل إليها نظراته في المحاضرة وكأنما قد خلا المدرج إلا من غيرها‏..‏ ولعله يبكي الآن بين يديها طالبا الزواج العرفي منها اذا تعذر عليه بلوغ مأربه منها بغير ذلك‏.‏ والحق أيها السيدة الصغيرة انني لا أشعر تجاهك بأي تعاطف‏,‏ ولا أراك كما حاولت اقناعي في رسالتك ضحية لأستاذك‏,‏ ولهذا لم أستجب لرغبتك في أن يكون عنوانها هو ضحية أستاذها كما رغبت‏,‏ وانما أنت ضحية فساد القيم الأخلاقية السائدة في مجتمعك العائلي‏,‏ وضحية غياب الدين في حياتك الأسرية وخفوت صوته في دائرتها كما أنك ضحية غياب الأب عن القيام بدوره الجوهري في توجيهك وحثك علي الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية‏,‏ فلا عجب في أن تعدلي عن الحجاب والاحتشام في مظهرك عقب فشل تجربتك الأولي‏,‏ لأن حجابك لم يكن عن اقتناع داخلي لديك ولا نابعا عن وجدانك الديني‏,‏ وانما كان وسيلة لاغراء ذلك الشاب بالتقدم لخطبتك فما أن فشل التدبير والتخطيط حتي رجعت عنه بلا ندم‏

,‏ غير أنك لن تستفيدي للأسف من درس التجربة الأولي‏..‏ ولم تتعلمي حكمتها وهي أن الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية ويشعر بأنه يستطيع أن يأمن علي شرفه وعرضه معها‏..‏
وبدلا من استيعاب هذا الدرس الثمين والاهتداء بهديه في حياتك بعد ذلك‏,‏ فلقد شعرت للعجب بأن كرامتك قد جرحت وانك قد استرددت بعضها حين تأكدت من سطوة تأثيرك علي أستاذك‏,‏ فلقد سعيت أنت إليه في مكتبه بعد أن لاحظت افتتانه بك‏,‏ ورحبت باعطائه رقم تليفونك‏,‏ وتهللت لاتصالاته التليفونية الطويلة معك‏,‏ وهي الاتصالات التي لم تعترض عليها أمك للأسف استمرارا لسياستها الخاطئة المتساهلة في تربيتك‏,‏ واستفدت من خبرة زوجته في التعامل معه في الضغط عليه لكي يتزوجك‏,‏ وقبلت وهو الأخطر الزواج من رجل متزوج وله أبناء‏,‏ فكيف يمكن اعتبارك ضحية بريئة من كل اثم لسوء توجيه والدتك أو لمثل هذا الرجل؟‏..‏ صحيح أنه يتحمل الجانب الأكبر من المسئولية الأخلاقية عما انتهي إليه مصيرك الآن وأنت في الثانية والعشرين من عمرك كزوجة سرية لرجل يكبرها بـ‏35‏ عاما‏,‏ وصحيح أيضا أنه كان خليقا به أن يتعفف عن مغازلتك وملاحقتك والتحرش بك‏,‏ احتراما لنفسه وموقعه كأستاذ جامعي ولوضعه العائلي كزوج وأب‏,‏ لكن مسئوليتك أنت أيضا عن هذا المصير المؤسف جسيمة‏..‏ فلقد سعيت إليه في مكتبه بذرائع مختلفة لإحكام سيطرتك عليه بعد أن علمت عنه ضعفه معك‏,‏ ولم يكن سعيك إليه في مكتبه سوي دعوة ضمنية له لمغازلتك والمضي قدما في هذا الطريق الشائك‏.‏ والرجل أو المرأة لا يرمي أحدهما غالبا سهامه‏..‏ ويواصل الرماية بلا كلل إلا إلي من يأنس فيه ترحيبه ولو كان صامتا بهذه السهام الموجهة‏..‏ ولولا ذلك لانثني عن هدفه اذا وجد أن سهامه لم تصب الهدف‏.‏ ولقد نشرت رسالتك علي الرغم من استيائي لها عسي أن يستفيد بأخطائها غيرك من الشباب والأمهات والآباء‏,‏ لأننا نتعلم من أخطائنا بأكثر ما قد نتعلم أحيانا من اختياراتنا القويمة في الحياة‏,‏ ولقد تأملت طويلا ماحكيت عنه عما كنت تشعرين به من سعادة شريرة وأنت تمارسين خداع زوجة هذا الرجل التي تعاملت معك بحسن نية ولم تسيء إليك في شيء‏,‏ كما توقفت أيضا أمام ما كنت تشعرين به من سخرية داخلية تجاهها حين تحدثك بسلامة طويتها عما يكنه لها زوجها من حب‏..‏ فشكرا لك لأنك قد أطلعتنا علي مثل هذا الجانب السادي المظلم من النفس البشرية‏,‏ وأرجو أن تكوني قد تطهرت من بعضه‏..‏ حين علمت بأن هناك الآن من لعلها تشعر بمثل هذه السعادة الشريرة في باطنها وهي تري زوجك يتودد وتحس بانتصارها القريب عليك‏..‏ وفي النهاية فإني أقول لك انك يجب أن تصارحي أمك علي الفور بما فعلت بحياتك وأن تواجهي الأمر الواقع وتتحملي عواقبه بشجاعة وتحاولي تحجيم خسائره فالحق أن زواجك بهذا الرجل محكوم عليه بالفشل والانهيار طال العهد به أو قصر‏,‏ لأنه زواج غير متكافيء من ناحية السن ونواح أخري ولأنه زواج مؤقت كالنزوة العابرة التي ترشح صاحبها بعد انقضائها للندم بأكثر مما ترشحه للسعادة ودوام التجربة‏,‏ فأما الجنين الذي أثمرته هذه النزوة الخرقاء في حياتك‏,‏ فإن تهديد زوجك لك بانكاره أبوته له اذا أعلنت زواجك منه‏,‏ ليس سوي محاولة مكشوفة للضغط عليك لمنعك من إعلان هذا الزواج‏,‏ وتخويفك من عواقب ذلك‏,‏ لأن زواجك منه مادام شرعيا وموثقا فإن انكاره لأبوة هذا الجنين تهديد أجوف لايعتد به كثيرا‏,‏ ولن يغير من الواقع شيئا‏..‏ وأما عن تفكيرك في مصير هذا الجنين الذي لم يكمل بعد شهره الثالث‏..‏ فإني أنقل لك هنا ماجاء في كتاب بيان للناس الصادر عن الأزهر الشريف في مسألة الاجهاض‏,‏ وملخصه أن الحمل متي استقر في الرحم لمدة‏120‏ يوما أو أربعة أشهر فقد ثبت بالقرآن والسنة نفخ الروح فيه وبذلك يصير إنسانا له حقوق الإنسان الكاملة حتي لتجوز له الوصية والوقف عليه والميراث بعد موت مورثه وبذلك يكون من النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ويحرم اجهاضه إلا اذا دعت إلي ذلك ضرورة قهرية كأن يكون بقاء الحمل ضارا بحياة الحامل‏..‏الخ‏.‏ أما قبل نفخ الروح فيه فللفقهاء أربعة أقوال في الحكم عليه‏:‏
الأول‏:‏ الاباحة مطلقا من غير توقف علي وجود عذر‏,‏ وهو قول فقهاء الزيدية‏,‏ ويقرب منه قول فريق من فقهاء الحنفية‏,‏ وان قيده بعضهم بوجود العذر‏,‏ وهو أيضا مانقل عن بعض فقهاء الشافية وما يدل عليه كلام المالكية والحنابلة‏.‏
والثاني‏:‏ الاباحة لعذر والكراهة لعدم وجود العذر‏,‏ وهو ماتفيده أقوال فقهاء الأحناف وفريق من الشافعية‏.‏
والثالث‏:‏ الكراهة مطلقا وهو رأي بعض فقهاء المالكية‏.‏
والرابع‏:‏ الحرمة وهو الرأي المعتمد عند المالكية‏.‏
فحاولي أيتها السيدة الصغيرة أن تتعلمي درس التجربة وتصححي الأوضاع الخاطئة في حياتك وتبدئي صفحة جديدة منها خالية من مثل هذه المغامرات الطائشة والأفكار الخاطئة عن الحياة والحب والزواج‏..‏ والسلام‏.‏


عبد الوهاب مطاوع
بريد الجمعة ٣٠ يوليو ١٩٩٩

 

Sample Text

أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا



إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بتقوى الإله
فإن الإله سريع النقم

لسانك لا تذكر بها عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فقل يا عين للناس أعين

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله


فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *

وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *

هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها *

لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً *

يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ








My Blog List

Powered by Blogger.

Dreams Of An Inspired Mind: Muslim-ized

john cena
Subscribe to Feed


مدونة أفلا يتدبرون القرآن

john cena

My Blog List