Friday, August 28, 2009

الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية



لا تكونى رخيصة اخيتي

أن الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية ويشعر بأنه يستطيع أن يأمن علي شرفه وعرضه معها‏..‏


أكتب إليك هذه الرسالة وقد بلغ بي اليأس قمته‏,‏ فأنا طالبة جامعية عمري‏22‏ عاما وعلي درجة عالية من الجمال‏,‏ مما جعل كل من حولي وأمي بصفة خاصة يكيلون دائما المديح لجمالي‏..‏ حتي أدار الغرور رأسي ولم تكتف أمي بالاشادة بجمالي في كل مناسبة‏,‏ وانما راحت تدفعني أيضا إلي إظهار مفاتني وتشجعني علي ارتداء الملابس الساخنة‏!‏ وانني أعلن الآن مايدور في رأسك عني وأعرف أنك لابد تتساءل وأين أبي من كل ذلك؟‏..‏ وأجيبك بأنه منفصل عن أمي ويعمل باحدي الدول العربية ويرسل إلينا كل شهر مبلغا يغطي احتياجاتنا‏.‏

وعلي الرغم من جمالي وارتدائي للملابس المغرية إلا أنني كنت حريصة علي المحافظة علي نفسي‏,‏ ثم أحببت إنسانا يعمل عملا مرموقا‏,‏ وأحبني‏,‏ ودعاني إلي تغيير طريقة ملابسي ومكياجي وارتداء الحجاب فاسجبت له وكنت علي استعداد لأن أغير كل حياتي من أجله في مقابل ماشعرت به معه من حنان الأب الذي افتقده منذ صغري‏,‏ وبالفعل فقد أصبحت أكثر التزاما‏,‏ وحدثني هو عن رغبته في التقدم لخطبتي عند عودة أبي في اجازته‏,‏ وبعد فترة أبلغني باعتراض أهله الشديد علي ارتباطه بي للفارق الكبير بين العائلتين‏,‏ ثم تزوج من فتاة من أسرة صديقة لعائلته‏,‏ وشعرت بصدمة قوية هزت وجداني‏,‏ وأدركت أنه لم يكن حبا بل أي شيء آخر‏,‏

ورجعت لسابق عهدي في ارتداء الملابس إياها والماكياج وإظهار مفاتني ولاحظت فجأة خلال ذلك إعجاب أستاذي في الكلية الذي تعدي الخمسين من عمره بي ولفت نظري إليه ماقالته بعض زميلاتي أمامي من أنه لايرفع عينيه عني طوال المحاضرة وكأنني الطالبة الوحيدة في المدرج‏..‏ ثم حدث أن سلمت إليه في مكتبه بحثا كان قد طلبه من تلاميذه‏,‏ فأبدي اهتمامه الشديد بي ورغبته في مساعدتي‏,‏ وألح علي في حضور حفل الكلية السنوي‏,‏ ولم أكن أنوي حضوره‏,‏ فذهبت إليه والتقيت به فيه وقدمني إلي زوجته وأشاد بي أمامها‏,‏ ونوه بحبه الكبير لها‏!‏
واقترب الامتحان فتوجهت إليه في مكتبه لأسأله عن بعض ماغمض علي فهمه من المنهج‏,‏ فرحب بي بحرارة وشرح لي كل ما أردته ثم صمت وراح يتفحصني باهتمام شديد ثم قال لي انه كان يتمني لو أنني قد ظهرت في طريقه منذ‏15‏ عاما‏!‏ وسألني عن رقم تليفوني فأعطيته له وهممت بالانصراف فصافحني بحرارة واحتوي يدي بين يديه في حنان‏,‏ وانصرفت وقد شعرت بأنني قد استرددت بعض كرامتي التي أهدرت في حبي الأول‏,‏ وبعد انتهاء الامتحانات بدأ أستاذي يتصل بي تليفونيا بالساعات‏,‏ وفي بعض الأحيان كان يطلبني فترد عليه أمي ولا تنزعج من اتصاله بي باعتباره بمثابة أبي‏!‏

وفي الفصل الدراسي الثاني كنت قد أصبحت صديقة لزوجته بناء علي رغبته وتدبيره‏,‏ واعترف لك أنني كنت أشعر بسعادة خفية وأنا أتعامل مع زوجته وأشعر أنها مخدوعة في وفي زوجها‏,‏ كما أعترف لك بأنني أحببت هذا الشعور الداخلي بالانتصار عليها‏,‏ بل وبالسخرية الداخلية منها حين كانت تحدثني عن حب زوجها لي‏,‏ وأنا أعلم تماما أنه يحبني ويتحرق شوقا للارتباط بي وجاء اليوم الذي انتظرته منه وفاتحني في الزواج‏..‏ لكنني صدمت بأنه يعرض علي الزواج العرفي فرفضت ذلك بحدة‏,‏ وكنت قد علمت من زوجته أن أقل ضغط تمارسه عليه يجعله يستجيب لطلباتها‏,‏ فلقد قررت أن أستفيد من هذه الخبرة‏,‏ وانقطعت عن الذهاب إلي الكلية والرد علي اتصالاته التليفونية‏,‏ فجن جنونه وراح يسأل عني كل الصديقات‏,‏ واكتفيت بهذا القدر من الضغط عليه وعدت للكلية فوجدته ملهوفا علي‏,‏ وكان أول مافعله هو أن طلب الخروج معي‏,‏ وفي السيارة التي ركبتها معه بعد شيء من التردد انهمرت دموعه وطلب مني ألا أتخلي عنه‏..‏ وأعلن استعداده للزواج الشرعي مني ولكن بشكل سري‏.‏ وقبلت بذلك وتم زواجنا شرعيا في السر واستأجر شقة خارج المدينة التي نقيم فيها‏,‏

وبدأت أخرج من بيتي في الصباح بدعوي الذهاب إلي الكلية ثم أتوجه إلي هذه الشقة ويأتي هو إلي لنمارس حياتنا الزوجية في هذا العش البعيد وانتهي العام الدراسي وبدأ عام جديد وأنا أتصور أن علاقتنا سرية‏,‏ إلا أنني اكتشفت أن جميع أساتذة الكلية يعلمون بارتباطه بي‏,‏ وانه يتباهي بينهم بصولاته وجولاته معي‏,‏ كما علمت كذلك أن زوجي العزيز قد بدأ يكرر نفس اللعبة مع طالبة جميلة أخري لديه لا ترغب في الزواج منه لكنها لاتمانع في التساهل معه مقابل رعايته لها دراسيا‏!..‏ وما دفعني لأن أكتب إليك هذه الرسالة رغم علمي بما سوف ينالني منك من لوم شديد وربما أيضا الشعور تجاهي بالاحتقار‏,‏ هو أنني الآن حامل في شهري الثالث وقد فكرت بجدية في اجهاض نفسي ووافقني زوجي علي ذلك‏,‏ لكني أرجع فأري ذلك ذنبا عظيما‏..‏ وأتساءل علي الناحية الأخري لو أنني احتفظت بالجنين كيف سأواجه زوجة أستاذي التي أصبحت الآن بمساعدته صديقة لأمي‏,‏ وتعتبرني ابنة لها‏,‏ وكيف سأتصرف مع أمي وماذا أقول لها ولكل من حولي‏..‏ صحيح أنني زوجة شرعية‏..‏ لكن زوجي قد هددني بأنه اذا أعلنت زواجي منه فسوف ينكر أبوته لطفلي‏..‏ فماذا أفعل؟‏..‏ وفي النهاية فإن لدي نصيحة لكل الأمهات ألا يفعلن مع بناتهن مافعلته أمي معي‏,‏ فلقد دفعتني بغير قصد إلي الطريق الشائك‏,‏ واطمأنت إلي ذئب وضعتني معه في غرفة واحدة‏!‏


ولكاتبة هذه الرسالة المزعجة أقول‏:‏

أرجو ألا تكوني قد اخترت إبلاغ زوجة أستاذك بزواجك الشرعي منه عن طريق نشر رسالتك هذه في بريد الجمعة‏,‏ فالحق انني قد شككت في ذلك لبعض الوقت ولهذا فقد تعمدت التعمية علي ملامح شخصيتك وشخصية أستاذك ونوع دراستك لكيلا تستخدمي بريد الجمعة في تحقيق بعض أغراضك‏..‏ ويبقي بعد ذلك أن أناقش رسالتك وأن أرد علي تساؤلاتك محاولا بقدر الإمكان تحييد مشاعري تجاهك‏,‏ وأبدأ بأن أقول لك انه ليس لديك ماتخشينه كثيرا من أمك اذا علمت بما أوقعت نفسك فيه من الارتباط برجل متزوج يكبرك بحوالي‏35‏ عاما في زواج سري لايختلف كثيرا عن علاقة العشق لافتقاده ركن الاشهار‏,‏ وهو من أركان الزواج الشرعي الأساسية‏,‏ ذلك أن من تحث ابنتها علي اظهار مفاتن جسدها وتحضها علي ارتداء ماتسمينه بالملابس الساخنة‏,‏ لن يتجاوز غالبا رد فعلها لحمقك وتهورك واندفاعك إلي الارتباط بأستاذك المتزوج بغير علمها حدود اللوم الهاديء لك علي عدم اشراكها معك في تبريرك للارتباط بهذا الرجل وربما أبدت ـ ولها الحق في ذلك ـ أسفها لتجاهلك لها في هذا الأمر كله من البداية‏,‏ مع أنها لو علمت به وشاركت فيه في الوقت المناسب لربما كانت قد استطاعت أن تحصل لك علي شروط أفضل للزواج والارتباط بهذا الرجل‏!!‏ أما خشيتك من مواجهة الآخرين بما فعلت فلا معني لها أيضا ولا هي هم حقيقي لك ينبغي التوقف عنده‏,‏ لأن من تفعل مافعلت في سنها الصغيرة هذه لايتعذر عليها مواجهة أحد بما فعلت‏,‏ والمضي قدما فيه مرفوعة الرأس وكأنها لم تأت أمرا إدا ولم تفعل ماتستحق اللوم عليه‏!..‏ يبقي بعد ذلك مايستحق التحسب له بالفعل وهو أن تعرف زوجة أستاذك بزواجك منه سرا‏,‏ وتكتشف خديعتها الكبري فيمن كانت تعدها بمثابة الابنة الشابة لها‏,‏ وخديعتها الأكبر في زوجها الأستاذ الجامعي الوقور الذي لايتواني عن التنويه بحبه لها في كل مناسبة‏,‏ كما فعل معك في حفل الكلية‏,‏ فهذا هو الهم الحقيقي الوحيد الذي ينبغي أن تتحسبي له في هذه القصة المؤسفة كلها‏,‏ والحق أنني لا أقصد بهذا الهم حرجك الإنساني معها ولا احساسك تجاهها بالذنب‏,‏ أو شعورك الشديد بالخجل منها والاشفاق عليها‏,‏ لأنك والحمد لله لاتعانين من مثل هذه المشاعر الترفية التي يشقي بها آخرون من البشر‏,‏ وانما أقصد به تحسبك لما سوف يترتب علي انكشاف أمر زواجك من زوجها من زوابع وعواصف في حياته العائلية‏,‏ وما سوف يتعرض له هو من ضغوط إنسانية شديدة من زوجته وأهله قد تفلح في النهاية في دفعه للتخلص من ارتباطه بك‏,‏ وهو مايستحق أن تستعدي له بالفعل من الآن‏,‏ وخاصة وقد أثبتت لك التجربة أن زواجه منك لم يكن تتويجا لحب حقيقي قهار لايملك معه ارادته‏,‏

وانما كان كما أتصور استجابة متسرعة لرغبة حسية عارمة فيك والوسيلة الوحيدة التي أتيحت له لقضاء وطره منك بعد أن تعذر عليه قضاؤها بغير الزواج منك‏,‏ بدليل انه وقد نال منك مأربه وهدأت رغبته فيك قد بدأ يكرر نفس اللعبة مع زميلة أخري لك أكثر تساهلا معه منك وأقل تدبيرا وتخطيطا‏,‏ فلعله قد نقل إليها نظراته في المحاضرة وكأنما قد خلا المدرج إلا من غيرها‏..‏ ولعله يبكي الآن بين يديها طالبا الزواج العرفي منها اذا تعذر عليه بلوغ مأربه منها بغير ذلك‏.‏ والحق أيها السيدة الصغيرة انني لا أشعر تجاهك بأي تعاطف‏,‏ ولا أراك كما حاولت اقناعي في رسالتك ضحية لأستاذك‏,‏ ولهذا لم أستجب لرغبتك في أن يكون عنوانها هو ضحية أستاذها كما رغبت‏,‏ وانما أنت ضحية فساد القيم الأخلاقية السائدة في مجتمعك العائلي‏,‏ وضحية غياب الدين في حياتك الأسرية وخفوت صوته في دائرتها كما أنك ضحية غياب الأب عن القيام بدوره الجوهري في توجيهك وحثك علي الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية‏,‏ فلا عجب في أن تعدلي عن الحجاب والاحتشام في مظهرك عقب فشل تجربتك الأولي‏,‏ لأن حجابك لم يكن عن اقتناع داخلي لديك ولا نابعا عن وجدانك الديني‏,‏ وانما كان وسيلة لاغراء ذلك الشاب بالتقدم لخطبتك فما أن فشل التدبير والتخطيط حتي رجعت عنه بلا ندم‏

,‏ غير أنك لن تستفيدي للأسف من درس التجربة الأولي‏..‏ ولم تتعلمي حكمتها وهي أن الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية ويشعر بأنه يستطيع أن يأمن علي شرفه وعرضه معها‏..‏
وبدلا من استيعاب هذا الدرس الثمين والاهتداء بهديه في حياتك بعد ذلك‏,‏ فلقد شعرت للعجب بأن كرامتك قد جرحت وانك قد استرددت بعضها حين تأكدت من سطوة تأثيرك علي أستاذك‏,‏ فلقد سعيت أنت إليه في مكتبه بعد أن لاحظت افتتانه بك‏,‏ ورحبت باعطائه رقم تليفونك‏,‏ وتهللت لاتصالاته التليفونية الطويلة معك‏,‏ وهي الاتصالات التي لم تعترض عليها أمك للأسف استمرارا لسياستها الخاطئة المتساهلة في تربيتك‏,‏ واستفدت من خبرة زوجته في التعامل معه في الضغط عليه لكي يتزوجك‏,‏ وقبلت وهو الأخطر الزواج من رجل متزوج وله أبناء‏,‏ فكيف يمكن اعتبارك ضحية بريئة من كل اثم لسوء توجيه والدتك أو لمثل هذا الرجل؟‏..‏ صحيح أنه يتحمل الجانب الأكبر من المسئولية الأخلاقية عما انتهي إليه مصيرك الآن وأنت في الثانية والعشرين من عمرك كزوجة سرية لرجل يكبرها بـ‏35‏ عاما‏,‏ وصحيح أيضا أنه كان خليقا به أن يتعفف عن مغازلتك وملاحقتك والتحرش بك‏,‏ احتراما لنفسه وموقعه كأستاذ جامعي ولوضعه العائلي كزوج وأب‏,‏ لكن مسئوليتك أنت أيضا عن هذا المصير المؤسف جسيمة‏..‏ فلقد سعيت إليه في مكتبه بذرائع مختلفة لإحكام سيطرتك عليه بعد أن علمت عنه ضعفه معك‏,‏ ولم يكن سعيك إليه في مكتبه سوي دعوة ضمنية له لمغازلتك والمضي قدما في هذا الطريق الشائك‏.‏ والرجل أو المرأة لا يرمي أحدهما غالبا سهامه‏..‏ ويواصل الرماية بلا كلل إلا إلي من يأنس فيه ترحيبه ولو كان صامتا بهذه السهام الموجهة‏..‏ ولولا ذلك لانثني عن هدفه اذا وجد أن سهامه لم تصب الهدف‏.‏ ولقد نشرت رسالتك علي الرغم من استيائي لها عسي أن يستفيد بأخطائها غيرك من الشباب والأمهات والآباء‏,‏ لأننا نتعلم من أخطائنا بأكثر ما قد نتعلم أحيانا من اختياراتنا القويمة في الحياة‏,‏ ولقد تأملت طويلا ماحكيت عنه عما كنت تشعرين به من سعادة شريرة وأنت تمارسين خداع زوجة هذا الرجل التي تعاملت معك بحسن نية ولم تسيء إليك في شيء‏,‏ كما توقفت أيضا أمام ما كنت تشعرين به من سخرية داخلية تجاهها حين تحدثك بسلامة طويتها عما يكنه لها زوجها من حب‏..‏ فشكرا لك لأنك قد أطلعتنا علي مثل هذا الجانب السادي المظلم من النفس البشرية‏,‏ وأرجو أن تكوني قد تطهرت من بعضه‏..‏ حين علمت بأن هناك الآن من لعلها تشعر بمثل هذه السعادة الشريرة في باطنها وهي تري زوجك يتودد وتحس بانتصارها القريب عليك‏..‏ وفي النهاية فإني أقول لك انك يجب أن تصارحي أمك علي الفور بما فعلت بحياتك وأن تواجهي الأمر الواقع وتتحملي عواقبه بشجاعة وتحاولي تحجيم خسائره فالحق أن زواجك بهذا الرجل محكوم عليه بالفشل والانهيار طال العهد به أو قصر‏,‏ لأنه زواج غير متكافيء من ناحية السن ونواح أخري ولأنه زواج مؤقت كالنزوة العابرة التي ترشح صاحبها بعد انقضائها للندم بأكثر مما ترشحه للسعادة ودوام التجربة‏,‏ فأما الجنين الذي أثمرته هذه النزوة الخرقاء في حياتك‏,‏ فإن تهديد زوجك لك بانكاره أبوته له اذا أعلنت زواجك منه‏,‏ ليس سوي محاولة مكشوفة للضغط عليك لمنعك من إعلان هذا الزواج‏,‏ وتخويفك من عواقب ذلك‏,‏ لأن زواجك منه مادام شرعيا وموثقا فإن انكاره لأبوة هذا الجنين تهديد أجوف لايعتد به كثيرا‏,‏ ولن يغير من الواقع شيئا‏..‏ وأما عن تفكيرك في مصير هذا الجنين الذي لم يكمل بعد شهره الثالث‏..‏ فإني أنقل لك هنا ماجاء في كتاب بيان للناس الصادر عن الأزهر الشريف في مسألة الاجهاض‏,‏ وملخصه أن الحمل متي استقر في الرحم لمدة‏120‏ يوما أو أربعة أشهر فقد ثبت بالقرآن والسنة نفخ الروح فيه وبذلك يصير إنسانا له حقوق الإنسان الكاملة حتي لتجوز له الوصية والوقف عليه والميراث بعد موت مورثه وبذلك يكون من النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ويحرم اجهاضه إلا اذا دعت إلي ذلك ضرورة قهرية كأن يكون بقاء الحمل ضارا بحياة الحامل‏..‏الخ‏.‏ أما قبل نفخ الروح فيه فللفقهاء أربعة أقوال في الحكم عليه‏:‏
الأول‏:‏ الاباحة مطلقا من غير توقف علي وجود عذر‏,‏ وهو قول فقهاء الزيدية‏,‏ ويقرب منه قول فريق من فقهاء الحنفية‏,‏ وان قيده بعضهم بوجود العذر‏,‏ وهو أيضا مانقل عن بعض فقهاء الشافية وما يدل عليه كلام المالكية والحنابلة‏.‏
والثاني‏:‏ الاباحة لعذر والكراهة لعدم وجود العذر‏,‏ وهو ماتفيده أقوال فقهاء الأحناف وفريق من الشافعية‏.‏
والثالث‏:‏ الكراهة مطلقا وهو رأي بعض فقهاء المالكية‏.‏
والرابع‏:‏ الحرمة وهو الرأي المعتمد عند المالكية‏.‏
فحاولي أيتها السيدة الصغيرة أن تتعلمي درس التجربة وتصححي الأوضاع الخاطئة في حياتك وتبدئي صفحة جديدة منها خالية من مثل هذه المغامرات الطائشة والأفكار الخاطئة عن الحياة والحب والزواج‏..‏ والسلام‏.‏


عبد الوهاب مطاوع
بريد الجمعة ٣٠ يوليو ١٩٩٩

 

Sample Text

أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا



إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بتقوى الإله
فإن الإله سريع النقم

لسانك لا تذكر بها عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فقل يا عين للناس أعين

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله


فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *

وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *

هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها *

لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً *

يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ








My Blog List

Powered by Blogger.

Dreams Of An Inspired Mind: Muslim-ized

john cena
Subscribe to Feed


مدونة أفلا يتدبرون القرآن

john cena

My Blog List

Blog Archive