Saturday, August 29, 2009

إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له من العمل ما كان يعمله مقيماً صحيحاً


قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: (إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له من العمل ما كان يعمله مقيماً صحيحاً) وهذا من أجمل الأحاديث ومن أكثرها بشرى. فلو كنت مثلاً: تقوم الليل أو تصوم التطوع فمرضت ولم تستطع أن تفعل هذه الطاعات أو تصل رحمك أو تمشي في فعل الخيرات كل طاعة كنت تفعلها وأنت صحيح وأنت في الحضر فعرض لك عارض إما مرض أو سفر يعطيك الله تبارك وتعالى من الأجر كما لو كنت تفعله. إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له من الأجر ما كان يعمله صحيحاً مقيماً، وهذا من تمام رحمة الله تبارك وتعالى لهذه الأمة ومضاعفة الثواب لها، برغم أنها لم تعمل، لكن هذا الحديث منوط بالذي يعمل، فلو أن رجلاً لم يكن من دأبه الحرص على هذه الطاعات ومرض، لا يكتب له أجر الذي كان يقوم ويصوم ثم يمرض؛ لأن الأول متكاسل فلا يؤجر في حال العجز عن كسله في حال القدرة، بخلاف الذي منعه مرض، وكان في حال القدرة يفعل، ففي حال العجز الله تبارك وتعالى أكرم

تلك الايام نداولها بين الناس



الدهر يومان ذا أمن وذا خطر

والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف

وتستقر بأقصى قاعه الدرر

وفي السماء نجوم لا عداد لها

وليس يكسف إلا الشمس والقمر



توكلت في رزقي على الله خـالقي

وأيقنـت أن الله لا شك رازقي

وما يكُ من رزقي فليـس يفوتني

ولو كان في قاع البحار العوامق

سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه

ولو، لم يكن من اللسـان بناطق

ففي اي شيء تذهب النفس حسرة

وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق




Friday, August 28, 2009

والله ما عارف اضحك ولا ابكي



Life so messed up and everone no matter what think he is right and ever one else wrong !!

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا...الحياة ديون والزمن دوار


أنا مهندسة شابة علي قدر من الجمال نشأت في أسرة متوسطة وكنت أول طفلة في عائلتي فتمتعت بعطف الأسرة وتدليلها الزائد لي‏,‏ حتي تعودت أن آمر فأطاع وإلا غضبت وتعذر إرضائي إلا بصعوبة شديدة‏,‏ كما ساعدني علي هذا الدلال كذلك تفوقي الدراسي والتحاقي باحدي كليات القمة‏,‏

وخلال فترة الدراسة تعرفت علي معيد شاب يكبرني بخمس سنوات‏,‏ فأحببته بجنون وفرضت حوله أسوارا من الممنوعات والمحظورات خوفا من ان تأخذه مني فتاة أخري أو يرحل عن الحياة‏,‏ ابتداء من تعليماتي المشددة له بألا يعبر الطريق إلا اذا كان خاليا‏,‏ الي تحريمي عليه ان يتبسط في الحديث مع اي فتاة أو زميله له في العمل الحكومي أو في المكتب الاستشاري الذي يعمل به في المساء‏,‏ وياويله مني لو فاجأته في المكتب فوجدته يتحدث مع زميلة له‏,‏ إذن فهي النار التي لا يطفئها سوي تركه للعمل في هذا المكتب نهائيا‏,‏ مهما كان دخله منه‏.‏ وتكررت هذه القصة كثيرا حتي لم يعد يستقر في اي مكتب سوي بضعة شهور واحيانا أسابيع‏,‏ وحتي رفضته بعض المكاتب لعدم استقراره في العمل

وعلي هذا النحو مضت فترة خطبتي له ثم تزوجنا وتكررت مواقف الشك فيه والغيرة عليه‏,‏ فكنت أشك في كل اتصال تليفوني يتلقاه‏..‏ وكل ورقة أجدها في جيبه أو حقيبته ولا أفهم فحواها‏,‏ وأحاصره حين يرجع من عمله مرهقا بالأسئلة والاستجوابات المضنية إلي ما لا نهاية‏.‏

وأنجبت طفلة جميلة‏..‏ والحال مازال علي ما هو عليه‏,‏ ثم زاد شكي فيه حين أبلغني بعض الزملاء انه شوهد يسير في الشارع في احد الايام مع زميلة له في آخر مكتب هندسي قبله للعمل فيه‏..‏ ولاحقته بالتحريات واستجواب زملائه في المكتب حتي هيأ لي شيطاني انه لابد أن يكون قد أخطأ مع هذه الزميلة‏,‏ فافتعلت معه مشاجرة عنيفة وأخذت طفلتي وعدت الي بيت أهلي‏,‏ وبغير أي محاولة للتفاهم معه بدأت في شن حربي الشرسة ضده‏,‏
ابتداء من رفع دعوي قضائية ضده واتهامه بتبديد أثاثي الي رفع دعاوي النفقة‏,‏ الي تشويه سمعته في عمله بالمكتب الهندسي وعمله الحكومي الي اتهامه بكل مالا يخطر علي البال من اتهامات‏,‏ وكل ذلك وهو لا يكف عن محاولة اعادتي الي بيته مرة أخري واسترضائي والتفاهم معي‏,‏ لكني كنت قد تحجرت امام مطلب واحد هو الطلاق والحصول علي كل حقوقي بلا تنازل عن اي شيء مهما كان ولم أترك وسيلة مادية او معنوية لايذاء زوجي إلا واستخدمتها وكل ذلك وهو صابر ويكتفي بالدفاع عن نفسه ومحاولة دفع الاتهامات الظالمة عنه دون أي محاولة لايذائي‏.‏

وخلال انهماكي في قيادة هذه المعركة الضارية ضد زوجي تقرب الي كثيرون من الزملاء يريدون الزواج مني بعد نجاحي في الحصول علي الطلاق‏,‏ فقوي ذلك من شوكتي وزادني اصرارا علي مواصلة الحرب حتي النصر‏!‏

واخيرا حصلت علي الطلاق وفزت بالاحكام القضائية التي أردتها‏..‏ وتلقيت التهاني من الأهل والصديقات‏,‏ وشعرت بنشوة النصر‏..‏ وبدت أفكر في المستقبل فانتظرت انقضاء فترة العدة لكي أبدأ في اختيار واحد من الذين يحومون حولي ويرغبون في الزواج مني للارتباط به‏,‏ وبدأت أقارن بين مميزات كل منهم وعيوبه‏..‏ وأفكر بعمق في ذلك لكيلا اكرر التجربة الفاشلة في حياتي‏,‏ ولكي أحصل علي أفضل الشروط والظروف لحياتي الجديدة‏..‏ وبدأت أتهيأ لاستقبال عروض الزواج والمفاضلة بينها‏.‏

فاذا بالذين كانوا يتنافسون علي الفوز بي خلال انشغالي بالمعركة الطاحنة‏,‏ يبتعدون عني واحدا بعدالآخر بمجرد حصولي علي الطلاق‏..,‏ واذا بأحدهم يقولها لي بصراحة إنه كان يريد صداقتي فقط وليس الزواج مني‏,‏ اذ ماذا يجبره علي الزواج من مطلقة ولديها طفلة‏!‏

وبعد عشرة شهور فقط من حصول علي الطلاق رحل أبي فجأة عن الحياة رحمه الله وسامحه فيما جناه علي‏..‏ إذ لم ينهني يوما عن شيء مما فعلته ولم يفتح عيني علي حقائق الحياة التي أدركها بخبرته‏,‏ وبدلا من أن يرشدني للحق والعدل في معركتي مع زوجي كان يساعدني عليه بحيل وأفكار شيطانية‏.‏

ومضي العام تلو العام‏..‏ فضمد زوجي السابق جراحه ورمم حياته التي حطمتها له تحطيما وتزوج من أخري
وتحسنت احواله المادية تدريجيا حتي استطاع شراء شقة جديدة وسيارة جديدة وقام بأداء فريضة الحج مع زوجته مرتين وانجب منها البنين‏,‏

اما أنا فلقد طردني أخي من شقة ابي لكي يتزوج فيها وانتهي بي المطاف لان أحيا وحيدة مع طفلتي التي تبلغ من العمر الآن تسع سنوات في شقة صغيرة بالايجار‏,‏ وقد أصيبت ابنتي بحالة من الاكتئاب والتبول اللاإرادي وتعذبني دائما بتساؤلاتها المريرة‏..‏ لماذا يكون لكل صديقاتها آباء وهي وحدها بينهن التي بلا أب‏.‏ وذلك بالرغم من أن اباها يراها مرتين كل اسبوع ويصطحبها معه الي المصيف والرحلات القصيرة‏.‏

وإني أكتب لك هذه الرسالة لكي اقول لكل انسانه علي وشك الانفصال عن زوجها‏,‏ انني وبكل كبريائي أقبل الآن ان يعود الي زوجي ولو ضربني كل يوم‏,‏ وأقبل به ولو عرف امرأة مختلفة كل يوم‏,‏ وأقبل به كذلك ولو رفض حتي ان يكلمني أو يجالسني‏,‏ لكي أحس فقط بالأسرة‏,‏ وبأننا أب وأم واطفال‏,‏ واناشد كل زوجة وكل زوج ان يعبرا علي شركة الحياة وان يسعي كل منهما لحل مشكلاته بالصبر والتفاهم والامل في المستقبل‏..‏ وانصح كل زوجة بإن تقرب زوجها منها وان تعبر علي مالا يرضيها منه الآن لانه قد يتحسن للافضل في الغد‏..‏ فان لم يتحقق ذلك فهذا أفضل لها كثيرا من الوحدة والندم اللذين اتجرع مرارتهما الآن‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏

يشغلني دائما حين أقرأ رسالة مماثلة لرسالتك هذه سؤال غريب أتأمله طويلا ولا أصل عادة الي جواب شاف له ـ وهو‏:‏ لماذا يحتاجه الانسان دائما إلي ان تنزل به النازلات كثيرا ما يدرك خطأ مواقفه السابقة التي طالما اصر عليها من قبل واستمسك بها ورأي أنها الحق‏..‏ الذي لا يأتيه الباطل من شماله أو يمينه‏,‏ وكم من السنين يحتاجه المرء لكي يكتشف أخطاءه ويري خطل مواقفه السابقة فينهض لإصلاح الأخطاء وأداء الحقوق لمن ظلمهم خلال اعتزازه بنفسه وقوته واقتناعه المطلق بصحة موقفه‏.‏

إن السعداء من البشر هم الذين تهديهم حكمتهم الي اكتشاف أخطائهم والتسليم بها بلا مكابرة في المدي الزمني القريب الذي يسمح لهم بالاعتذار عنها وإصلاح آثارها بغير أن يخسروا الكثير‏,‏ والتعساء منهم هم من لا يرون الحق حقا إلا بعد أن يتعذر عليهم إصلاح الأخطاء وتدارك المواقف‏,‏ فيدفعون الضرائب الباهظة من حياتهم وأمانهم‏..‏ وسعادتهم‏.‏

ونحن كثيرا ما نقول لأنفسنا انه لو رجعت بنا الأيام الي الوراء لما فعلنا كذا وما استمسكنا بكذا وكذا من مواقفنا السابقة وآرائنا‏,‏ ونحن نحن نفس البشر حين استمسكنا بهذه المواقف ودافعنا عنها باستماتة في وجه الآخرين‏,‏ ونحن نحن البشر حين أدركنا الآن كم كنا جهلاء وحمقي وقصار النظر حين صممنا آذاننا عن كل نصيحة وتصورنا ان موقفنا أو اختيارنا هو الحق الذي لا يدانيه حقه‏,‏ وأن الآخرين هم المخطئون الذين لا شبهة في خطلهم وخطئهم‏,‏ فما الذي تغير فينا وغير من مواقفنا وأفكارنا وآرائنا؟ إنها تجربة الأيام وحكمة السنين التي تضنن غالبا بدورتها علي من لم يدفع ثمنها الغالي من حياته وتجاربه‏.‏

فهل كنت تتصورين ذات يوم يا سيدتي وأنت تقودين المعركة الطاحنة ضد زوجك في المحاكم وترفضين كل محاولات الصلح أو التفاهم إنه سوف يجيء اليوم الذي تعترفين فيه بجنايتك علي نفسك وزوجك وطفلتك‏,‏ وبخطأ موقفك من شريك الحياة من البداية الي النهاية ومادام الحال هكذا‏..‏ وما كان يبدو لنا هو الصواب الذي لا يأتيه الخطأ من فوقه أو تحته‏,‏ قد يصبح بعد بضع سنوات هو عين الخطأ نفسه ونشعر بالندم المرير عليه ـ‏,‏ فلماذا لا يبدي أحدنا وهو في عنفوان تمسكه برأيه وموقفه أي استعداد لمراجعة نفسه وتأمل مواقفه ومواقف الآخرين ومحاولة تحري العدل فيها‏.‏
ولماذا نتهلل للخلاف من أول بادرة فنقفز علي الفور الي مياهه العميقة ونخوض المعارك الضارية ضد من اختلفنا معهم بلا أي اعتبار لسابق مودتنا لهم أو مودتهم لنا أو لما يربطنا بهم من روابط إنسانية‏.‏

لقد كتبت رسالتك هذه يا سيدتي وأنت في حالة صدق مع النفس‏,‏ حبذا لو استشعرها الانسان دائما لكي يعترف بأخطائه ويتعلم دروسها ويبرأ من حقوق من ظلمهم خلال معاركه الضارية معهم‏..‏
فلقد ادركت انك وأنت من أحببت زوجك السابق بجنون كما تقولين‏,‏ قد حطمته حياتك معه بغيرتك المفرطة عليه‏,‏ وشكوكك الدائمة فيه واعتيادك بأثر تنشئتك الخاطئة وتدليلك المفرط ان تأمري فيستجاب لك بلا مناقشة‏,‏ فلعلك قد تعلمت الآن درس التجربة الذي يقول إن الحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة الزوجية ونجاحها مالم يرافقه الفهم وحسن الإدراك والاتزان والانصاف وحسن المعاشرة واتحاد الأهداف‏,‏ ولعلك ادركت الآن أيضا ان الحياة ديون‏,‏ وأننا نحاول دائما ان نحتمي من ظلم الايام لنا‏,‏ بألا نظلم أحدا ولا نفتري علي أحد‏,‏ وبألا تدركنا نشوة النصر الظالم علي من نعرف جيدا في قرارة انفسنا حقيقة ظلمنا له وأنه لم يكن يستحق منا بعض ما فعلنا به‏..‏ فلا عجب إذن يا سيدت ان تعوض الحياة زوجك عن ظلمك له‏,‏ وأن تبدله زوجة أخري ترعي مودته وتحرص عليه‏,‏ ويحيا معها آمنا مستقرا‏,‏ ولا عجب أيضا ان يبدله الله من حياته التي تعترفين بانك قد نجحت في تحطيمها ماديا ومعنويا‏,‏ حياة جديدة أفضل وأنجح وأوفر ثمرة‏.‏

كما لعلك ايضا قد تعلمت أهم دروس هذه التجربة وهو الفارق الهائل بين من يحومون حول امرأة متزوجة بهدف الفوز بها كصديقة‏,‏ وبين من يرغبون حقا وصدقا في الارتباط بها والزواج منها‏..‏

فلقد فات عليك للأسف إدراك هذا الفارق فقويت شوكتك علي زوجك الذي لم يكن يرغب في فراقك حتي اللحظة الأخيرة‏,‏ بهؤلاء الذين تخلوا عنك بمجرد ان زال عنك قيد الزوجية‏.‏
ولو أنك أمعنت النظر الآن في الأمر كله‏,‏ لأدركت ان أحد اسباب نفور هؤلاء الرجال من التفكير فيك كزوجة بمجرد انتصارك الشامل في معركتك الضارية ضد زوجك السابق‏,‏ هو هذه المعركة نفسها‏!‏ ولا غرابة في ذلك لأن من تخوض مثل هذه المعركة بالحق والباطل ضد من أحبته من قبل بجنون وأنجبت منه طفلة صغيرة‏,‏ وتستخدم فيها كما تقولين الأفكار والحيل الشيطانية التي يساعدها بها والدها ضده‏,‏ من تفعل ذلك يا سيدتي لا يأمن غالبا الرجل للارتباط بها اذا اقترب منها خلال قيادتها لهذه المعركة ولمس عن قرب ضراوة عداوتها ولدد خصومتها حتي ولو كان غارقا في حبها فلعل ذلك يكون ايضا أحد دروس تجربتك التي تدعين الآخريات والآخرين الي الاستفادة بها فلا يفجر احدهم في الخصومة فينفر منه من يحيطون به خوفا من ان تطولهم سهامه ذات يوم وهو من خبروا عنه انه لا يرعي حقا ولا ينفر من باطل‏.‏
وختاما فإني أشكرك علي صدقك مع نفسك وعلي رغبتك المخلصة في ان تضعي تجربتك أمام الآخرين ليستفيدوا بدروسها ويتفادوا اشواكها وأرجو لك ولطفلتك الصغيرة ان تعوضكما الحياة عما تعانيان وتمسح علي جراحكما وتبدل من أمركما خيرا بإذن الله‏..‏ والسلام‏.‏

عبد الوهاب مطاوع بريد الجمعة ٦ اغسطس ١٩٩٩

الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية



لا تكونى رخيصة اخيتي

أن الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية ويشعر بأنه يستطيع أن يأمن علي شرفه وعرضه معها‏..‏


أكتب إليك هذه الرسالة وقد بلغ بي اليأس قمته‏,‏ فأنا طالبة جامعية عمري‏22‏ عاما وعلي درجة عالية من الجمال‏,‏ مما جعل كل من حولي وأمي بصفة خاصة يكيلون دائما المديح لجمالي‏..‏ حتي أدار الغرور رأسي ولم تكتف أمي بالاشادة بجمالي في كل مناسبة‏,‏ وانما راحت تدفعني أيضا إلي إظهار مفاتني وتشجعني علي ارتداء الملابس الساخنة‏!‏ وانني أعلن الآن مايدور في رأسك عني وأعرف أنك لابد تتساءل وأين أبي من كل ذلك؟‏..‏ وأجيبك بأنه منفصل عن أمي ويعمل باحدي الدول العربية ويرسل إلينا كل شهر مبلغا يغطي احتياجاتنا‏.‏

وعلي الرغم من جمالي وارتدائي للملابس المغرية إلا أنني كنت حريصة علي المحافظة علي نفسي‏,‏ ثم أحببت إنسانا يعمل عملا مرموقا‏,‏ وأحبني‏,‏ ودعاني إلي تغيير طريقة ملابسي ومكياجي وارتداء الحجاب فاسجبت له وكنت علي استعداد لأن أغير كل حياتي من أجله في مقابل ماشعرت به معه من حنان الأب الذي افتقده منذ صغري‏,‏ وبالفعل فقد أصبحت أكثر التزاما‏,‏ وحدثني هو عن رغبته في التقدم لخطبتي عند عودة أبي في اجازته‏,‏ وبعد فترة أبلغني باعتراض أهله الشديد علي ارتباطه بي للفارق الكبير بين العائلتين‏,‏ ثم تزوج من فتاة من أسرة صديقة لعائلته‏,‏ وشعرت بصدمة قوية هزت وجداني‏,‏ وأدركت أنه لم يكن حبا بل أي شيء آخر‏,‏

ورجعت لسابق عهدي في ارتداء الملابس إياها والماكياج وإظهار مفاتني ولاحظت فجأة خلال ذلك إعجاب أستاذي في الكلية الذي تعدي الخمسين من عمره بي ولفت نظري إليه ماقالته بعض زميلاتي أمامي من أنه لايرفع عينيه عني طوال المحاضرة وكأنني الطالبة الوحيدة في المدرج‏..‏ ثم حدث أن سلمت إليه في مكتبه بحثا كان قد طلبه من تلاميذه‏,‏ فأبدي اهتمامه الشديد بي ورغبته في مساعدتي‏,‏ وألح علي في حضور حفل الكلية السنوي‏,‏ ولم أكن أنوي حضوره‏,‏ فذهبت إليه والتقيت به فيه وقدمني إلي زوجته وأشاد بي أمامها‏,‏ ونوه بحبه الكبير لها‏!‏
واقترب الامتحان فتوجهت إليه في مكتبه لأسأله عن بعض ماغمض علي فهمه من المنهج‏,‏ فرحب بي بحرارة وشرح لي كل ما أردته ثم صمت وراح يتفحصني باهتمام شديد ثم قال لي انه كان يتمني لو أنني قد ظهرت في طريقه منذ‏15‏ عاما‏!‏ وسألني عن رقم تليفوني فأعطيته له وهممت بالانصراف فصافحني بحرارة واحتوي يدي بين يديه في حنان‏,‏ وانصرفت وقد شعرت بأنني قد استرددت بعض كرامتي التي أهدرت في حبي الأول‏,‏ وبعد انتهاء الامتحانات بدأ أستاذي يتصل بي تليفونيا بالساعات‏,‏ وفي بعض الأحيان كان يطلبني فترد عليه أمي ولا تنزعج من اتصاله بي باعتباره بمثابة أبي‏!‏

وفي الفصل الدراسي الثاني كنت قد أصبحت صديقة لزوجته بناء علي رغبته وتدبيره‏,‏ واعترف لك أنني كنت أشعر بسعادة خفية وأنا أتعامل مع زوجته وأشعر أنها مخدوعة في وفي زوجها‏,‏ كما أعترف لك بأنني أحببت هذا الشعور الداخلي بالانتصار عليها‏,‏ بل وبالسخرية الداخلية منها حين كانت تحدثني عن حب زوجها لي‏,‏ وأنا أعلم تماما أنه يحبني ويتحرق شوقا للارتباط بي وجاء اليوم الذي انتظرته منه وفاتحني في الزواج‏..‏ لكنني صدمت بأنه يعرض علي الزواج العرفي فرفضت ذلك بحدة‏,‏ وكنت قد علمت من زوجته أن أقل ضغط تمارسه عليه يجعله يستجيب لطلباتها‏,‏ فلقد قررت أن أستفيد من هذه الخبرة‏,‏ وانقطعت عن الذهاب إلي الكلية والرد علي اتصالاته التليفونية‏,‏ فجن جنونه وراح يسأل عني كل الصديقات‏,‏ واكتفيت بهذا القدر من الضغط عليه وعدت للكلية فوجدته ملهوفا علي‏,‏ وكان أول مافعله هو أن طلب الخروج معي‏,‏ وفي السيارة التي ركبتها معه بعد شيء من التردد انهمرت دموعه وطلب مني ألا أتخلي عنه‏..‏ وأعلن استعداده للزواج الشرعي مني ولكن بشكل سري‏.‏ وقبلت بذلك وتم زواجنا شرعيا في السر واستأجر شقة خارج المدينة التي نقيم فيها‏,‏

وبدأت أخرج من بيتي في الصباح بدعوي الذهاب إلي الكلية ثم أتوجه إلي هذه الشقة ويأتي هو إلي لنمارس حياتنا الزوجية في هذا العش البعيد وانتهي العام الدراسي وبدأ عام جديد وأنا أتصور أن علاقتنا سرية‏,‏ إلا أنني اكتشفت أن جميع أساتذة الكلية يعلمون بارتباطه بي‏,‏ وانه يتباهي بينهم بصولاته وجولاته معي‏,‏ كما علمت كذلك أن زوجي العزيز قد بدأ يكرر نفس اللعبة مع طالبة جميلة أخري لديه لا ترغب في الزواج منه لكنها لاتمانع في التساهل معه مقابل رعايته لها دراسيا‏!..‏ وما دفعني لأن أكتب إليك هذه الرسالة رغم علمي بما سوف ينالني منك من لوم شديد وربما أيضا الشعور تجاهي بالاحتقار‏,‏ هو أنني الآن حامل في شهري الثالث وقد فكرت بجدية في اجهاض نفسي ووافقني زوجي علي ذلك‏,‏ لكني أرجع فأري ذلك ذنبا عظيما‏..‏ وأتساءل علي الناحية الأخري لو أنني احتفظت بالجنين كيف سأواجه زوجة أستاذي التي أصبحت الآن بمساعدته صديقة لأمي‏,‏ وتعتبرني ابنة لها‏,‏ وكيف سأتصرف مع أمي وماذا أقول لها ولكل من حولي‏..‏ صحيح أنني زوجة شرعية‏..‏ لكن زوجي قد هددني بأنه اذا أعلنت زواجي منه فسوف ينكر أبوته لطفلي‏..‏ فماذا أفعل؟‏..‏ وفي النهاية فإن لدي نصيحة لكل الأمهات ألا يفعلن مع بناتهن مافعلته أمي معي‏,‏ فلقد دفعتني بغير قصد إلي الطريق الشائك‏,‏ واطمأنت إلي ذئب وضعتني معه في غرفة واحدة‏!‏


ولكاتبة هذه الرسالة المزعجة أقول‏:‏

أرجو ألا تكوني قد اخترت إبلاغ زوجة أستاذك بزواجك الشرعي منه عن طريق نشر رسالتك هذه في بريد الجمعة‏,‏ فالحق انني قد شككت في ذلك لبعض الوقت ولهذا فقد تعمدت التعمية علي ملامح شخصيتك وشخصية أستاذك ونوع دراستك لكيلا تستخدمي بريد الجمعة في تحقيق بعض أغراضك‏..‏ ويبقي بعد ذلك أن أناقش رسالتك وأن أرد علي تساؤلاتك محاولا بقدر الإمكان تحييد مشاعري تجاهك‏,‏ وأبدأ بأن أقول لك انه ليس لديك ماتخشينه كثيرا من أمك اذا علمت بما أوقعت نفسك فيه من الارتباط برجل متزوج يكبرك بحوالي‏35‏ عاما في زواج سري لايختلف كثيرا عن علاقة العشق لافتقاده ركن الاشهار‏,‏ وهو من أركان الزواج الشرعي الأساسية‏,‏ ذلك أن من تحث ابنتها علي اظهار مفاتن جسدها وتحضها علي ارتداء ماتسمينه بالملابس الساخنة‏,‏ لن يتجاوز غالبا رد فعلها لحمقك وتهورك واندفاعك إلي الارتباط بأستاذك المتزوج بغير علمها حدود اللوم الهاديء لك علي عدم اشراكها معك في تبريرك للارتباط بهذا الرجل وربما أبدت ـ ولها الحق في ذلك ـ أسفها لتجاهلك لها في هذا الأمر كله من البداية‏,‏ مع أنها لو علمت به وشاركت فيه في الوقت المناسب لربما كانت قد استطاعت أن تحصل لك علي شروط أفضل للزواج والارتباط بهذا الرجل‏!!‏ أما خشيتك من مواجهة الآخرين بما فعلت فلا معني لها أيضا ولا هي هم حقيقي لك ينبغي التوقف عنده‏,‏ لأن من تفعل مافعلت في سنها الصغيرة هذه لايتعذر عليها مواجهة أحد بما فعلت‏,‏ والمضي قدما فيه مرفوعة الرأس وكأنها لم تأت أمرا إدا ولم تفعل ماتستحق اللوم عليه‏!..‏ يبقي بعد ذلك مايستحق التحسب له بالفعل وهو أن تعرف زوجة أستاذك بزواجك منه سرا‏,‏ وتكتشف خديعتها الكبري فيمن كانت تعدها بمثابة الابنة الشابة لها‏,‏ وخديعتها الأكبر في زوجها الأستاذ الجامعي الوقور الذي لايتواني عن التنويه بحبه لها في كل مناسبة‏,‏ كما فعل معك في حفل الكلية‏,‏ فهذا هو الهم الحقيقي الوحيد الذي ينبغي أن تتحسبي له في هذه القصة المؤسفة كلها‏,‏ والحق أنني لا أقصد بهذا الهم حرجك الإنساني معها ولا احساسك تجاهها بالذنب‏,‏ أو شعورك الشديد بالخجل منها والاشفاق عليها‏,‏ لأنك والحمد لله لاتعانين من مثل هذه المشاعر الترفية التي يشقي بها آخرون من البشر‏,‏ وانما أقصد به تحسبك لما سوف يترتب علي انكشاف أمر زواجك من زوجها من زوابع وعواصف في حياته العائلية‏,‏ وما سوف يتعرض له هو من ضغوط إنسانية شديدة من زوجته وأهله قد تفلح في النهاية في دفعه للتخلص من ارتباطه بك‏,‏ وهو مايستحق أن تستعدي له بالفعل من الآن‏,‏ وخاصة وقد أثبتت لك التجربة أن زواجه منك لم يكن تتويجا لحب حقيقي قهار لايملك معه ارادته‏,‏

وانما كان كما أتصور استجابة متسرعة لرغبة حسية عارمة فيك والوسيلة الوحيدة التي أتيحت له لقضاء وطره منك بعد أن تعذر عليه قضاؤها بغير الزواج منك‏,‏ بدليل انه وقد نال منك مأربه وهدأت رغبته فيك قد بدأ يكرر نفس اللعبة مع زميلة أخري لك أكثر تساهلا معه منك وأقل تدبيرا وتخطيطا‏,‏ فلعله قد نقل إليها نظراته في المحاضرة وكأنما قد خلا المدرج إلا من غيرها‏..‏ ولعله يبكي الآن بين يديها طالبا الزواج العرفي منها اذا تعذر عليه بلوغ مأربه منها بغير ذلك‏.‏ والحق أيها السيدة الصغيرة انني لا أشعر تجاهك بأي تعاطف‏,‏ ولا أراك كما حاولت اقناعي في رسالتك ضحية لأستاذك‏,‏ ولهذا لم أستجب لرغبتك في أن يكون عنوانها هو ضحية أستاذها كما رغبت‏,‏ وانما أنت ضحية فساد القيم الأخلاقية السائدة في مجتمعك العائلي‏,‏ وضحية غياب الدين في حياتك الأسرية وخفوت صوته في دائرتها كما أنك ضحية غياب الأب عن القيام بدوره الجوهري في توجيهك وحثك علي الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية‏,‏ فلا عجب في أن تعدلي عن الحجاب والاحتشام في مظهرك عقب فشل تجربتك الأولي‏,‏ لأن حجابك لم يكن عن اقتناع داخلي لديك ولا نابعا عن وجدانك الديني‏,‏ وانما كان وسيلة لاغراء ذلك الشاب بالتقدم لخطبتك فما أن فشل التدبير والتخطيط حتي رجعت عنه بلا ندم‏

,‏ غير أنك لن تستفيدي للأسف من درس التجربة الأولي‏..‏ ولم تتعلمي حكمتها وهي أن الشاب قد يعجب في بعض الأحيان بالفتاة الجميلة المتحررة في ملابسها ومظهرها‏..‏ لكنه لايرتبط غالبا إلا بمن يثق في قيمها الأخلاقية الدينية ويشعر بأنه يستطيع أن يأمن علي شرفه وعرضه معها‏..‏
وبدلا من استيعاب هذا الدرس الثمين والاهتداء بهديه في حياتك بعد ذلك‏,‏ فلقد شعرت للعجب بأن كرامتك قد جرحت وانك قد استرددت بعضها حين تأكدت من سطوة تأثيرك علي أستاذك‏,‏ فلقد سعيت أنت إليه في مكتبه بعد أن لاحظت افتتانه بك‏,‏ ورحبت باعطائه رقم تليفونك‏,‏ وتهللت لاتصالاته التليفونية الطويلة معك‏,‏ وهي الاتصالات التي لم تعترض عليها أمك للأسف استمرارا لسياستها الخاطئة المتساهلة في تربيتك‏,‏ واستفدت من خبرة زوجته في التعامل معه في الضغط عليه لكي يتزوجك‏,‏ وقبلت وهو الأخطر الزواج من رجل متزوج وله أبناء‏,‏ فكيف يمكن اعتبارك ضحية بريئة من كل اثم لسوء توجيه والدتك أو لمثل هذا الرجل؟‏..‏ صحيح أنه يتحمل الجانب الأكبر من المسئولية الأخلاقية عما انتهي إليه مصيرك الآن وأنت في الثانية والعشرين من عمرك كزوجة سرية لرجل يكبرها بـ‏35‏ عاما‏,‏ وصحيح أيضا أنه كان خليقا به أن يتعفف عن مغازلتك وملاحقتك والتحرش بك‏,‏ احتراما لنفسه وموقعه كأستاذ جامعي ولوضعه العائلي كزوج وأب‏,‏ لكن مسئوليتك أنت أيضا عن هذا المصير المؤسف جسيمة‏..‏ فلقد سعيت إليه في مكتبه بذرائع مختلفة لإحكام سيطرتك عليه بعد أن علمت عنه ضعفه معك‏,‏ ولم يكن سعيك إليه في مكتبه سوي دعوة ضمنية له لمغازلتك والمضي قدما في هذا الطريق الشائك‏.‏ والرجل أو المرأة لا يرمي أحدهما غالبا سهامه‏..‏ ويواصل الرماية بلا كلل إلا إلي من يأنس فيه ترحيبه ولو كان صامتا بهذه السهام الموجهة‏..‏ ولولا ذلك لانثني عن هدفه اذا وجد أن سهامه لم تصب الهدف‏.‏ ولقد نشرت رسالتك علي الرغم من استيائي لها عسي أن يستفيد بأخطائها غيرك من الشباب والأمهات والآباء‏,‏ لأننا نتعلم من أخطائنا بأكثر ما قد نتعلم أحيانا من اختياراتنا القويمة في الحياة‏,‏ ولقد تأملت طويلا ماحكيت عنه عما كنت تشعرين به من سعادة شريرة وأنت تمارسين خداع زوجة هذا الرجل التي تعاملت معك بحسن نية ولم تسيء إليك في شيء‏,‏ كما توقفت أيضا أمام ما كنت تشعرين به من سخرية داخلية تجاهها حين تحدثك بسلامة طويتها عما يكنه لها زوجها من حب‏..‏ فشكرا لك لأنك قد أطلعتنا علي مثل هذا الجانب السادي المظلم من النفس البشرية‏,‏ وأرجو أن تكوني قد تطهرت من بعضه‏..‏ حين علمت بأن هناك الآن من لعلها تشعر بمثل هذه السعادة الشريرة في باطنها وهي تري زوجك يتودد وتحس بانتصارها القريب عليك‏..‏ وفي النهاية فإني أقول لك انك يجب أن تصارحي أمك علي الفور بما فعلت بحياتك وأن تواجهي الأمر الواقع وتتحملي عواقبه بشجاعة وتحاولي تحجيم خسائره فالحق أن زواجك بهذا الرجل محكوم عليه بالفشل والانهيار طال العهد به أو قصر‏,‏ لأنه زواج غير متكافيء من ناحية السن ونواح أخري ولأنه زواج مؤقت كالنزوة العابرة التي ترشح صاحبها بعد انقضائها للندم بأكثر مما ترشحه للسعادة ودوام التجربة‏,‏ فأما الجنين الذي أثمرته هذه النزوة الخرقاء في حياتك‏,‏ فإن تهديد زوجك لك بانكاره أبوته له اذا أعلنت زواجك منه‏,‏ ليس سوي محاولة مكشوفة للضغط عليك لمنعك من إعلان هذا الزواج‏,‏ وتخويفك من عواقب ذلك‏,‏ لأن زواجك منه مادام شرعيا وموثقا فإن انكاره لأبوة هذا الجنين تهديد أجوف لايعتد به كثيرا‏,‏ ولن يغير من الواقع شيئا‏..‏ وأما عن تفكيرك في مصير هذا الجنين الذي لم يكمل بعد شهره الثالث‏..‏ فإني أنقل لك هنا ماجاء في كتاب بيان للناس الصادر عن الأزهر الشريف في مسألة الاجهاض‏,‏ وملخصه أن الحمل متي استقر في الرحم لمدة‏120‏ يوما أو أربعة أشهر فقد ثبت بالقرآن والسنة نفخ الروح فيه وبذلك يصير إنسانا له حقوق الإنسان الكاملة حتي لتجوز له الوصية والوقف عليه والميراث بعد موت مورثه وبذلك يكون من النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ويحرم اجهاضه إلا اذا دعت إلي ذلك ضرورة قهرية كأن يكون بقاء الحمل ضارا بحياة الحامل‏..‏الخ‏.‏ أما قبل نفخ الروح فيه فللفقهاء أربعة أقوال في الحكم عليه‏:‏
الأول‏:‏ الاباحة مطلقا من غير توقف علي وجود عذر‏,‏ وهو قول فقهاء الزيدية‏,‏ ويقرب منه قول فريق من فقهاء الحنفية‏,‏ وان قيده بعضهم بوجود العذر‏,‏ وهو أيضا مانقل عن بعض فقهاء الشافية وما يدل عليه كلام المالكية والحنابلة‏.‏
والثاني‏:‏ الاباحة لعذر والكراهة لعدم وجود العذر‏,‏ وهو ماتفيده أقوال فقهاء الأحناف وفريق من الشافعية‏.‏
والثالث‏:‏ الكراهة مطلقا وهو رأي بعض فقهاء المالكية‏.‏
والرابع‏:‏ الحرمة وهو الرأي المعتمد عند المالكية‏.‏
فحاولي أيتها السيدة الصغيرة أن تتعلمي درس التجربة وتصححي الأوضاع الخاطئة في حياتك وتبدئي صفحة جديدة منها خالية من مثل هذه المغامرات الطائشة والأفكار الخاطئة عن الحياة والحب والزواج‏..‏ والسلام‏.‏


عبد الوهاب مطاوع
بريد الجمعة ٣٠ يوليو ١٩٩٩

Wednesday, August 26, 2009

كل شيء في الحياة يولد صغيرا ثم يكبر إلا الأحزان فإنها تولد كبيرة ثم تضمحل


أنا زوجة وأم تزوجت منذ ثماني سنوات من رجل طيب وكريم الخلق ويرعي الله في عمله‏,‏ وعشنا معا حياة دافئة بالحب والمودة والحنان‏,‏ بفضل حبي لزوجي وحب زوجي لي‏,‏ الي جانب طبيعته المرحة والودودة‏,‏ فلقد اسبغ زوجي علي حياتنا قدرا كبيرا من البهجة بطيبته وخفة روحه‏..‏ وحبه لي‏..‏

وكان دائم الضحك والمرح والمعبثة معي‏..‏ وولا يكف عن مغازلتي كل يوم بكلمات الحب الجميلة كأننا خطيبان في فترة الخطبة الأولي‏..‏ بل وكان أيضا يكتب الشعر في حبي ويقرأه علي لأنه من هواة كتابة الشعر وإلقائه‏..,‏ وبعدانجابي لطفلي الثاني وجدت أنني لا استطيع الاستمرار في عملي كموظفة حكومية وحصلت علي اجازة بدون مرتب لكي أرعي الطفلين ثم أنجبت الطفل الثالث فأصبحت مسئوليتي أكبر ومددت الأجازة لفترة أخري لكي أقدم لأطفالي مايحتاجون إليه من رعاية واهتمام وحنان‏..‏


ومضت بي الحياة حافلة بالمشاغل اللذيذة من رعاية الأطفال‏..‏ وتلبية مطالبهم وفض اشتباكاتهم الصغيرة‏..‏ وتنظيم أوقات طعامهم‏..‏ ولهوهم‏..‏ ونزهاتهم‏,‏ وزوجي يرجع من عمله فيتفرغ لمداعبة الأطفال‏..‏ ومداعبتي‏,‏ ويصطحبهم لشراء الحلو واللععب الصغيرة أو لشراء متطلبات البيت‏,‏ ومن حين لآخر يدعونا للخروج كلنا في زيارة عائلية أو الي إحدي مدن الملاهي‏..‏ أو الي المشي في الشارع بلاهدف‏..‏ ويجد دائما ما يعلق عليه بظرف وخفةدم فتمضي نزهتنا في مرح حتي نعود‏..‏

ومنذ عام واحد رحلت عن الحياة والدته يرحمها الله فحزن لرحيلها وبكي كثيرا وغابت الضحكة عنوجهه‏..‏ وشاركته حزنه وتعاطفت معه‏,‏ وبدأ يكثر من السفر الي بلدته‏,‏ ليزور أخويه اللذين يكبرانه واللذين ربياه من بعد أبيه حيث مات والده وهو طفل صغير‏,‏ ويزور قبر والدته ويرجع واجما حزينا‏,‏ فأرقبه في اشفاق وأدعو له الله أن يترفق به‏.‏

وانتظرت أن يتخفف زوجي الحبيب منحزنه مع الأيام وبدأ بالفعل يستعيد بعض حماسه السابق بعد عدة أسابيع‏,‏ فاذا به يصدم صدمة أخري برحيل شقيقه الأكبر عن الحياة‏..‏ وازدادت أحزانه بدلا من أن تهدأ‏,‏ ورجع للسفر اليبلدته كل خميس ليرعي شئون أسرة شقيقه ويزور قبور الراحلين ويرجع من رحلته حزينا مهموما‏..‏


واشتد اشفاقي علي زوجي مما يشعر بهمن وحشة وألم لفراق والدته وشقيقه الذي كان يعتبره أبيه‏..‏ وتمنيت أن تسرع الأيام في سيرها لكي تبعد الذكري وتهدأ الأحزان‏..‏ لكن الأيام جاءت بما لا تشتهي السفن وصدم زوجي صدمته الثالثة بعد بضعة شهور أخري‏..‏ ففجع برحيل شقيقه الذي يلي أخاه الأكبر في السن بغير سابق انذار‏..‏ فاستقرت الكآبة في نفسه‏..‏ وانشغل بالسفر كل بضعة أيام الي بلدته ليرعي شئون اسرتي شقيقيه‏..‏ وبيت العائلة ومصالح الأسرة لأن شقيقه الأصغر لا خبرة له بالتعامل مع المصالح الحكومية‏..‏


وشجعته علي القيام بواجباته العائلية تجاه أسرته‏..‏ وتحملت غيابه وبعده عنا في صبر والتمست له العذر في انشغاله بشئون عائلته لأنه يمر بظروف قاسية‏..‏ ولأن أخويه اللذين رحلا عن الحياة بعد أمهما في فترة قصيرة كانا الي جانب أمه كل شيء له في لحياة‏..,‏ لكن المشكلة اتخذت شكلا آخر أدي الي تغير صورة الحياة في أسرتنا‏..‏ فلقد تغيرت أشياء كثيرة فيشخصية زوجي خلال هذا العام‏,‏وبعد أن كان دائم الضحك والمرح والدعابة‏..‏ أصبح دائم الحزن والاكتئاب والتجهم‏..,‏ وبعد أن كان هاديء الطبع طويل البال أصبح ضيق الصدر وشديد العصبية ويثور وينفعل لأتفه الأسباب‏..‏

وبعد أن كان يغازلني كليوم بأجمل كلمات الحب ويكتب الشعر في حبي أصبح صوته يعلو علي بكلمات قاسية‏..‏ ويسبني بألفاظ بشعة‏,‏ بل لقد رفع يده علي لأول مرة في حياته خلال الفترة الأخيرة عدة مرات‏.‏
كما أنه أهمل مظهره وملابسه وصحته بالرغم من أنه يعاني من ألم في الكلي وصداع دائم في الرأس‏..‏

فظللت الكآبة والحزن حياتنا التي كانت مليئة بالحب والضحك والبهجة‏..‏ ولم يعد زوجي يهتم بتلبية مطالبالبيت‏..‏ أو يترك لي نقودا كافية‏,‏ وأصبحت بالنسبة له كقطعة الأثاث التي بلا مشاعر ولا أحاسيس‏..‏

وجف نبع حنان زوجي وحله لي مع أنني في أشد الحاجة اليهما لأنني وحيدة في الحياة ورحلت أمي عن الدنيا من زمن بعيد وغادر أبي البلاد وسافر بعيدا وتزوج في غربته‏..,‏ولم يعد أمامي سوي الصبر علي زوجي والأمل في عودته للاهتمام بزوجته وبيته‏..‏ فهل تكتب له كلمة تناشده فيها أن يرجع الي ما كان عليه‏..‏ وتقول له أن زوجته وأطفاله الثلاثة في أشد الحاجة اليه وان ما يحتاجونه لابد أن تكون له الأولوية لديه عن أي شيء آخر مهما كانت الواجبات والمسئوليات الأخري‏.‏
انني أدعو الله كل يوم أن يخفف عنه ويرده الينا واتساءل في حسرة أين أيام المرح والغزل والعشرة الطيبة‏..‏ وهل سترجع مرة أخري‏!‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول
نعم سترجع بإذن الله‏..‏ ولكن بعد أن تقوم الأيام بدورها المقدور في مداواةالجراح‏..‏ وتهدئة الأحزام‏,‏ فكل شيء في الحياة يولد صغيرا ثم يكبر إلا الأحزان فإنها تولد كبيرة ثم تضمحل تدريجيا حتي تهدأ وتتحول الي شجن رفيق لايحول بين صاحبه وبين ابتهاجه بالحياة‏..‏ وليس من صحة النفس والوجدان ان يبتسر الانسان هذه الدورة الطبيعية أو يتعجل انقضاء مراحلها قبل الأوان‏,‏وانما عليه أن يرعي حزنه في صمت وصبر حتي يستوفي دورته محتسبا أسباب أحزانه عند ربه وداعيا إياه أن يخفف عنه ما يضيق به صدره‏.‏

أمانبع الحنان الذي جف في قلب زوجك‏..‏ فإن ماء النبع قد يغيض اذا شحت موارده الطبيعية‏..‏ لكنه قد يفيض كذلك من جديد كسابق عهده أوأغزر اذا تلقي شحنه اضافية من مصادره الجوفية‏.‏ ومهمتك الآن ياسيدتي هي أن تعيني ماء هذا النبع علي التدفق من جديد بصبرك علي أحزان زوجك وتعاطفك معه‏..

‏ وتسامحك مع ما طرأ علي روحه وشخصيته من تغيرات جوهرية صنعتها هذه الأحزان المتتالية خلال فترة قصيرة من الزمن‏.‏ اذ يبدو لي انك قد تعجلت قبل الأوان عودة زوجك الي طبيعته المرحة السابقة معك‏,‏ وتفرغه الكامل لأسرته واطفاله‏..‏ ومداعباته الماضية وغزله الرقيق لك كل يوم‏,‏ وانحيت عليه باللائمة لانصرافه عنك وعن أسرته الي الانشغال بشئون عائلته ومسئولياته الأدبية والمادية الجديدة في وقت مبكر بالنسبة لمثلهذا الحساب والعتاب‏,‏ ففتح ذلك باب الجدال والشقاق بينكما وفوجئت أنت بردود فعله الانفعالية والعصبية لمثل هذا اللوم الذي يبدو له كنوع من عدم التقدير لظروفه الجديدةمن جانبك أو كنوع من الأنانية الشخصية في ظروف تتطلب منك بعض الصبر وبعض التضحية‏..‏ وغاب عنك في شدة تلهفك الياستعادة الأيام السعيدة الخالية مع زوجك وغزله الشعري والنثري لك كل يوم‏,‏ ان التعاسة كما يمكن أن تقرب بين الناس حين يتعاطفون معمن يعانيها‏..‏ فإنها أيضا يمكن أن تفرق بينهم اذا استشعر المهمومون قلة صبر المقربين منهم علي همومهم‏,‏ أو عدم احترامهم لأحزانهم‏.‏


والأحزان الكبيرة تورث صاحبها فتور الروح تجاه ما كانت تبتهج له قبل أن تداهمه عاصفة الهموم‏,‏ وتورثه قلة الصبر علي الجدال والخلاف والمضايقات‏,‏ وتكسبه ضيق الصدر والحدة والانفعالية الشديدة‏..‏ ولهذا فإن أفضل ما تتعاملين به مع زوجك الآن هو الصبر علي ما أغور روحه من فتور تجاه الأشياء‏..,‏ والتسامح مع عصبيته وانفعاليته الطارئة التي لاتعبر عنشخصيته الحقيقية بدليل سجله السابق معك طوال سنوات الزواج‏,‏ وتجنب الجدال والشقاق معه‏,‏ وتأجيل المطالب والمحاسبة واللوم الي أن تهدأ فورة أحزانه‏..‏ ويتقبل واقعه الجديد ويتآلف معه‏..,‏ ومحاولة اشعاره بالتضحية ببعض اعتباراتك الشخصية مراعاة لأحزانه ومسئولياته وهمه الذي يفعل الكثير بروح الانسان وليس بجسمه فقط‏..‏ حتي قال عنه المتنبي في أشعاره
الهم يخترم الجسم نحافة ............................................ ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقال عنه الانجليز في أمثالهم انه الشيء الوحيد الذي يقتل القطة التي اشتهرت عند العامة بأن لها سبع أرواح‏.‏
ولهذا فإن المحزون يحتاج الي التعاطف والتسامح معه والصبر عليه أكثر مما يحتاج الي كل ذلك خالي البال‏,‏ وليس الي التشاحن معه والشقاق والمحاسبة والعتاب‏,‏ أما أيام السعادة والمرح وكلمات الغزل الرقيقة فلسوف تعود مرة أخري الي حياتك‏,‏ وبقدر ما تصبرين علي زوجك حتي يتجاوز هذه الفترة العصيبة من حياته‏,‏ فالقلب الطروب لايفقد ابتهاجه بالحياة الي غير رجعة اذا اعتصرته بعض آلام الحياة‏..‏ وإنما يخلص الحزن لما يستحق منه الحزن له‏..‏ ثم يستعيد عافيته من جديد واقباله علي الحياة بعد فترة ملائمة من الوقت‏,‏ ويخلص الابتهاج أيضا بما يدعو الي البهجة والاحتفاء به من أسباب الحياة‏.‏


فاصبري ياسيدتي وانتظري
فإن قضي اليوم وما قبله .......................................... ففي الغد الحي‏..‏ صباح الحياة‏!‏
كما يقول أبوالقاسم الشابي‏..‏ وشكرا


عبد الوهاب مطاوع بريد الاهرام ١٦ ابريل ١٩٩٩

حال السلف مع القران في رمضان


وقد كان من هدي السلف رضوان الله عليهم ، الحرص على ختم القرآن في رمضان ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم . فعن إبراهيم النخعي قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين . "السير" (4/51) .

وكان قتادة يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة . "السير" (5/276) .

وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة . "التبيان" للنووي (ص/74) وقال : إسناده صحيح

.
وعن مجاهد قال : كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة . "تهذيب الكمال" (2/983) .

وقال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة . "السير" (10/36) .

وقال القاسم ابن الحافظ ابن عساكر : كان أبي مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ، يختم كل جمعة ، ويختم في رمضان كل يوم . "السير" (20/562) .

قال النووي رحمه الله معلقاً على مسألة قدر ختمات القرآن : " والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر ، لطائف ومعارف ، فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه ، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم ، أو غيره من مهمات الدين ، ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له .

وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة " انتهى . "التبيان" (ص76) . ومع هذا الاستحباب والتأكيد على قراءة القرآن وختمه في رمضان ، يبقى ذلك في دائرة المستحبات ، وليس من الضروريات الواجبات التي يأثم المسلم بتركها . سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجب على الصائم ختم القرآن في رمضان ؟ فأجاب : " ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب ، ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن يكثر من قراءة القرآن ، كما كان ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان " انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/516

Sunday, August 23, 2009

كيف أرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام للشيخ محمد حسان

منهم من يذهب الي زيارة النبي و منهم من ياتي النبي لزيارته

ما شاء الله الشيخ محمد عبد الملك الزغبي يري النبي ٤٧ مرة




Saturday, August 22, 2009

الاذي من الناس وكلام الناس(9)...نماذج من الرجولات التى لا تهزها إساءةولا تستفزها جهالة

وإليك نماذج من الرجولات التى لا تهزها إساءة ٬ ولا تستفزها جهالة ٬ لأن لغو السفهاء يتلاشى فى رحابتها كما تتلاشى الأحجار فى أغوار البحر المحيط . ما يضير البحر أمسى زاخرا إن رمى فيه غلام بحجر؟!


يروى أن رجلا سب الأحنف بن قيس وهو يماشيه فى الطريق فلما قرب من المنزل وقف الأحنف وقال: يا هذا ٬ إن كان بقى معك شىء فقله ههنا ٬ فإنى أخاف إن سمعك فتيان الحى أن يؤذوك. وقال رجل لأبى ذر: أنت الذى نفاك معاوية من الشام؟. لو كان فيك خير ما نفاك!! فقال: يا ابن أخى ٬ إن ورائى عقبة كؤودا ٬ إن نجوت منها لم يضرنى ما قلت ٬ وإن لم أنج منها فأنا شر مما قلت!!. وقال رجل لأبى بكر: والله لأسبنك سبا يدخل القبر معك!! قال: معك يدخل لا معى!! وقال رجل لعمرو بن العاص: والله لأتفرغن لك. قال: هناك وقعت فى الشغل!! قال: كأنك تهددنى؟ والله لئن قلت لى كلمة لأقولن لك عشرا!! قال عمرو: وأنت والله لئن قلت لى عشرا لم أقل لك واحدة. وشتم رجل الشعبى فقال له: إن كنت صادقا فغفر الله لى ٬ وان كنت كاذبا فغفر الله لك. وشتم رجل أبا ذر الغفارى فقال له أبو ذر: يا هذا لا تغرق فى شتمنا ٬ ودع للصلح موضعا ٬ فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه. ومر المسيح بقوم من اليهود فقالوا له شرا. فقال لهم خيرا ٬ فقيل له: إنهم يقولون شرا وتقول لهم خيرا؟! فقال: كل واحد ينفق مما عنده. وقيل لقيس بن عاصم: ما الحلم؟ قال: أن تصل من قطعك ٬ وتعطى من حرقك ٬ وتعفو عمن ظلمك.. وقال يزيد بن حبيب: إنما كان غضبى فى نعلى... فإذا سمعت ما أكره أخذتها ومضيت . وقال على: من لانت كلمته وجبت محبته ٬ وحلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه. .وأسمع رجل عمر بن عبد العزيز بعض ما يكره ٬ فقال: لا عليك ٬ إنما أردت أن يستفزنى الشيطان بعزة السلطان ٬ فأنال منك اليوم ما تناله منى غدا ٬ انصرف إذا شئت

جدد حياتك محمد
الغزالى

Friday, August 21, 2009

الاذي من الناس وكلام الناس(8-2)...كيف كان يتعامل العظماء مع جحود الناس


الإهانات تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد. وهذا المعنى يفسر لنا حلم ` هود ` وهو يستمع إلى إجابة قومه بعد ما دعاهم إلى توحيد ا لله قالوا: “إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين”. إن شتائم هؤلاء الجهال لم يطش لها حلم ` هود ` لأن الشقة بعيدة بين رجل اصطفاه الله رسولا ٬ فهو فى الذؤابة من الخير والبر ٬ وبين قوم سفهوا أنفسهم


وقالوا: ما قرن شىء أزين من حلم إلى علم ٬ ومن عفو إلى قدرة!!. وقال الحسن: المؤمن حليم لا يجهل وان جهل عليه. وتلا قوله تعالى : “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

إن الغضب مس ٬ يسرى فى النفس كما تسرى الكهرباء فى البدن. قد ينشىء رعدة شاملة واضطرابا مذهلا ٬ وقد يشتد التيار فيصعق صاحبه ويقضى عليه. ولذلك يرى ` ديل كارنيجى ` أن التحلم مع الأعداء رحمة تلحق بالنفس قبل أن ينال الغير خيرها ويدركه بردها وبرها.. وهو ينقل لنا فقرة من منشور وزعته إدارة الشرطة بإحدى مدن أمريكا ٬ وهى فقرة تستحق التنويه: “إذا سولت لقوم أنفسهم أن يسيئوا إليك ٬ فامح من نفسك ذكراهم ٬ ولا تحاول الاقتصاص منهم ٬ إنك إذ تبيت نية الانتقام تؤذى نفسك أكثر مما تؤذيهم!!”. ثم يتساءل: “كيف تؤذيك محاولة القصاص؟. إنها قد تُودى بصحتك ٬ كما ذكرت مجلة ` لايف `: أن أبرز ما يميز الذين يعانون ضغط الدم هو سرعة انفعالهم ٬ واستجابتهم لدواعى الغيظ والحقد”. قال: “وأصيبت إحدى معارفى بداء القلب ٬ فكان كل ما نصحه بها الأطباء ألا تدع للغضب سبيلا إليها مهما بلغ الخطب ٬ فإن المريض بقلبه قد تكفى لحفر قبره غضبة واحدة


قال ` ديل كارنيجى` : “نصبنا مُخيَّما ذات ليلة تجاه حرش متكاثف الأشجار ٬ وفجأة برز لنا وحش الغاب المخيف: الدب الأسود. وتسلل الدب إلى ظلال الضوء المنبعث من معسكرنا ٬ وراح يلتهم بقايا طعام يبدو أن خدم أحد الفنادق المقامة فى أطراف الغابة ألقاها هناك... وفى ذلك الوقت كان ` الماجور ما نتريل ` أحد رواد الغابات المغامرين يمتطى صهوة جواده ٬ ويقص علينا أعجب القصص عن الدببة ٬ فكان مما قاله: إن الدب الأسود يسعه أن يقهر أى حيوان آخر يعيش فى العالم الغربى باستثناء الثور على وجه الاحتمال. غير أنى لاحظت فى تلك الليلة أن حيوانا ضئيلا ضعيفا استطاع أن يخرج من مكمنه فى الغابة وأن يواجه الدب غير هياب. ولا وجل. بل أن يشاركه الطعام أيضا ٬ ذلك هو ` النمس `.
ولا ريب أن الدب يعلم أن ضربة واحدة من مخلبه القوى تمحو ` النمس ` من الوجود ٬ فلماذا لم يفعل هذا. لأنه تعلَّم بالتجربة أن مغاضبة مثل هذا الحيوان الضئيل عداوة لن تعود بالضرر إلا عليه هو ٬ فأكرم له وأليق بكبريائه أن يغض الطرف عنه. ولقد تعلمت هذا أنا أيضا ٬ فطالما ضيقت الخناق على آدميين من طراز هذا `النمس` ٬
فعلمتنى التجربة المرة أن اجتلاب عداوة هؤلاء لا تجدى فتيلا




حدث فى أثناء الحرب الأهلية الأمريكية عندما كان أصدقاء `لنكولن ` يحملون حملات شعواء على أعدائهم أن قال ` لنكولن`مهدئا أتباعه: إن لديكم إحساسا بالغضب والثورة أكثر مما لدى ٬ وقد أكون خلقت هكذا ٬ ولكنى لا أرى الغضب يجدى . إن المرء لا ينبغى أن يضيع نصف حياته فى المشاحنات ٬ ولو أن أحدا من أعدائى انقطع عن مهاجمتى ما فكرت لحظة واحدة فى عدائه القديم لى


هذه الكلمات التى نضجت بها قلوب كبيرة تذكرنا بموقف رجل من أئمة الفقه الإسلامى ٬ حاولت الحكومة فى عهده أن تحمله على اعتناق رأى دينى لها فأبى الرجل أن يعتنق هذا الخطأ ٬ ورأت الحكومة أن تستعين على إقناعه بالجلد والتنكيل والسجن الطويل ٬ ومع ذلك فقد صبر الرجل على بلائه ورفض أن يبيع عقيدته فى أهواء المبتدعين ٬ ورغبات الجبارين. فلما يئسوا منه وظنوا أن أجله قد اقترب لهول ما نزل به ردوه إلى بيته. قال ابن كثير: وجاء الأطباء إلى الإمام المعذب ٬ فقطعوا لحما ميتا من جسده وجعلوا يداوونه حتى عاد إليه روحه الذى كاد يزهق ٬ فلما شفاه الله بقى مدة وإبهاماه يؤذيهما البرد. أتدرى ما كان موقفه بعد؟. جعل كل من آذاه فى حل إلا أهل البدع ٬ وكان يتلو قوله عز وجل: “وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم” . يقول: ماذا ينفعك أن يعذب أخوك المسلم بسببك ٬ وقد قال الله : “فمن عفا وأصلح فأجره على الله” . وينادى المنادى يوم القيامة `ليقم من أجره على الله ٬ فلا يقوم إلا من عفا` . وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ` إذا جمع الله الخلائق نادى مناد: أين أهل الفضل؟ قال فيقوم ناسوهم يسيرفينطلقون سراعاً إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة ٬ فيقولون: وما فضلكم؟ ٬ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا ٬ وإذا أسىء إلينا حملنا. فيقال لهم أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين `. تلك خلال السماحة والتجاوز كما يثبتها التاريخ لآلها الأكرمين فى المشارق والمغارب. وما أقلهم على كثرة الناس
جدد حياتك محمد
الغزالى

 

Sample Text

أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا



إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بتقوى الإله
فإن الإله سريع النقم

لسانك لا تذكر بها عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فقل يا عين للناس أعين

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله


فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *

وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *

هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها *

لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً *

يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ








My Blog List

Powered by Blogger.

Dreams Of An Inspired Mind: Muslim-ized

john cena
Subscribe to Feed


مدونة أفلا يتدبرون القرآن

john cena

My Blog List

Blog Archive