Monday, February 16, 2009

انا مخنوق انا تعبان انا مخنوقة مجموعة قصص واقعية اعجبتني......(2) و لنبلونكم بشىء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين


هذه السيدة فلقد بدأت قصتها مع الحياة حيت تزوجت في سن مبكرة قبل ان تكمل دراستها الثانوية من ابن خالتها الضابط الشاب بالقوات المسلحة‏.‏ وسعدت بحياتها معه وانجبت منه ابنتها الكبري وبعدها بعامين انجبت بنتين توءما‏

,‏ ثم بعد عامين آخرين رزقت بولد‏,‏ فكانت الفرحة الكبري لأبيه وأمه‏.‏ وأكتملت سعادة الأسرة وواصلت حياتها الآمنة المطمئنة‏,‏ وتنقلت من مدينة إلي مدينة تبعا لظروف عمل الزوج‏,‏

 ثم شاءت الأقدار ان يصاب الولد الوحيد لهذه الأسرة بالصفراء في فترة اقامة الأسرة بمطروح نتيجة لحقنة غير معقمة‏,‏ فإذا بهذا الطفل الذي تنعقد عليه آمال الأسرة تتدهور صحته بسرعة رهيبة‏,‏ وإذا به يرحل عن الحياة وهو في السابعة من عمره‏,‏

 ويحزن الأب والأم علي وحيدهما حزنا عميقا لكنهما سرعان مايتما سكان بعد فترة من الحزن الشديد‏.‏ ويقنع كل منهما الآخر بان الحياة لابد ان تستمر لأن لديهما ثلاث بنات يحتجن إلي ابويهن فيستعيدان توازنهما ويواصلان الحياة‏

,‏ وبعد عدة سنوات أخري يلاحظ الأبوان ان صحة بنتيهما التوءم ليست دائما علي مايرام‏.‏ فهما يشعران بالارهاق لأقل مجهود تبذلانه‏.‏ ولايستطيعان مجاراة زميلاتهما من البنات في اللعب ويشعر الأبوان بالقلق عليهما فيصطحبانهما للطبيب‏,‏ وبعد الفحص الدقيق يتضح أنهما تعانيان من عيب خلقي في القلب ويخضع الابوان بدورهما للفحص فيتضح ان هذا العيب قد انتقل إليهما وراثيا عن طريق الأب‏,‏ لكن اصابة الأب لاتمثل بالنسبة له أية خطورة من الناحية الطبية‏

,‏ وتبدأ الأسرة رحلة معاناة جديدة بين الأطباء والمستشفيات‏,‏ وتتدهور صحة اللبنتين بسرعة عجيبة‏,‏ وينتهي بهما المطاف إلي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي تحت العلاج‏,‏ فلايطول الوقت حتي تسلم احداهما للمصير المحتوم‏,‏ وتلبي نداء ربها ويفجع الأبوان في زهرتهما التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها‏,‏ ويغادر الأب المستشفي ليقوم لابنته بالمراسم الحزينة‏,‏ ويرجع إلي المستشفي ليتابع حالة الأخري‏,‏ فلايكاد يصل إليه حتي يتلقي خبر رحيلها عن الحياة بعد شقيقتها بساعات‏!‏ 

يا الله!!!!يا الله

ويسقط الأب المكلوم مريضا ويتم ادخاله العناية المركزة بنفس المستشفي وتصاب الأم بصدمة عصبية شديدة‏,‏ وتخضع للعلاج ويصدر القرار بعلاجهما في لندن علي نفقة القوات المسلحة‏,‏ وبعد رحلة علاج ليست طويلة يرجعان إلي الحياة مرة أخري‏..‏ ويتساند كل منهما علي الآخر‏.‏ ويركزان كل حبهما وعطفهما وحنانهما علي الابنة الكبري التي اصبحت الضوء الوحيد في حياتهما وكانت هذه الابنة قد استعوت في ذلك الوقت شابة جميلة وحزينة وقد اوشكت علي انهاء دراستها الجامعية وادت امتحان الليسانس وراحت تنتظر نتيجته وفي هذه المرحلة من حياتها التقيت بها أنا لأول مرة علي الشاطئ في مطروح حيث اعتادت اسرتها ان تقضي بعض أيام الصيف‏,‏ وكنت أعرف من بعض الأهل والأقارب قصتها وماشهدته حياتها من احزان ومآس فأحببتها حبا عظيما واحبتني هي ايضا بكل مافي أعماق قلبها من قدرة علي الحب‏.‏


ولأن والدها صديق لوالدي اللواء السابق بالقوات المسلحة ايضا فقد صارحت اسرتي علي الفور برغبتي في الزواج منها وابدت اسرتي بعض التخوف من حكاية المرض الوراثي‏,‏ لكنهما ازاء حبي لهذه الفتاة لم يترددوا في مباركة زواجي منها‏.‏

وتقدمت لوالد فتاتي طالبا يدها منه فرحب بي‏,‏ اما والدتها فلقد كانت فرحتها بسعادة ابنتها الوحيدة لاتوصف وساعدتني اسرتي علي اتمام الزواج ويسرت لي كل الصعوبات واحب أهلي عروسي الشابة حبا شديدا‏.‏ وتزوجنا وهي زهرة متفتحة في عامها الرابع والعشرين من عمرها‏.‏ وانا في الخامسة والعشرين من عمري وبدأنا حياتنا الزوجية معا‏,‏ ونهلت من نبع الحب والسعادة مع زوجتي هذه ووجدت فيها انسانة جميلة الروح طيبة القلب عطشي للسعادة والرغبة في الاحساس بالأمان‏,‏ ولأنني قد تزوجت صغيرا فلقد سعيت إلي تحقيق مستوي افضل من الحياة وسافرت للعمل باحدي شركات البترول بدولة عربية‏,‏ ولحقت بي زوجتي بعد فترة قصيرة‏,‏ وابتعدت لأول مرة عن أبويها فكان وقع الفراق عليهما وعليها شديدا لكن الحياة مضت بنا‏,‏ وبعد شهور حملت زوجتي وبدأنا المتابعة الطبية لحملها‏,‏ فلاحظت الطبيبة أن ضربات قلبها ليست منتظمة‏.‏ 

وبعد الفحص بالموجات فوق الصوتية واستشارة أخصائي القلب ابلغنا الطبيب انها تعاني من تضخم بسيط في احدي حجرات القلب وان الحالة لاتدعو للقلق ويمكن للحمل ان يستمر ولكن بشرط المتابعة الطبية المنتظمة‏.‏ وفوجئت بان زوجتي كانت تعرف عن نفسها هذه الحالة منذ توفيت شقيقتاها التوءم حيث شمل الفحص الطبي وقتها كل افراد الأسرة‏,‏ ولم أشعر تجاه زوجتي بأي لوم لأنها لم تخبرني بذلك من قبل فلقد كنت أعرف مأساة شقيقتيها وظروف أسرتها وأدركت الظروف النفسية التي عاشتها‏.‏

ومضت شهور الحمل طبيعية ورزقنا الله بطفلة جميلة وبعد عامين آخرين اصرت زوجتي علي الحمل مرة ثانية واستشرنا طبيب القلب في ذلك فأكد لنا انه لاخطورة علي الاطلاق من الحمل مرة ثانية وحملت زوجتي وانجبنا طفلة ثانية وحرصت زوجتي طوال سنوات غربتنا علي ان ترجع إلي مصر مع طفلتينا كل فترة من الزمن لقضاء بعض الوقت مع والديها‏.‏
ورغم افتقادي الشديد لها وللطفلتين خلال غيابهن إلا أنني لم أعترض مرة واحدة علي رغبتها في العودة لزيارة أبويها‏,‏ ذلك ان وجود الطفلتين مع جدتهما وجدهما قد اصبح المعني الوحيد الباقي لهما في الحياة‏,‏ ولقد احبا الطفلتين حبا غامرا وسعدا بهما سعادة طاغية حتي خيل إلي أن الحياة قدابتسمت لهما اخيرا بعد طول تجهم‏.‏

وذات يوم وزوجتي في مصر عرفت انها مريضة فتوجهت إليها علي الفور‏..‏ ووجدتها تتابع علاجها مع بعض الأطباء‏..‏ لكن العلاج لا يحقق أي تقدم‏,‏ فقررت أن أرجع بها إلي مقر عملي لعلاجها في مستشفي الشركة العالمية التي أعمل بها‏,‏ وتم عرضها علي أطبائه فشخصوا الحالة بأنها حالة التهاب مزمن في أنسجة الجسم وحاولوا قدر جهدهم علاجها‏,‏ وأجروا عدة اتصالات مع المراكز المتخصصة في أمريكا وانجلترا بحثا عن علاج لهذه الحالة النادرة دون جدوي‏..‏ وواصلت صحة زوجتي تدهورها‏..‏ حتي بدأت نذر النهاية الأليمة تلوح في الأفق وحين أدركت ذلك قررت العودة مع زوجتي الي مصر‏..‏ وتم إدخالها مستشفي عين شمس التخصصي‏..‏ وبعد‏5‏ أيام فقط من عودتنا إلي بلادنا لبت زوجتي نداء السماء‏..‏ وانتقلت إلي رحاب ربها‏.‏
 يا الله 
وبالرغم من ذهولي وأحزاني وحسرتي علي زوجتي وأطفالي‏..‏ فلقد شغلت بعض الشئ عن كل ذلك‏,‏ بما حدث لصهري وزوجته فلقد كانت الصدمة الرابعة في حياتهما مروعة ومزلزلة لكل ما بقي من تماسكهما وصلابتهما‏..‏ وشهدت صهري الرجل الطيب وهو يتشكي مذبوحا من الألم من أقداره ويتساءل دون جدوي‏:‏ لماذا وأنا الرجل الصائم المصلي المزكي الحاج لبيت ربه لماذا؟ لماذا أما الأم الثكلي فلا أستطيع مهما حاولت ان أصف لك حالتها وهي تشهد هذا الضوء الوحيد الباقي في حياتها يذوي‏..‏ ويخفت إلي الأبد‏.‏ غير أنهما‏..‏ ويا للعجب لصمودهما‏..‏ وقوة ايمانهما بربهما سرعان ما تماسكا واستعادا اتزانهما مرة أخري وكأنما قد تحصنا ضد الصدمات ومفاجآت القدر‏,‏ ثم طلبا مني شيئا واحدا هو ان اترك بنتي لديهما حين أرجع الي غربتي ورجتني الأم المكلومة الا ارفض ذلك وكيف ارفض يا سيدي رجاء هذه السيدة وهذا الأب وطفلتاي هما تعويض الأقدار الوحيد لهما الآن؟

لقد قبلت الرجاء وتركت الطفلتين في رعاية جديهما ورجعت الي مقر عملي وأحزاني وأوجاعي‏.‏
وهما الآن يعتنيان بهما أشد العناية‏..‏ وقد أوقفا كل مظاهر الحزن والحداد في حياتهما من أجل الصغير تين اللتين لا ذنب لهما في هذه الأقدار المأساوية

بريد الجمعة عبد الوهاب مطاوع
1999 مارس 19

الحمد لله علي نعمه الكثيرة لكن قليل منا الشكور 

0 comments:

 

Sample Text

أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا



إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بتقوى الإله
فإن الإله سريع النقم

لسانك لا تذكر بها عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فقل يا عين للناس أعين

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله


فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *

وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *

هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها *

لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً *

يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ








My Blog List

Powered by Blogger.

Dreams Of An Inspired Mind: Muslim-ized

john cena
Subscribe to Feed


مدونة أفلا يتدبرون القرآن

john cena

My Blog List