كانت جريمة أبى بكر أنه أنفق على
قريبه `مسطح ` فكان جزاؤه أن `مسطحاً` ما إن سمع الإشاعات الكاذبة تدور حول
`عائشة` حتى أسرع يعين على ولى نعمته ويروج مع الأفاكين قالة السوء ٬ بدل أن يرد
جميل قريبه بالدفاع عن عرضه
كان مالك بن أنس يشكو على عهده قلة الإنصاف ٬ وهو عهد التابعين. وفى هذا الطغرائى بعد مئات السنين يقول: غاض الوفاء ٬ وفاض الغدر ٬ واتسعت مسافة الخلف بين القول والعمل وإننى لأتلفت يمنة ويسرة وأتفرس فى الجزاء الذى لقيته من الناس ٬ فأحس غصة. وأريد فى إيجاز أن أكشف بعض الجوانب التى يجب إعلانها فيما أصدر للناس من كتب ٬ حتى يبدو أمرى على حقيقته. من ثمانى عشرة سنة وأنا أكتب للإسلام وأخطب ٬ والجماعة التى عشت فيها حقبة من الدهر تعلم ذلك عنى. ولم تكن خطابتى بسطة لسان يهدر بالقول ٬ ولم تكن كتابتى سطوة قلم يصول ويجول ٬ بل كان ذلك كله ذوب عاطفة تضطرم بالإخلاص ٬ وفكر يستكشف صميم الحق ويبادر إلى إعلانه. وقد انفردت بأسلوب فى شرح تعاليم الإسلام ٬ ومهاجمة الفساد الاقتصادى والاجتماعى والسياسى باسمه لم يشركنى فيه أحد أمداً طويلا. ثم نشبت فتن عمياء انتهت بفصلى في الجماعة ٬ وهو فصل أراه أنا نتيجة ضغائن شخصية ٬ ويراه غيرى تصرفاً منطقياً لا شئ فيه ٬ ليكن ٬ إن المرء قد يند عن الصواب فى تصوره لشئونه الخاصة من يدرى؟. ربما كان خصومى معذورين فى الإساءة إلى ٬ أعنى فى التخلص منى ٬ فلأرض بهذا الذى حدث ٬ ولأغمض الطرف عما أتوهمه فيه من غدر وجور. بيد أن هناك محاولة للنيل منى ٬ بل للقضاء على يجب أن أردها بقوة ٬ وأن أفضح ما يكتنفها من دناءة. وهى محاولة الإغارة على تراثى الأدبى ٬ ووضع اليد الظالمة عليه فى صفاقة لا أعرف لها مثيلا فى تاريخ الآداب والدعوات. ليكرهنى من شاء. أما أن تختطف كتاباتى ويوضع عليها اسم غير اسمى ٬ ثم يتواصى الحاقدون بالإرجاف على وإظهارى للملأ كأنى أنا الناقل عن غيرى؟ فهذه هى الجريمة التى تطلق عقيرتى بالصياح ٬ ولا أقبل فيها هدنة!!.