قول أبي العتاهية
بَرِمْتُ بالناس وأخلاقهم * فصرت أستأنس بالوحدة
ما أكثر الناس لعمري وما * أقلهم في حاصل العِدّه
ونحوه قول الآخر:
ما أكثر الناس بل ما أقلهم * والله يعلم أني لم أقل فَنَدا
إني أفتح عيني حين أفتحها * على كثير ولكن لا أرى أحدا
وقول الآخر:
مخالط الناس في الدنيا على خطر * وفي بلاء وصفو شِيبَ بالكدر
كراكب البحر إن تسلم حُشاشته * فليس يسلم من خوف ومن حذر
وقول الآخر:
قد لزمت السكون من غير عيّ * ألزمت الفراش من غير عله
وهجرت الإخوان لما أتاني * عنهم كل خصلة مضمحله
وقول الآخر:
إن بني دهرنا أفاع * ليس آمن ساوَرَتْ طبيبُ
فلا يكن فيك بعد هذا * لواحد منهم نصيب
وقول الآخر ويعزى للإمام الشافعي -رضي الله عنه-:
ليت السباع لنا كانت مجاورة * وليتنا لا نرى مما نرى أحدا
إن السباع لتهدا في مرابضها * والناس ليس بهادٍ شرهم أبدا
فاهرب بنفسك وأستأنس بوحدتها * تعش سليماً إذا ما كنت منفردا
قول طرفة بن العبد:
كل خليل كنت خاللته * لا ترك الله له واضحه
كلهمُ أروع من ثعلب * ما أشبه الليلة بالبارحه
وقول امرئ القيس:
كذلك جدي ما أصاحب صاحباً * من الناس إلاّ خانني وتغيرا
وقول الآخر
وزهدني في الناس معرفتي بهم * وطول اختباري صاحباً بعد صاحب
فلم تُرِني الأيام خلا تسرني * مباديه إلاّ خانني في العواقب
ولا قلت أرجوه لدفع مُلِمّةٍ * من الدهر إلاّ كان إحدى المصائب
"وقال أبو فراس:
بمن يثق الإنسان فيما ينويه * ومن أين للحر الكريم صِحاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهم * ذئاباً على أجسادهنّ ثياب
وقال محمد بن تميم
لك الخير كم صاحبت في الناس صاحباً * فما نالني منه سوى الهم والعنا
وجربت أبناء الزمان فلم أجد * فتى منهم عند المضيق ولا أنا
وقول الآخر
دَع الإخوان إنْ لم تلق منهم * صفاء واستعِنْ واستغْنِ باللهْ
أليس المرء من ماء وطِين * وأي صفا لهاتيك الحبِلَّه
ومثله:
ومن يكُ أصلهُ ماء وطيناً * بعيد من جِبِلَّتِه الصفاء