قال ابن رجب: "إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمله ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة"
وليس في الأمر ظلم لأحد – حاشا لله – وإنما المسألة مسألة قلوب اطلع عليها علاَّم الغيوب، فرأى فيها ما يستوجب حسن الخاتمة أو سوءها، وقد يكون ظاهر العبد الإيمان وقلبه قد غلفه الكفر الصراح، وقد كان المنافقون يصلون ويصومون ويحجون ويجاهدون مع النبي صلى الله عليه ولسم والله يشهد إنهم لكاذبون.
وقد يكون ظاهر الإنسان التقوى والخشوع والورع، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها وركبها.
وربما كان الإنسان يظهر التخشع والتواضع في ظاهره ولكن قلبه يقطر كِبْرًا وحبا للعلو على الخلق.
وأما أن يكون الإنسان صادقا مخلصا عاملا لله في سره وجهره ثم يختم له بسوء فهذا مما لا يكون أبدا ولا يتوافق مع عدل الله وحكمته.. ولذلك قال ابن القيم – رحمه الله – مطمئنًا أهل الإيمان ما معناه: "حاشا لعدل الله وحكمته أن يختم بالسوء لمن كان صادقًا ظاهرًا وباطنًا واستقام على ذلك".
قال أبو محمد عبد الحق: "اعلم أن سوء الخاتمة – أعاذنا الله منها – لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سمع بهذا ولا علم به – والحمد لله – وإنما تكون لمن كان له فساد في العقل والعقيدة، أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله ثم العياذ بالله.
أو يكون ممن كان مستقيمًا ثم يتغير عن حاله ويخرج عن سننه ويأخذ في طريقه فيكون ذلك سببًا لسوء خاتمته وشؤم عاقبته؛ كإبليس الذي عبد الله فيما يروى 80 ألف سنة، وبلعام بن باعوراء الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها بخلوده إلى الأرض واتباع هواه، وبرصيصًا العابد الذي قال الله في حقه: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)[الحشر: 16].
قال ابن رجب: "إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمله ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة".
وقد قيل: دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة.
اللهم اختم لنا بالصالحات وارزقنا الصدق في جميع الأحوال والأعمال.. يا أكرم الأكرمين.